مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هو( البديل)...و ما هو (البديل)..و كيف نأتي ب(البديل) ؟
نشر في السودان اليوم يوم 31 - 03 - 2015

الغالبيًة العظمى من أبناء الشعب السوداني يرفضون النظام و لا يستطيعون التعايش معه ، لم يكن بقاء النظام يوماً عجزاً أو استسلاماً فقد طالت يده الباطشة الجميع و لم يسلم أحد ، كل واحد من هؤلاء الأغلبيًة متضرر من وجود النظام (بصفة خاصة ) أي أنً مشكلته مع النظام شخصيًة تخصًه هو شخصيًاً، هذه حقيقة.. ، الحقيقة الأخرى تقول بأنً عدم التضرر من وجود النظام بطريقة مباشرة ليس مبررا للتعايش معه على الاطلاق، بل على النقيض تماماً....بصفتي الشخصية كأحد أبناء الشعب السوداني الذين يمثلون الأقليًة التي لم تتأثًر مباشرةً (بصفة خاصًة) و بدرجة كبيرة من سوء النظام و قبحه..فهل هذا يعني بأنً أمر ذهاب هذا النظام لا يعنيني؟ بالتأكيد لا..، بخلاف أنً وجود النظام يتناقض مع مبادئ الانسانيًة و الاخلاق و القيم..الخ ، أيضاً سأكون متأثراً بدرجة كبيرة و متضرراً بصفة جوهريًة إن تخاذلت أو تراخيت في العمل على ذهابه بأسرع ما يمكن، كذلك من هم في حكمي ، المنطق و التجربة و الواقع يقولان بأنً من لا يحرص على ذهاب النظام لأنًه لم ينكًل به بعد ، لهو مجرًد شخص واهم ، و من يعتقد أنًه سيظل في مأمن من جرائمه و بطشه أكثر وهماً، ممارسات النظام تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنًه لا أحد في مأمن أبداً طالما أن هذا النظام موجود...هذا بخلاف أنً النظام لا يهتم في الأساس برأى الشعب السوداني فيه و إنًما لا يبالي لأمره..و لا يهتم لأمر التراب السوداني ، فهو على استعداد أن يحكم منطقة كافوري وحدها و يبيع باقي السودان، فكل ما يعنيه هو البقاء في سدة الحكم و بأي ثمن، و مهما كانت العواقب.. السبب في ذلك أنً النظام برمًته اصبح يتحكًم فيه شخص واحد هو المجرم/ عمر البشير ، و هو في شخصه رعديدُ و جبان و فاشل لدرجة أنًه مستعد لفعل كل شئ يحول بينه و بين القصاص منه جنائيًاً بسبب ما أرتكبه من جرائم بحق الشعب السوداني...و رغم أنً هذا أصبح بديهيًاً لا يحتاج لدليل.إلاً أنًني سأعيد التأكيد عليه بالأمثلة في هذا المقال.
الشعب السوداني يعي هذه الحقيقة منذ وقت مبكٍر , الكثيرون من الذين يهادنون هذا النظام و لا يكترثون كثيراً لذهابه أو وجوده يفعلون ذلك ليس لأنهم يدعمونه أو يقبلون به ، و لكن لأنًهم ً يمضون كل الوقت يلهثون خلف توفير وجبة واحدة في اليوم و يعيشون في ما دون الكفاف..القاسم المشترك الوحيد بينهم و بين النظام هو مبدأ عيش كل يوم بيومه..و كل حسب الزاوية التي ينظر منها لما يترتب على هذا المبدأ... البعض منًا واهمون كما أسلفت، و البعض لديهم مخاوفهم المشروعة التي عززتها ممارسات النظام القمعيًة، الاقصائية و العنصرية البغيضة و كذلك آلته الاعلاميًة الكاذبة، و ضعف أحزاب المعارضة، و الكثير من الأسباب التي تربو على الحصر، بوجود هذه الأسباب أصبح من الطبيعي أن نجد هؤلاء يطالبون بتحديد شكل التغيير أولاً..، وهوية من سيقومون به، أي بعبارة أخرى يتساءلون عن ماهيًة البديل للنظام الحالي الذي يسلمون بقبحه و فشله..، و يسألون الله أن يعجل بزواله اليوم قبل الغد، يفعلون هذا في حركاتهم و سكونهم..