قوى 'نداء السودان' تختتم مباحثاتها في العاصمة الألمانية بدعوة ملحة لإنهاء الحرب في دارفور وإطلاق سراح المعارضين السياسيين. ميدل ايست أونلاين قطع الطريق على البشير لاستمالة المعارضين برلين - تواصل قوى "نداء السودان" تشديد الضغط على نظام الرئيس عمر حسن البشير عبر توقيعها على وثيقة 'إعلان برلين' السبت المتضمنة لمطالب أهمها وقف الحرب في شمال دارفور والإفراج بسرعة عن المعتقلين السياسيين. ووقع على "نداء برلين" كل من رئيس الجبهة الثورية مالك عقار آير، ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، ورئيس الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب مندوبا عن قوى الإجماع الوطني، وبابكر أحمد الحسن ممثلا لمنظمات المجتمع المدني. وكشفت وزارة الخارجية الألمانية إن قوى المعارضة التي أجرت مشاورات في برلين يومي 25 و26 فبراير/شباط، أصدرت "إعلان برلين" الذي أقر إرسال وفد إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع تحضيري للحوار الوطني والتفاوض مع الحكومة تحت رعاية الوساطة الأفريقية. وعقدت الاجتماعات برعاية حكومة ألمانيا التي كلفت منظمتي "بيرقهوف فاونديشن" و"استفتنق وزنشافت أوند بوليتيك"، بدعوة قوى المعارضة السودانية لدعم وساطة السلام في السودان. ويرى مراقبون أن قوى المعارضة تسعى الى تدويل الازمة السودانية وتكثيف الحشد الغربي ضد النظام السوداني المصر على عدم القيام بإصلاحات سياسية وخوض الانتخابات بمفرده. وانطلقت في 24 فبراير/شباط الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر اجراؤها في 13 ابريل/نيسان المقبل بمشاركة 44 حزبا سياسيا ويخوض 16 مرشحا سباق الرئاسة ابرزهم البشير . وترفض المعارضة السودانية إجراء الانتخابات في أبريل/نيسان لحين تشكيل حكومة انتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها. وقال متابعون إن البشير يعش خالة من العزلة الداخلية في ظل اصطفاف المعارضة ورفضها لكافة انواع الاستمالة من قبل النظام. وأكد هؤلاء ان اعلان برلين رسالة جديدة قوية اللهجة للرئيس السوداني بانه لا حوار ولا انتخابات دون المضي في اصلاحات جذرية تنهي حقبة الحزب الواحد. وقالت مصادر غربية لصحيفة "سودان تربيون" فإن الدعوة لم تشمل كل قطاعات المعارضة وانما وجهت فقط لقوى "نداء السودان" التي تشمل تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية المسلحة وحزب الأمة القومي، لحثها على تبني موقف ايجابي من الحوار الوطني وتقريب وجهات النظر بينها و الخرطوم في اطار خارطة الطريق المقترحة من الاتحاد الافريقي. ونص الإعلان الموقع بين تلك القوى على وقف الحرب ومخاطبة جذور الازمة ومعالجتها، كما دعا الموقعون الى السماح بإنسياب الإغاثة بدون قيد أو شرط وإطلاق الحريات العامة والإفراج عن المعتقلين فاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني وفرح عقار، وأشار الى ان الخطوة عينها تمثل، شرطا لعقد المؤتمر التحضيري بأديس أبابا. وطالب "إعلان برلين" أيضا بإلغاء التعديلات الدستورية، وأن يفضي الحوار الوطني الى حكومة انتقالية لا يرأسها المؤتمر الوطني، كما دعا الى ان لا تتجاوز اجراءات بناء الثقة، التحقيق الشفاف في مزاعم الاغتصاب في "تابت" واحتجاجات سبتمبر 2013. وتعهدت برلين، وفقا لبيان الخارجية الألمانية، بمواصلة الحوار مع الحكومة السودانية من أجل دعم عملية السلام وتحقيق مصالحة دائمة، وأكدت ألمانيا دعمها لمهمة البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور "يوناميد". وكان البشير (71 عاما) المرشح للاقتراع الرئاسي في 13 نيسان/ابريل، تسلم الحكم في 1989 اثر انقلاب بدعم من الاسلاميين. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور التي تشهد اعمال عنف منذ اكثر من عقد في غرب البلاد.