تيارات الإسلام السياسي في طرابلس تميزت بتجربة إنشاء التنظيمات المسلحة وتمثل ذلك بحركة التوحيد التي ضمت تحت لوائها فصائل ومجموعات مختلفة. العرب المجموعات الدينية تستعمل السلاح تحت شعار الدفاع عن النفس طرابلس (لبنان) - لا تختلف مدينة طرابلساللبنانية عن سائر مدن العالم الإسلامي من حيث نشوء حالات "الإسلام السياسي" فيها والذي جاء كرد فعل طبيعي على نكبة فلسطين ومن ثم على نكسة العام 1967، حيث كان "الإخوان المسلمون" والحالة السلفية يتقاسمان الشارع الإسلامي، وقد نتج عنه في طرابلس ظهور "الجماعة الإسلامية" التي أسسها فتحي يكن وسعيد شعبان وفيصل مولوي إلى جانب عدد من المشايخ وهي ما تزال حتى الآن تشكل امتدادا لحركة الإخوان العالمية، فضلا عن انطلاق التيار السلفي بإمرة الشيخ سالم الشهال. ومع سنوات الحرب خاض الإسلام السياسي في طرابلس تجربة إنشاء التنظيمات المسلحة، وتمثل ذلك بحركة التوحيد التي ضمت تحت لوائها فصائل ومجموعات من مختلفة. ولم يعد خافيا على أحد أن طرابلساللبنانية شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نشوء حالات إسلامية متعددة ضمن الوسط السلفي، استفادت في البداية من أجواء التحريض المذهبي، وخرجت من رحم البيئة السياسية التي أوجدها "تيار المستقبل" (السني)، ومن ثم تنامت شيئا فشيئا على وقع ما سمي ب"الربيع العربي" والثورة السّورية وباتت لها ارتباطاتها المُختلفة. كما منحت التوترات الأمنية المتلاحقة هذه المجموعات الفرصة للتسلح تحت شعار الدفاع عن النفس، ومن بينها من التحق مباشرة بالمشايخ السلفيين، وبعضها يعمل تحت المظلة السلفية عموما ويحمل فكرها لكن من دون أي التزام ديني. أما بعضها الآخر فهو عبارة عن تجمعات شبابية ضئيلة العدد وتحمل فكرا متطرفا من بقايا فكر تنظيم "فتح الإسلام". لكن هذا الواقع لا يعني أن الحالة السلفية أصبحت مزاجاً عاماً في المدينة، لكن ضمور "تيار المستقبل" جعلها بديلاً سياسياً عنه، خصوصاً أنها تحظى اليوم بدعم الطرف الذي دعم "التيار" خلال الفترة الماضية، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه الأخير اليوم. في الساحة المقابلة، تحتضن طرابلس العديد من الحركات الإسلامية التي تنسجم في توجهاتها السياسية مع قوى 8 آذار، وفي مقدمتها "حركة التوحيد" التي تعمل استنادا إلى تاريخها الطويل في المدينة ومن خلال سلسلة من المؤسسات الدعوية والتربوية والصحية في أبي سمراء والقبة والزاهرية والأسواق القديمة وفي بعض القرى والبلدات المجاورة لطرابلس. وتمتلك حركة التوحيد ذراعا عسكريا في طرابلس وخارجها عند الحدود مع فلسطينالمحتلة وتحديدا في شبعا، وهي ترتبط بعلاقات جيدة مع عدد كبير من الأطراف السياسية، بما في ذلك كثير من التيارات السلفية. وفي الميناء يتركز "مجلس قيادة حركة التوحيد" بزعامة الشيخ هاشم منقارة ويتمدد منها إلى الزاهرية والقبة وإلى بعض قرى عكار والضنية التي تضم مجموعات مسلحة تابعة له. إضافة إلى حضور "جبهة العمل الإسلامي"، فضلا عن نشاط تيار "الشباب والتغيير" الإسلامي بزعامة سالم فتحي.