على بريدي الالكتروني تلقيت رسالة من ضابط قرأ رسالتي السابقة الى ضباط وجنود القوات المسلحة وطلب مني ايصالها لوسائل الاعلام ونحن نمسك عن ذكر اسمه كما طلب حتى ينجلي الوقت ولقد رأيت ان ابرز رسالتي السابقة والتي اتخذها هذا الضابط كمرجع حتي يتمكن القارئ الكريم من متابعة فحوي الرسالتين رسالة الى ضباط وجنود القوات المسلحة (1) بسم الله الرحمن الرحيم عقيد امن (م) هاشم ابورنات ترددت كثيرا في كتابة هذه الرسالة مخاطبا القوات المسلحة لان الجميع يعلمون ان القوات المسلحة قد تبدل حالها وتسيس مألها واصبحت عقيدتها الحربية غير ما جبلت عليه منذ انشائها في بداية القرن العشرين ومن ثم استمرت كقوة مقاتلة لها سمعة حتى في احلك الظروف وكان قادة وضباط القوات المسلحة يأملون في شئ واحد من حكام البلاد المتعاقبين الا وهو تسليح الجيش بما هو لازم للقيام بواجبتاهم تجاه وطنهم .ذلك الامل الذي تأرجح ما بين الامكانيات المتاحة والغير متاحة ورغم ذلك لم تتوقف القوات المسلحة عن اداء واجبها في احلك الظروف القتالية والسياسية فقد قاتل الجيش السوداني طوال خمسين عاما من اجل وحدة السودان وقدم في ذلك الشهيد تلو الشهيد ,وعندما حاول المصريون احتلال حلايب في عام 1957 وقف الجيش على اهبة الاستعداد وكذلك عندما حاول الاحباش احتلال الفشقة .وعلى الصعيد السياسي انحاز الجيش الى جانب الشعب في ثورة اكتوبر 1964 وفي انتفاضة ابريل 1985 ولم يكن الجيش بعيدا عن قلوب الشعب في كل المحن التي مر بها السودان ,لذلك, كان الشعب السوداني رغم الاحكام الديكتاتورية او الديمقراطية هو في قلوب الشعب السوداني . ولكن يا اخوتي ... اين حلايب الان واين الفشقة واين جنوب السودان غدا؟؟؟ وسبب ترددي في الكتابة للاخوة الضباط والجنود ان الجيش الحالي قد تغربل حتى اصبح مواليا لجهة سياسية واحدة و انتماء اي فرد فيه يقاس بمدى ولائه للنظام الحاكم وطبعا هذا المسار مطبق من قبل حكام الانقاذ في جميع اجهزة القوات النظامية الاخرى اي بمعنى ان الجهة الحاكمة هي اتجاه سياسي احادي ذو اغلبية انتخابية ضعيفة وبالتالي غاب الحياد لدى الجيش واضحى الجميع يردد ان القوات المسلحة قد انتهت... وهذه الطريقة التي استعملها اهل الانقاذ تجاه القوات النظامية تستعمل في تثبيت الحكام او الانظمة , وقد طبقت في الانظمة ذات التوجه الحزبي الاحادي وفي الانظمة الديكتاتورية, ولكنها لم تنجح بتاتا فالاتحاد السوفيتي انهار نظامه وكذلك شاوشيسكو حاكم رومانيا السابق وتطول القائمة اذا ما ذكرنا صدام حسين والقذافي وحكام امريكاالجنوبية ونجمل القول الى انها طريقة مكلفة وفاشلة ولكن قادتكم يطبقونها مع الاصرار على انها الطريقة المثلى . ولكن بعد تروي وتفكير عميق وصلت الى قناعة انه طالما ان القوات المسلحة هي من صلب هذا الشعب , ونموا وترعرعوا في بيوته وحاراته وامهاتهم هم امهاتنا واخواتنا وابائهم هم ابائنا واخواننا فانهم رغما عن انتماءتهم فانهم يشعرون ويعلمون ويحسون الام هذا الشعب ويعرفون كل او بعض المأسي التي يعيشها شعبهم وانهم يكتمون ما يحسونه بدواعي الضبط والربط والالتزام السياسي وعامل اخر غير معلن هو الحفاظ على الوظيفة . بل ان قناعتي تنطلق من اني قاتلت في