مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص بينهم اثنان من المسلحين وثلاثة من حراس الأمن في هجوم تبناه تنظيم 'داعش' على فندق في طرابلس. العرب فندق كورنثيا في مرمى الإرهاب طرابلس - كثّف تنظيم داعش هجماته الإرهابية بهدف إرباك الليبيين ولإقامة الحجة على سطوته ونفوذه، وقد تزامنت هذه الهجمات ضدّ المدنيين وضدّ الجيش الوطني والبعثات الدبلوماسية مع انطلاق مفاوضات جنيف في جولتها الثانية بين الفرقاء، والتي رجّح مراقبون فشلها بسبب الفوضى وأعمال العنف. أكدت تقارير إخبارية متطابقة أن تنظيم داعش في ليبيا قام بتنفيذ عملية انتحارية لاستهداف بعثات دبلوماسية في فندق "كورنثيا" وسط العاصمة طرابلس. وقام مقاتلو داعش بتفجير سيارة أمام مبنى الفندق، أمس الثلاثاء، متسبّبين في إصابة 24 شخصا، ولم يكتف التنظيم بذلك بل قام بإرسال خمسة مسلحين يرتدون واقيات ضد الرصاص، اقتحموا الفندق ليطلقوا النار عشوائيا باتجاه العاملين والنزلاء الموجودين في باحة الفندق بالدور الأرضي. وأكد مصدر أمني وفاة رجل شرطة واثنين من عناصر الأمن المكلفين بحماية الفندق، فيما أفادت مصادر إعلامية، أن وحدات أمنية نقلت ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا جرّاء إطلاق النار. وأعلن المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية أن مقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا تبنوا هذا الهجوم الإرهابي على فندق "كورنثيا". ونشر التنظيم على حساب في "تويتر" لما يعرف ب"ولاية طرابلس" صورا للعملية الانتحارية التي أطلق عليها اسم "غزوة أبو أنس الليبي". فيديريكا موغيريني: هذا العمل الإرهابي يسير عكس جهود إحلال السلام في ليبيا وأبو أنس الليبي الذي أعلن داعش أن هذه العملية انتقام لمقتله، هو قيادي في تنظيم القاعدة كان متهما بالمشاركة في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في أفريقيا سنة 1998، وقد أعلنت وفاته في مستشفى في نيويورك أوائل الشهر الجاري قبل أيام من بدء محاكمته. وكان أبو أنس، واسمه الحقيقي نزيه عبدالحميد الرقيعي، على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف. بي. آي" لأهم المطلوبين، حيث اعتقله عناصر من القوات الأميركية الخاصة في عملية نفذت في أكتوبر 2013 في العاصمة الليبية طرابلس. واستنكرت عائلة أبو أنس هذا الهجوم الإرهابي، حيث كتب نجله عبدالله نزيه الرقيعي على صفحته في "فيسبوك": "والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه إني وعائلتي أبرياء مما يفعل الظالمون، وإن هذا الفعل لا يفعله إلا مفسد مخرب، ومن هذا المكان أسأل الله رب العرش العظيم كل من خرب ونسب هذا التخريب لوالدي أسال الله أن يخرس لسانه ويشل أركانه وأن يفضحه أمام الملأ وأمام الناس والله ولي التوفيق". ويتزامن هذا الهجوم الإرهابي مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات يخوضها فرقاء ليبيا في مقر الأممالمتحدةبجنيف، بحثا عن وضع حلول لإنهاء الصراع المسلح الدائر منذ قرابة تسعة أشهر، وذلك بعد أسبوع من انعقاد محادثات حضرها ممثلون عن البرلمان المعترف به دوليا، بينما غاب عنها ممثلو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. وقد انطلقت المباحثات في جنيف بتوقعات مسبقة بالفشل نظرا إلى غياب الإسلاميين والمجموعات المسلحة المنضوية تحت لوائهم عن طاولة الحوار، إلى جانب تعنّت الأطراف المعنية وإطلاقها شروطا تعجيزية. حيث اعتبر الشقّ الموالي للقوى الديمقراطية أن تمسك ميليشيا "فجر ليبيا" بشرعية المؤتمر العام، سيساهم بشكل كبير في عرقلة المشاورات من أجل بلورة حلول عاجلة للأزمة، فيما اعتبر الشقّ الموالي للإخوان أن مجلس النواب قد انتهت شرعيته بحكم المحكمة الدستورية، وهو ما فنّده محللون سياسيون بالقول إن حكم المحكمة كان نتيجة لضغوط المتشددين. أحداث عنف شهدها فندق كورنثيا ◄ خطف رئيس الحكومة المؤقتة السابق علي زيدان، يوم 10 أكتوبر 2013 على أيدي مسلحين داهموا الفندق فجرا ◄خطف الدكتور الطاهر علي عبدالسلام رئيس لجنة جهاز الإمداد الطبي بوزارة الصحة، من أمام فندق كورنثيا يوم 8 يوليو 2014 ◄ قتلخريص بلقاسم مسؤول في أحد المستشفيات ورميه من الدورالتاسع بنفس الفندق وفي سياق متصل، وصفت فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قيام مسلحين بمهاجمة فندق كورنثيا في طرابلس وتفجير سيارة مفخخة، ب"العمل المستهجن". جاء ذلك في بيان مقتضب صدر عن مكتب موغيريني، أمس، حيث أكدت على أن "هذا العمل الإرهابي يسير بعكس الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في ليبيا". ويبدو أن تنظيم داعش بدأ في تطبيق نهجه الجهادي القائم أساسا على ترهيب الناس بغية السيطرة عليهم وتغيير نمطهم المجتمعي، وهو دليل، حسب ما أكده العديد من الخبراء والمحلّلين، على أن هذا التنظيم المتطرف ممثّل رسميا في ليبيا، له مقاتلوه في ساحات المعارك ورجاله على الطرقات وفي الأحياء لبثّ الأفكار المتشددة وتجنيد أكثر عدد ممكن من المدنيين. وأطلق العديد من نشطاء المجتمع المدني المناصرين للقوى الديمقراطية في ليبيا، صيحة فزع واحتجاج على الممارسات التعسفية والرجعية لرجال داعش ضدّ المواطنين العزّل وضدّ البعثات الدبلوماسية. وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف تغلغل الكتائب المسلحة والمجموعات المتشددة والتسريع في تثبيت مؤسسات الدولة لوضع قوانين زجرية تحدّ من تغوّل المتطرفين. وأعلن تنظيم داعش نفسه رسميا في ليبيا، كاشفا عن توسيع عملياته في البلاد، ونشر صورا لما قال إنها عمليات قامت بها عناصره ضد الجيش الليبي في منطقة الليثي، التي تعد آخر معاقله في مدينة بنغازي، وفق ما ذكرته مصادر عسكرية. وقال التنظيم، في بيان نشر على موقع تابع للجماعات المتشددة، في وقت سابق، إن ما سمّاها "سرية القنص" التابعة له، قامت بقتل 12 عنصرا من الموالين للجيش الليبي بحي الليثي، مشيرا إلى أنه يمتلك صواريخ وأسلحة متطورة في ليبيا. وقام التنظيم في إطار سياسة الترهيب والنسف بإحراق سيارات وهدم منازل العديد من المواطنين في مدينة بنغازي التي وصفها ب"أوكار المرتدين".