توقعات بأن يتوصل رئيس جنوب السودان مع خصمه رياك مشار إلى اتفاق نهائي لإنهاء الأزمة الطاحنة في البلاد. العرب فرقاء جنوب السودان يتحاشون العقوبات الدولية بإبرام اتفاق سلام أديس أبابا - يخوض رئيس جنوب السودان سلفا كير ميرياديت مع نائبه السابق زعيم المتمردين رياك مشار جولة أخيرة من المفاوضات في العاصمة الإثيوبة أديس أبابا للتوصل إلى اتفاق "نهائي" لإنهاء نزاع عسكري محتدم بينهما منذ أكثر من عام، وفقا لوكالات الأنباء. وحسب مصادر دبلوماسية رفيعة قريبة من المفاوضات، فإنه يتوقع خلال الساعات القادمة أن يوقع سلفاكير مع مشار على وثيقة تنهي الأزمة التي تعيشها البلاد، مشيرة إلى أن الطرفين في سباق مع الزمن للوصول إلى اتفاق رغم بروز خلافات بشأن إدارة السلطة والجيش. وكانت الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" الراعية للمفاوضات قد حددت الخامس من مارس الجاري موعدا نهائيا للمفاوضات القائمة منذ أشهر لوقف حمام الدم بين طرفي النزاع في جنوب السودان. ويعتقد مراقبون أن طرفي الصراع سيوقعان على الاتفاق المقرر، الخميس، مدفوعين بالتهديدات الدولية بفرض حظر عليهما في صورة لم يقدما على إبرامه من أجل إحلال السلام. ويقول سياسيون أفارقة إن الأزمة في جنوب السودان يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية دون اللجوء إلى العنف باعتبار أن البلاد غنية بالموارد الطبيعية ويمكن تقاسم ثرواتها وفق تسوية سلمية. واندلعت معارك بين الجيش الحكومي والمتمردين في مناطق عدة بالبلاد وخصوصا في ولايتي أعالي النيل والوحدة النفطيتين عشية هذه المفاوضات التي يعلق عليها المجتمع الدولي آمالا كبرى للوصول إلى اتفاق سلام ينهي معاناة المدنيين. وتؤكد الأممالمتحدة أن النزاع الذي يشهده هذا البلد منذ أكثر من عام خلف على الأرجح عشرات الآلاف من القتلى، خصوصا في مناطق الشمال، لكنها لم تعط إحصائيات دقيقة لصعوبة الحصول عليها في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها أحدث بلد في العالم عقب انفصاله عن السودان عام 2011. ووقّع سلفاكير ومشار مطلع الشهر الماضي اتفاقا مبدئيا في أديس أبابا لتقاسم السلطة ووقف إطلاق النار، وعلى الرغم من ذلك فإن خرق الهدنة متواصل، خصوصا في المناطق النفطية. ورغم ذلك الاتفاق الذي يصفه العديد من الخبراء السياسيين بالهش إلا أن طرفي النزاع متهمون بارتكاب فظائع وجرائم جنسية ترتقي إلى جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي. يشار إلى أن حربا أهلية اندلعت بين الجانبين على خلفية خصومة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان في 17 ديمسبر 2013 لتتطور إلى مواجهات بين الطرفين على خلفية انقلاب فاشل.