القوات المسلحة وجرحت فيها قبل اختياري للانضمام لجهاز الامن فأنا اعرف الامكم ومشاعركم واحس بها واتحسر كلما مس الجيش فعل مؤلم . وانا اخاطب ابنائي الضباط والجنود لاقول لهم انكم قد اقسمتم قسم الولاء للنظام الحالي كما اقسمتم على حماية الوطن وهذا القسم لايتطلب ان تكون عيونكم مغلقة عما يدور لان حماية الارض والنظام نفسه تتطلب النظر للمواقف والجاهزية النفسيه والعقلية والبدنية وعليه فان لم تكن عيونكم وقلوبكم مفتوحة لكل ما هو مشين فسيأتي يوم ترون وتسمعون فيه ما لا عين رأت ولا اذن سمعت. واقول لكم هذا الكلام لاني اود ان اعرض عليكم الحال الذي وصلت اليه البلاد ان لم يبلغكم مدى السوء الذي وصل اليه ولا اريد ان احكي لكم عن الفساد لانكم تعرفونه تماما, ولكني اقول لكم انظروا الى حال اسركم ومتطلبات العيش الضرورية كيف يكابدون في توفيرها وانظروا والى حالهم في الالتزامات العائلية وانظروا الى الاسعار التي قفزت بسرعة الصاروخ وانظروا الى الشريعة الاسلامية التي تطبق بطريقة الخيار والفقوس وانظروا الى الحروب التي يدفعونكم الى اتونها مع امكانية الاف الحلول لالشئ الا للبقاء في الكراسي نحن لا ندعوكم للانقلاب فهذا امر تقررونه انتم وهو اصبح امرا غير محبذ علي المستوى العالمي الا في حالات الانظمة الظالمة لشعوبها, ولكن ندعوكم للمساهمة في اصلاح الحال بما يمكنكم فيه الله من بذل النصيحة واستجلاء الحقائق وكشف الظلم الذي يحيق بالناس واذا ما كان قادتكم صدق في الحق فلابد انهم سيقفون معكم واذا ما كنتم انتم وقادتكم جهولين لما فيه الحال فان الدائرة ستدور عليكم ونحن على ثقة تامة انكم تعايشون الالم العميق مما يحدث فأنتم تقاتلون اخوتكم في الوطن وليس لكم ناقة ولا جمل في الامر ... تموتون ويموت الاخرون وتصابون بالعاهات ومرتباتكم في الحضيض ولا تنهبون كغيركم ولا تفسدون مثلهم وفي الافق البعيد كشف الاحالة الى المعاش مصلت عليكم , وترون اخوتكم الذين احيلوا الى المعاش والذين دفعوا ضريبة الوطن هيام على وجوههم يبحثون عن اي عمل شريف وما من عمل شريف في الافق واما الذين جرحوا في العمليات فحالهم يغني عن سؤالهم وهذا يجرنا الى سؤال ... الى متى القتال والى متى الحرب اوليس من يحملون السلاح لهم قضية ينادون بها ؟؟؟ وارجو ان لاتغسل ادمغتكم بالاسطوانة المشروخة التي يرددها النظام بأن هولاء ينفذون اجندة اجنبية ... هل الناس يضحون بأرواحهم من اجل اجندة اجنبية مقابل لاشئ؟ او كما تقول الحكومة انهم يقاتلون من اجل الترابي!! الترابي يجلس في منزله بالمنشية يحتسي الشاي ويتناول الماء البارد والرجال تقاتل عشان خاطر عيونه؟؟ اي منطق هذا وهل يعرف الجنود البسطاء الذين يتقاتلون من الطرفين ادبيات الترابي ونظرياته . ايها الاخوة الضباط والجنود دعونا نسأل من هو الضحية في السودان ؟ من هو الذي يضحي بدمائه وروحه من اجل شئ يمكن حله بلا قتال وبلا تمسك بأمور فشل السياسيين في تطبيقها ظاهر, كشمس الحقيقة ؟ انهم انتم.. انتم الضحايا وكذلك الذين تقاتلونهم.... وهم ليسوا عدوا اجنبيا ,بل هم من لحمكم ودمكم, ففيهم من ان اسلامهم انقى من اسلام كثر وفيهم حفظة القران والاطفال والنساء والعجزة والمرضى ولماذا ومن اجل عيون من؟ من اجل السياسيين الذين يتولون مقاليد هذه البلاد ويركبون الفواره ولا يطيقون الا ان يعيشوا تحت مكيفات الاسبليت ويضعون الكندشة حتى في مطابخهم وقيل ان دور قضاء الحاجة والحمامات بها مكيفات الماء فقط (لان التكييف المكندش ضار في الحمام ) وان ماء قضاء الحاجة نوعين بارد وساخن (يا عيني) وانتم لاتستحمون بالشهور قابضين على اسلحتكم تقاتلون من كان مفروضا ان تكونوا جيرانه في السكن – تقاتلون- والقتال مر تبلغ به القلوب الحناجر وترتجف الايادي ويصيبكم العطش الحاد وتستبسلون وتنهككم الملاريا وتموتون من اجل الانضباط والرجالة والايمان بمبادئ كتبها الساسة ثم وضعوها في الخزائن وسموكم فطائس ومن حين لاخر ياتي احدهم ويثير فيكم الحماسة ومن ثم يسمع التكبير والتهليل والروراي ...ثم لاشئ ... لاشئ البتة .. يعود الحال ياهو نفس الحال..... وجرحك لا زال في قلبك وما بيدور يبرأ .بورتسودان تنزف اسى ودموع على الضربات القاسية من اسراأئيل ونسمع اخبارا ان وزير الدفاع يذهب لتركيا (ليحنس اسرأئيل لكي لا تضرب السودان مرة اخرى) ... اي مذلة تعيشون فيها يا ابنائي .. ومن اجل ماذا؟ ... من اجل الذين لايعرفون قساوة النوم في (النمرة ) والرطوبة التي تأكل ظهوركم فتصلوا الى اهلكم ان نجيتم وانتم تمشون كمفرمة الملوخية. يركب المسئول الطائرة المروحية ويعود الى الة التكييف لانه تعبان جدا ... وتعود حركتكم في المعسكر ... توزيع الخدمات .. المراجعة ..المطاردة وشبح الموت يخيم من كل جانب والشفخانة عامرة بالجرحى والانين بالليل... انين الجرحى... وانين المكلومين... وانين من يتذكر حبيبه... وفي ركن قصي تجد من يتذكر امه المريضة الصابرة والتي اعياها القلق على صغيرها وابوه الكادح المتعرق دوما ترتجف اياديه ..صابرا متحملا.. هما ينظران الى الافق يأملون عودة ابنهم (البقى ضابط) . واين المصير يا اخوتي؟ .. الحمل على الة حدباء الى ذويك او تركك في السلاح الطبي كما الكلب تلعق جراحك ... ومحظوظ من عاد سليما معافى يقتله القلق من سيف الاحالة الى المعاش والذي يحدث بلا ادنى سبب من اسباب قوانين القوات المسلحة والسبب الذي يتشبث به من يحيلونكم الى المعاش هو انكم قد استنفذتم اغراضكم .. وياله من معاش ..! لقد باعوكم ايها الاخوة بثمن بخس دراهم معدودات لاتسمن ولا تغني من جوع. وهذه ليست دعوة (للتحريش) ولكنها حقائق نستذكرها علها تعين في البحث عن حل لامر يعاني منه كل الشعب السوداني .. الا الظلمة الذين حولوا دعوات الحق الى حق خاص . ونحن .. نحن الشعب السوداني ... اىضا ضحية كبرى ... وهم ... يرون في المنام انهم يذبحونكم ايها الصبر عند اللقاء ... ولقد ذبحونا من قبلكم وهم يحلمون على الوسائد الفاخرة وانتم تبحثون عن حجر تتكئون عليه لتناموا بعين واحدة داخل خور او جدول وتعبثون مع الثعابين وتعبث بكم الحشرات الضارة .. ولو سار الامر على ما هو عليه فسيحدث التغيير و سيأتي يوم تنصب فيه المحاكم والمشانق وتصيرون انتم بعض من هذه الضحايا الجديدة او كما يقول اهلنا سينطبق عليكم المثل (في الحالتين انا الضائع) . هذا عرض حال عام ولكن الحال الاسوأ ايها الضباط والجنود هو حال اهلكم .. ابائكم وامهاتكم واخوتكم من يستطيع ان يجاري حال الغلاء الطاحن والقاتل ومن لم يستطع ان يعلم ابناءه كما يجب ومن سيشتري الدواء المناسب ؟؟ .. لا احد اللهم الا هم ... هم الذين يمتلكون احواض السباحة وعلى بعد امتار يقتل الظمأ سكان الحي الذي يقطنون به ... احواض سباحة بها ماء معقم بمادة الكلور المستوردة وسكان قراهم يجلبون الماء من الابار ومن النيل يقاتلون الجروف التي تنهار ويدرأون التمساح عن بهائمهم وعن انفسهم واين هذا اخوتي الضباط والجنود؟؟ في ضاحية بري والثورات والعزوزاب وماذا ياربي عن امبدة وسودري والدبة وشنقل طوباية والضعين والنهود وكيف هو حال اهلنا الفزعين في جبل الطينة وغبيش وجبل مون ماذا سيكون حالهم اذا ما كان هذا حال العاصمة القومية .وكيف حال الناس في بور وبيبور البلاد التي ضاعت بعدما سكبت القوات المسلحة دمائها الطاهرة من اجل وحدتها كما كان يقول الرئيس البشير في خطابه الاول عندما استولى على السلطة . ايها الضباط والجنود الاحرار. الحال بائن ولا يحتاج لان نقول اولا ان نقول لكم اقلبوها.... فعهد الانقلابات قد ولى كما قلنا ولكن نريد منكم اصلاحا لحالنا وحالكم نريد ان نرى الديمقراطية الحقيقية تعم البلاد ونريد للعدالة ان تنبسط ونريد ان نرى قواتنا المسلحة وهي تنعم بالتفاؤل والامل لانها اجبرت الظلمة على الذهاب واعادت البسمة الى شفاه المظلومين والمكلومين ورفعت رأسنا عاليا فعبود ونميري والبشير كلهم كانوا يوما ما ... ملازمين ... والحق ابلج والباطل لجلج . والسلام عليكم .. هاشم ابورنات الثاني والعشرون من مايو 2011 بسم الله الرحمن الرحيم رسالة الى ضباط وجنود القوات المسلحة ضابط بالمعاش في العام 2011 كتب لكم الاخ هاشم ابورنات رسالة اخوتي وزملائي وذكر لكم الحال الذي انتم فيه وكيف انكم كنتم دوما في ظل هذا النظام الضحية رقم واحد تموتون انتم وتقاتلون انتم وتثكل امهاتكم انتم وتفقرون وتفتقرون الى ابسط مقومات الحياة للانسان وبعدما كان الضابط والجندي يتدرج في الرتب وهو مرتاح البال وقانع بوضعه اصبحنا نسمع بسعي الجميع للاستقالة والاستعانة بطوب الارض لكي (يتخارج) الانسان من هذا الواقع المر والادهى والامر ان الحال الذي انتم عليه هو حال لا يسُر لرجال يأكلون حبل المر صبرا على المكاره وصدقا في اللقاء والاشد مرارة في هذا الحال انكم تقتلون اهلكم بدعوى انهم عدو وان لم يكونوا اهلكم فهم اما منكم ولكم بصلات دم او قربى او جيرة او معارف او من ابناء الوطن لم نسمع ياخوتي منذ استقلالنا بعدو اجنبي ولم نقتل او نقاتل اي دولة اجنبية بل ان الحلقة المفزعة دأئرة كلها في ربوع وطننا وحتى الجزء الذي انشطر لم تشطروه انتم بل دافعتم من اجل ان يبقى بكل غال ونفيس وما انفس المهج حين تبذل رخيصة من اجل ان يبقى الوطن . دعونا اخوتي ان ننظر الى اي عدو اجنبي انتم تحاربونه :- 1 ارتريريا اصبحت دولة صديقة. 2 اثيوبيا اضحت دولة صديقة. 3 كينيا لم تعادينا . 4 يوغندة علاقتنا بها متوترة لان حكومة الانقاذ سعت من قبل لعمل انقلاب بها وتطبيق الشريعة. 5 الكاميرون لا تعادينا ولكن الحكومة سعت لبسط حكم اسلامي بها مما ادى لقتل المسلمين بها. 6 الكنغو لا تعادينا . 7 تشاد لا تعادينا حاليا. 