و لكنهم على الرغم من هذا يقفون كثيراً عند أسئلة الإجابة عليها أسهل بكثير مما يتخيلون، و لكنهم لا يدركون ذلك ، و السبب في هذا يعود للنظام الذي نجح لدرجة كبيرة في التغبيش و العيش على المتناقضات..، أصبح هؤلاء يتساءلون كثيراً عن البديل، رغم أنًهم يدعون الله أن يأخذ بالنظام أخذ عزيزٍ مقتدر ، و يسألونه أن يأخذ بمن تسببوا في معاناتهم أخذةً رابية...، إلاً أنًهم لا زالوا (....) يتساءلوا عن البديل..، نعم هذا هو واقعنا الذي أصبحنا فيه، صار من يعيش في الجحيم يسأل عن البديل، و من وقف شاهداً على موت أعز أعزائه ، و يعلم يقيناً أنً من تسبب بموتهم النظام و لا أحد غيره، إلاً أنه رغم ذلك يسأل عن البديل لنفس النظام الذي يتسبب في موته هو نفسه – من يطرح السؤال - موتاً بطيئاً ، و يسأل عن البديل للنظام الذي قتل إخوانه في الدين و الوطن و الانسانيًة و لم يحسن حتى في طريقة قلتهم..، رغم هذا كله تجده يسأل عن البديل.. هنالك من لا يملكون شيئاً سوى خرقة بالية لا تستر عورتهم و لا يجدون قوت يومهم ، و يعلمون يقيناً أنً هذا كله بسبب النظام، إلاً أنًهم يتساءلون عن البديل...لذلك مسألة البديل هذه ربًما كانت حجر عثرة أمام ذهاب هذا النظام، أو ربما صرنا نحن – من يطالبون الناس بالتغيير – لا نرى جيداً ، أو لربما المسألة تخضع للسفلي و الخزعبلات و الدجل و نحن لا ندري...! و لكن رغم هذا كلًه لا بأس أن نجيب حسب السؤال مهما كان غير لائقاً...
قبل الاجابة على سؤال (..البديل منو؟) .. لماذا ننادي أصلاً بالتغيير؟ الاجابة: لأن النظام جاء به حزب سياسي صغير متآمر، و انقلب على الشرعيًة ، ولأنه جاء بكذبة تلتها أكاذيب، للفوز بمساندة شعبية. ولأنه نفّذ أقبح الأشياء في تاريخ السودان، انتهت عملياً بفصل جنوب السودان، وإشعال حروب أهلية في جميع أركانه. وأردف ذلك بتطبيق أبشع سياسة عنصرية لم تعرف لها البلاد مثيلاً. ولأنه ركّز على تبديد المال العام و سرقه، و نهب مقدرات الوطن، و لأنه شوه صورة الاسلام، و كل الأديان السماويًة..و لأنه أهان كرامة المواطن السوداني، و لأن منسوبيه سرقوا و قتلو و أفسدوا في الأرض...و القائمة طويلة.....إذاً هذا هو خلافنا مع النظام في جوهره كسلطة و افراداً.
حسناً، طالما أنً الأمر أصبح يشكٍل هاجساً بنظر البعض ، لا بأس أن نتناول هذا الأمر الذي هو في واقعه لا يحتاج إلى حديث عنه ، و لكن بما انًه أصبح عقبة كأداء أمام الفعل الايجابي سنتحدث عنه و نجيب على الأسئلة بالأدلًة و البراهين و الأمثلة الحيًة التي يعرفها الجميع، بعدها سنكون قد ذكًرنا المترددين – و الذكرى تنفع المؤمنين- إذاً من يؤمن بسوء هذا النظام و يريد التغيير بعدها سيكون لديه الأسباب و يمتلك الاجابة عن تساؤولاته..و بعدها لن يمتلك أحد العذر أو المبرر للتعايش مع هذا النظام و القبول به و الاستسلام على أساس أنًه أمر واقع - دون محاولة تغييره..إن لم نغيًر ما بأنفسنا، لن يغيًر الله حالنا مصداقاً لقوله تعالى في الآية الكريمة: (.. إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)..و كذلك الآية( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)..و الكثير من الآيات القرآنيًة التي تتحدث عن استيفاء شروط التغيير، و من أهمها العمل و المثابرة و تغيير الوسائل و الآليًات..الخ..
