عبدالعزيز القطي يحذر من تداعيات الخطاب المشحون للرئيس المنتهية ولايته، ويتهم المرزوقي بالاستعداد لفعل أي شيء للبقاء في قرطاج. العرب الجمعي قاسمي خطاب المرزوقي يقسم التونسيين تونس - اعتبر عبدالعزيز القطي القيادي بحركة نداء تونس برئاسة الباجي قائد السبسي، أن الرئيس التونسي المؤقت المنتهية صلاحياته منصف المرزوقي أصبح الأمل الأخير لمشروع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية، في الوقت الذي رأى فيه مراقبون أن المرزوقي بدأ يسير على خطى الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو الذي أجبر على مغادرة القصر بشكل مُذل. وأعرب في تصريح ل"العرب" عن خشيته من استمرار الخطاب المشحون بالتوتر والعنف اللفظي الذي يعتمده الرئيس المؤقت المنتهية صلاحيته منصف المرزوقي الذي وصل إلى حد تقسيم الشعب. وقال بعد إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للدورة الأولى من الاستحقاق الرئاسي، إن المرزوقي "لم يتخل عن خطابه العنيف بعد الإعلان عن النتائج ، حيث واصل استخدام مفردات وألفاظ التيار السلفي الجهادي، وكأنه بذلك يبعث برسائل مُشفرة لأعداء الوطن، ولأنصار الراية السوداء". وأكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية أمس الثلاثاء، أن النتائج الأولية للدورة الأولى من الاستحقاق الرئاسي، تؤكد حصول المرشح الباجي قائد السبسي على 1289384 صوتا، أي 39.48 ٪ من إجمالي عدد الذين شاركوا في عمليات الاقتراع، بينما جاء المرشح منصف المرزوقي في المرتبة الثانية بحصوله على 1092418 صوتا، أي بنسبة 33.43 ٪. وبحسب القيادي في نداء تونس عبدالعزيز القطي، فإن المرزوقي بخطابه العنيف يريد "ترهيب منافسه، وإرباك الرأي العام، خاصة وأن الأمر وصل به إلى حد محاولة التشكيك في نتائج الانتخابات، مما يؤكد مرة أخرى أنه ليس في وارد التفكير مغادرة قصر قرطاج، والقبول بنتائج الانتخابات". عبدالعزيز القطي: المرزوقي يغازل أصحاب الراية السوداء ولم يتردد في تصريحه ل"العرب" في اتهام المرزوقي بأنه على استعداد للقيام بأي شيء للبقاء في قصر قرطاج، وهو مستعد لكل أشكال الخداع والمناورة، لأنه لا يؤمن بالديمقراطية، وبالتداول السلمي على السلطة، تماما مثل حليفته حركة النهضة الإسلامية التي رأت فيه آخر أمل لها ولجماعة الإخوان لإنقاذ المشروع الإخواني في المنطقة". ويرى مراقبون أن نتائج الدورة الأولى تُشير إلى أن التنافس بين المرشحين الباجي قائد السبسي، ومنصف المرزوقي، سيكون حادا خلال الدورة الثانية رغم انطباع عام يميل إلى أن السبسي سيتغلب على المرزوقي بسهولة لعدة اعتبارات أبرزها أن المرزوقي استنزف مخزونه الانتخابي، بينما مازال أمام الباجي هامش لكسب المزيد من المؤيدين. ومع ذلك تنظر الأوساط السياسية بكثير من التوجس من تصرفات المرزوقي، حتى أن الناشط مصطفى التليلي، اعتبر أن المرزوقي "انتحر سياسيا"، ولم يعد له ما يقدمه بعد أن اتضح للجميع أنه مرشح حركة النهضة التي أكدت مرة أخرى ازدواجية خطابها. وقال ل"العرب"، إن الدورة الثانية من الاستحقاق الرئاسي ستتم على أساس عملية فرز حقيقي بين مشروعين، الأول يقوده المرشح الباجي قائد السبسي ويرتكز على مدنية الدولة وقيم الجمهورية والحداثة، والثاني يمثله المرزوقي وهو يتناقض مع المشروع الأول باعتبار أنه أحاط نفسه خلال الدورة الأولى بحزام انتخابي أمنته حركة النهضة الإسلامية، والتيارات السلفية التكفيرية والجهادية، والميليشيات التي مارست ومازالت تُمارس العنف في البلاد. وحذر التليلي في تصريحه ل"العرب" من انزلاقات أمنية قد تشهدها البلاد بالنظر إلى الخطاب المتوتر الذي بدأ المرزوقي في التسويق له، حيث قال "نأمل ألا يجد دعاة العنف منفذا من خلال الخطاب المُتشنج للمرشح منصف المرزوقي للإضرار بأمن واستقرار البلاد". ويسود انطباع لدى المتابعين للمشهد السياسي أن حظوظ الباجي قائد السبسي أكبر بكثير من حظوظ المرزوقي للفوز بالرئاسة خلال الدورة الثانية باعتبار أن المرزوقي "استنزف مخزونه الانتخابي الذي هو في الأصل مخزون حركة النهضة، والتيارات التكفيرية التي لا تؤمن أصلا بالديمقراطية، بينما مازال أمام الباجي إمكانية الاستفادة من المخزون الانتخابي لعدد من المرشحين منهم سليم الرياحي، وحمة الهمامي. وعلى هذا الأساس شبه مراقبون تحركات المرزوقي بأنه يسير على خطى الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو الذي أجبر في نهاية عام 2010 على مغادرة القصر الرئاسي بطريقة مُذلة بعد رفضه الانصياع لنتيجة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في بلاده التي فاز بها منافسه حسن وتارا. ويُشاطر التليلي هذا التشبيه، مشيرا إلى أن القواسم المشتركة بينهما كثيرة، منها أن غباغبو استخدم خلال حملته الانتخابية التي انهزم فيها شعار "ننتصر... أو ننتصر"، وهو نفس الشعار الذي استنسخه المرزوقي.