8 ليبيا تتوتر علاقتنا بها بسبب دعم حكم الانفاذ للتنظيم الاسلامي باسلحة تدفع ثمنها دولة قطر. 9 مصر لاتعادينا حاليا رغم ان حكم الانقاذ اذاق مصر الامرين يتدريبه للاخوان والارهابيين وارسالهم لمصر بغرض التخريب. 10 الدول العربية لاتعادينا . 11 جنوب السودان علاقتنا به متوترة والحكومة تدعم جيش رياك مشار المتمرد وتخفي ذلك . 12 اسرائيل عدو عربي معروف وبما ان السودان يمد حماس بالسلاح فليس مستغربا انها تضرب السودان ولكن الشئ المؤسف ان السودان الذي يتبجح بقتل اهله يطبق صمتا رهيبا حيال ضربات اسرائيل. من ذلك نلاحظ ان الدول التي تعادينا او تتوتر علاقتنا معها –كلها- دون فرز قد عادتها الحكومة الحالية اولا استجابة لسياسة التنظيم الدولي المنتمين اليه. هذا يوضح اخوتي اننا لا نقاتل الا اهلنا الطيبين وما جعلهم يملون السلاح هو القتل والفتك الموثق الذي بدأته هذه الفئة الحاكمة الباغية على اهلها. وانتم تسعون الى ان يكون وطننا واحد كانت هناك فئة حاكمة تسعى لان تصعد الامور وتؤجج الكراهية حتى يبقى لا خيار امام اهل الجنوب الا الانفصال.وللاسف فقد تدهور الحال منذ رسالة ابورنات الاولى. وذهب اهل الحكومة الماثلة الى تصفية شرفاء الجيش والالقاء بهم الى قارعة الطريق وجعلتهم مهمومين بشظف العيش وتربية ابنائهم حتى وصل الحال بهم الى التسول من اجل ان يحفظوا كرامة ابنائهم ولقد شهدناهم يجرون يمنة ويسرى عندما يعلمون ان الحكومة قد القت لهم بفتات خبز ونسيت حكومة الانفاذ ان هولاء الرجال الذين الافذاذ الابطال قد صالوا وجالوا في الميادين وضحوا بكل شئ من اجل رفعة هذا الوطن –هولاء الرجال- صار حالهم مثل حال طارق بن زياد عندما رماه عقبة بن نافع وجعله شحاذا بعدما كان قد غزا اوربا قائلا لجنده (قد حرقت مراكبي والبحر من ورائكم والعدو من امامكم). والذين هم في حال جيد من افراد القوات المسلحة المسرحين هم من يتملق لاجل ان يعيش ,ولكن هناك اخرين احتفظوا بكرامتهم فباعوا الفول والسمك والفسيخ وهو لا يروي شروى نقير وعمل اخرون الى اللجؤ الى قوله سبحانه وتعالى (الم تكن ارضي واسعة) ولزم بعضهم الصمت المؤلم وسعى اخرون للجهاد بقلمهم وبفكرهم حتى يبعد الله شبح هذا النظام. لقد اخترعت حكومة الانقاذ الوطني جيشا عقائديا بعدما ضيق عليها العالم انشائها للجنجويد والدفاع الشعبي فغيرت الاسماء وبدلت الزي واسمتهم قوات التدخل السريع ومن ثم سحبت كل الامكانيات من القوات المسلحة وجعلتها تلهث وراء التسليح وحكومة الانفاذ ماضية في الاحالة والتشريح . اخوتي الضباط وضباط الصف والجنود ماذا انتم فاعلون وانتم ترون السودان يتدهور وينزلق الى قاع سحيق فلا الشعب ارتاح يوما بسبب حروباتهم المتواصلة ولا الجيش راضيا بقتل اهله واحبائه ولا تخدعنكم الة الاعلام ولا بوق الوهم الذي يطلقونه فهم يعلمون تماما ان الحال في اسوأه وان النهاية قد قربت ..... فهل تريدون اخوتي ان تشهدوا هذه النهاية فيقع السودان في ما وقعت فيه ليبيا والصومال ام انكم تريدون ان ينصلح السودان وينعم بديمقراطية وسلام حقيقي يبسط العدل والتساوي بين الناس ويذكرهم بمبادئ الاسلام السامية .... دون كراهية واحقاد واحن وعنصرية . انني كذلك اخاطب الضباط وضباط الصف والجنود من ذوي الميول الاسلامية واقول