لندن «القدس العربي»: افتتح الرئيس السوداني عمر البشير، مساء أمس الأول، القصر الرئاسي الجديد الذي شيد بمنحة صينية قبالة النيل الأزرق، وسط العاصمة الخرطوم. وشارك في حفل الافتتاح نائبا الرئيس بكري حسن صالح وحسبو عبدالرحمن، وعدد من الوزراء والسفراء المعتمدين لدى السودان. وافتتح البشير القصر على أنغام النشيد الوطني مع عرض للحرس الرئاسي ومشاركة فرق موسيقية شعبية. ويتكون القصر من ثلاثة طوابق على مساحة 18 ألفا و600 متر مربع منه 15 ألف متر مربع حدائق تطوق القصر، طبقا لما قاله المتحدث باسم الرئاسة عماد سيد أحمد للصحافيين. وأضاف أحمد أن القصر القديم المجاور للقصر الجديد سيحول إلى متحف لرمزيته التاريخية. وبني القصر القديم في عام 1832 حيث كان السودان تابعا للخلافة العثمانية، وظل طوال هذه الفترة مقرا لكل الرؤساء الذين تعاقبوا على البلاد حتى بعد استقلال السودان عن الاستعمار الإنكليزي في 1956. واختير 26 يناير/كانون الثاني لافتتاح القصر الجديد في الذكرى السنوية لتحرير ثوار المهدية لمدينة الخرطوم ومقتل الحاكم الإنكليزي غوردن باشا على أيديهم بالقصر القديم في 1885. وقال وزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي، خلال حفل الافتتاح، إن القصر الجديد «يجسد استقراء التاريخ وقوة إيماننا بالمستقبل والتحديث». ورأى أن القصر، الذي شيد بمنحة صينية يعتبر «نموذجا للصداقة السودانية الصينية». بينما قال السفير الصينيبالخرطوم لي ليان إن القصر يمثل «رمزا جديدا في العلاقات السودانية الصينية». تجدر الاشارة الى أن الجنرال الإنكليزي غوردن باشا كان قد تطوع عام 1860 للخدمة في الصين إبان حقبة «ثورة تايبينغ» حيث خاض حروبا طاحنة هناك، وقاد الجيش الإنكليزي إلى مسلسل احتلالات حتى حصاره لبلدة سوجوا، وقتل خلال تلك الحقبة الكثير من الصينيين، الأمر الذي يراه المؤرخون سر العلاقة السودانية الصينية الراهنة، ودواعي بناء الصين لهذا الصرح تمجيدا لنضال السودانيين وقتلهم لرمز من رموز الاستعمار في الصين. وتعد الصين أكبر شريك تجاري للسودان، وأكبر مستثمر في قطاع النفط حيث ينتج نحو 140 ألف برميل يوميا. ومنح الرئيس عمر البشير وسام الإنجاز لشركة سيكو الصينية التي نفذت المشروع، بينما منح مدير الدار الاستشارية السودانية وسام النيلين من الطبقة الثانية. ولم يكشف عن تكلفة تشييد القصر الذي استغرق أكثر من 4 أعوام.