لا شك ، واقع الحال و التعقيدات التي أدخلنا فيها النظام خلقت الكثير من الاشكالات و الصعوبات لمن يفكرون بتغييره وفقاً للمتناقضات التي صنعها النظام و نتج عنها أن من يحاول اسقاطه لن يجد الطريق سهلاً..و ربما وجد نفسه يقف حائراً و يدخل في متاهة تنتهي به للاستسلام و انتظار مصيره المظلم، و بالتالي التعايش معه مكرهاً و صاغراً ذليلاً.. ، لأنه ببساطة يرى بأن ذهاب النظام يحتاج للكثير مما يفوق طاقته.. ، ثم بعد ذهابه توجد الكثير من المخاطر التي ربما أزًمت الأوضاع أكثر و بالتالي التفكير بمجرد بداية الحسابات بالانزواء و التعايش مع الاحباط و الخيبة، ...النتيجة غياب عنصر الارادة و بالتالي عدم العمل على ذهاب النظام ، و هذا هو تحديداً ما خطط له النظام و منذ يومه الأول و حتى اللحظة...و هو الشئ الثابت الوحيد الذي ظل موجوداً و يمثل ركن أساسي من جوهره...أصبحنا لا نتفاجأ كثيراً عندما يسألنا أحد عن (البديل) ، و للسوء فإن هذا السؤال النمطي الذي هو من صنع النظام قد وجد الرواج و أصبح يطرح نفسه بقوة تحتم علينا جميعاً إيجاد اجابات شافية حتى لا يأتي أحد المحبطين و يردد مثل الببغاء ..من هو البديل؟ و لكي نجيب على السؤال يجب علينا أولاً تصحيح السؤال نفسه لأنه ليس سؤال واحد ..، فالنظام – بصفته مسؤولاً عن هذا السؤال في الأصل - قاصر لدرجة أنه لا يميز بين (من) و (ما) و (كيف) و مع قصوره فهو أيضاً يتصف بالكثير من الصفات القبيحة التي تربو على الحصر، سنتناول هنا ما يخص الموضوع فقط ، فهو- بلا ريب - ديكتاتوري و شمولي بمعنى أنًه نظام أفراد و ليس مؤسسات و لذلك ديدنه (من) و ليس (ما)..بالضرورة نحتاج إعادة صياغة السؤال...(من هو البديل) و (ما هو البديل).. و (كيف يكون البديل) ..الأغلبيًة الساحقة يعرفون الاجابة على السؤالين الأولين، و لكن رغم ذلك يسألون...و بعض الذين يطرحون السؤال هم جزء أساسي من تكوينة النظام و يعملون معه..هؤلاء أقليًة مأجورة تؤدي ما تراه واجباً تجد له ما يبرره، فهم قطعاً ليسوا بأفضل حالٍ من المومس التي تقتات من جسدها و لا تتحرج في ذلك، أو اللص الصغير الذي يعيش على مهنة النشل أو تسلق أسوار المنازل و الناس نيام..الخ، ..أما من يتمركزون في نواة النظام فهم لا يسألون و لكن لديهم ما يشغلهم أيضاً..فهم يعملون على إحباط كل وسائل التنوير و يمارسون التجهيل بصورة ممنهجة..بالأمس قرأت بالمانشيت العريض تصريحاً للطيب مصطفى في إحدى الجرائد يقول (كمال عمر يستخدم الكادوك للسيطرة على الترابي)، و كلكم تعرفون رواية (فكي دجاجة قوش)، و (فكي عوض الجاز) و (بله الغائب)..و بقية الشلًة التي يستخدمها النظام للتجهيل و العودة بنا للعصور الحجريًة...و الأهم من ذلك إجهاض أي مشروع تنويري ...و خير دليل على ذلك أنًنا حتًى الآن لا نمتلك حتى قناة فضائيًة تستطيع أن تذكر المترددين و تجيب على تساؤلاتهم عن ماهيًة البديل! و لكن هل نقف عند هذا الحد و نستسلم و نمشي على الخط الذي انتهجه و اختطه لنا هؤلاء المجرمون؟ أم نعمل وفقاً لما هو متاح؟
من يريد أن يعرف من هو البديل سيجد الاجابة دون الحاجة لاملائها عليه..لكن هذا يشترط البحث عنها في ذهنه و محاولة تغيير طريقة تفكيره و حسابه و الزاوية التي يرى منها الأشياء أولاً..و تحكيم عقله مهما كان صغيراً أو مشوًشاً..سأفترض أنً البعض لا يعرفون الاجابة و أجيبهم حسب ما أؤمن به و ليس بالضرورة أن يتفقون معي فيه ، و ربما، ....و لكن يحتاجون لمن يذكرهم به، و البعض قد لا يعرفون و لا فكرة لديهم عن ما سنتحدًث عنه بسبب قصورنا الاعلامي و التنويري...نعم له مبرراته، و لكن يظل قصوراً يحتم علينا تداركه إن كان في الوقت بقيًة..