لهم متى كان الاسلام محاربا في السودان فأهل دارفور الذين تقاتلونهم هم اهل كتاب الله سبحانه وتعالى (القرأن الكريم) واهل جبال النوبة هم الذين نصروا الامام محمد احمد المهدي ووقفوا معه في قدير ومن كان منهم يتدين بديانات اخرى لم يمسون الاسلام بشئ يجعلكم تحملون السلاح في وجههم. اخوتي الكرام لقد ظلت حكومة الانقاذ تستثيركم بادعاءت اعلامية فارغة في مضمونها :- مثلا كانوا يقولون:- -اننا نحارب دولة اريتيريا -القوات التشادية هي التي تحاربكم -الاتفاقات التي توقعها المعارضة من اجل سلام حقيقي فالحكومة تزعم ان من ورائها اسرائيل. ومن ثم نسمع بعدها ان اريتيريا وتشاد وغيرها هي احسن الاصدقاء وقد تسمعون غدا بأن حكومة الانفاذ قد قبلت بكل شروط الدول الكبرى وقد تفتتح سفارة لاسرائيل وذلك لآن الامور قد ضاقت عليها والاقتصاد يتحرك بجرعات انعاشية. اخوتي الكرام من المعلوم ان الجيوش تحارب اعداء الوطن ولكنها لاتحارب ابناء الوطن ,وابناء الوطن الذين حملوا السلاح قد حملوه لآن هناك ظلما قد وقع عليهم, وعلى الحكام ازالة هذا الظلم بالحلم والتوافق لا بالعناد واجراء مزيد من التقتيل والمحاربة. نتيجة لذلك سيضعف جيشنا وستضعف دولتنا وتصبح لقمة سائغة للعدو الحقيقي المتوقع والمتربص وعندها سيصبح السودان حقا في مهب الريح. ان الناس الذين رفعوا مظالمهم وجأروا بالشكوى من افعال الجنجويد ولم تستجب لهم الحكومة وقالت فيهم ما لم يقل مالك في الخمر هم اهلكم ولهم ظلامات تجاهلها حكام الانفاذ, واستعملوكم مستغلين الانضباط واوعلوا في خلق اسباب لاثارة نعرتكم . ولكنهم لم يكلموكم يوما عن الاراضي التي فقدها السودان بسبب تعنتهم فلا الفشقة ولا حلايب تهم ولا المثلث المجاور لدولة ليبيا .... كل ما يهم هو ان يبقوا على السلطة وتموتوا انتم ومن تقاتلونهم ..... والقصور تبنى والمزارع تزدهر .... والابقار تهدى الى الاصدقاء بالالوف والجيش يأكل فتاتا ومتعهدي قوت الجيش يلغفون ويأكلون المال اكلا لما . لقد اضحى السلام صعبا بفعل سياسة رعناء وسيكون مستحيلا بسبب سياسة التفريق التي انتهجها النظام الحاكم .... وكثرة الخدع بصرت الشعب السوداني بمقاصد هولاء . فنحن نعلم ان عصر الانقلابات قد ولى ولكن الشعب السوداني قد بدأ في سبتمبر الماضي هبته العفوية المعروفة عنه وطالت ايدي غير ايديكم (الجنجويد والدفاع الشعبي) -طالت يدهم- كرامة الشعب فتفننوا في قتل الابرياء وظنوا انهم مانعتهم حصونهم الا ان القادم اكبر والشعب بايماته قادر على ازاحة الظلم واحقاق الحق ولا نريد منكم شيئا سوى ان تقفوا الى جانب الشعب وان لاتقتلوا النساء العابرات والرجال والاطفال الواقفين على جنبات الشوارع والابواب وان لاتصدوا مظاهرة سلمية بقوة السلاح وان تعلموا ان الشعب اذا ما اراد يوما ان يقهر الظلام والطغاة فلا راد لما اراد لآن الله دوما يقف مع المظلوم. نريدكم ان تبلغوا من تعرفونهم ممن غرر بهم وصاروا جنجويدا او قوات للتدخل السريع ان دوام الحال من المحال وان دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى ان تقوم الساعة. والحق ابلج والباطل لجلج. هاشم ابورنات [email protected] http://www.sudanjem.org/_upload/2012...im-Aburnat.jpg