أولاً: من هو البديل؟
البديل إن كان فرداً فهو أي مواطن أو مواطنة سودانيًة صالحاً شريفاً لديه من التأهيل ما يكفي لكي يكون عضواً من فريق عمل الدولة، أو رئيساً أو قائداً..الخ، و هنا يكون الحديث عن عدد يقدر بمئات الآلاف و ليس فرداً واحداً...فمثلاً عمر البشير ، نافع‘ علي عثمان..الخ.. لم يكن أحدهم معروفاً لأحد قبل فعلتهم الدنيئة....إذاً هنالك الكثير من الناس المعروفين يعملون خبراء بالخارج و الداخل و هنالك الكثيرين ممن يقبعون عطالى عالةً على غيرهم ضحايا لسياسات النظام ، و لكنهم مؤهلون أن يكونوا بديلاً..لا أبالغ إن قلت أنً أكثر من 99% من أبناء الشعب السوداني يمكن لأي منهم أن يكون بديلاً عن عمر البشير لمنصب رأس الدولة، و قطعاً كل من يطرح السؤال بصدق مع نفسه واحداً منهم..) ، إذاً لا نحتاج كثيراً أن نقف عند من هو البديل؟ ..شتُان ما بين رئيس الاكوادور السابق خوسيه موخيكا و عمر البشير، و إن أردنا المقارنة داخليًا نقول شتان ما بين المرحوم الأزهري و المحجوب و حتى الديكتاتور جعفر نميري و عمر البشير...و هكذا دواليك..و إن أردتم من الأحياء نقول شتًان ما بين آخر رئيس وزراء شرعي للسودان – الصادق المهدي ، و بين عمر البشير فالأول لا أحد مهما اختلف معه يشكك في نزاهته، و المعلوم عنه أنه تنازل عن راتبه الشهري إبان فترة حكمه...أما عمر البشير فهو ينهب بموجب القانون الذي هو من صنع يده و خارج القانون، و من خلال التغول على أبو القوانين نفسه...سأورد مثالاً هنا : قانون مخصصات شاغلي المناصب الدستورية الصادر في 20 يونيو 2001م والمعدل في 16 نوفمبر 2003م وفي يونيو 2005م..فبموجب هذا القانون يفوق مرتب عمر البشير السنوي المليار جنيه...يبلغ مرتب رئيس الجمهورية الأساسي في السنة 520 مليون جنيه ، ومرتب النائب 490 مليون ، ورئيس المجلس الوطني 485 مليون ؛ يضاف لذلك بدل لبس يعادل راتب 6 أشهر في السنة وبدل مراجع (كتب وغيرها) يعادل راتب 6 أشهر سنويًاً (المقصود هنا الراتب الأساس الذي يبلغ 190 مليون جنيه سنويا في حالة رئيس الجمهورية 180 مليون في حالتي النائب ورئيس المجلس الوطني)... وهذا بنص القانون ، غير منصرفات رئاسة الجمهورية ، ومداخيله من السرقات والأتاوات التي تحول مباشرة إلى حسابه مثل بعض رسوم المواصفات وأرباح بيع السكر ، وتصل هذه إلى مبالغ ضخمة ، اعترف وزير ماليًة النظام علي محمود ذات مرة في حوار مع جريدة (السوداني ) العدد الصادر بتاريخ 22 يونيو 2011 ، حين قال بأن عمر البشير يرسل كل فترة مظاريف للوزراء بمبلغ (2) مليون جنيه ، و لا ندري هل قصد بالقديم أم بالجديد؟ بموجب نفس القانون يتراوح المرتب السنوي للفئة الثانية من الدستوريين ما بين 445 مليون جنيه إلى 390 مليون ، والفئة الثالثة من 390 مليون إلى 370 مليون ، والفئة الرابعة من 345 مليون إلى 325 مليون ..و للتذكير هذا كله بموجب القانون..أما ما هو خارج القانون..أي ما يتم بالسرقة فهو كثير و لا يساوي فيه ما ذكر شيئاً..اذاً..شخص بهذه المواصفات سيكون أي شخص بديلاً افضل منه...هذا من حيث النزاهة و حسن إدارة موارد الدولة..و سأتحدث لاحقاً عن هذه النقطة بالذات أكثر تفصيلاً.
هنالك الكثير من الصفات الضروريًة للمرء حتى يصلح ليكون قائداً أو رئيساً ، لن أتحدث عن كل الصفات الضروريًة المطلوبة و التي يجب توفرها في القائد أو الرئيس...فقط سأتحدث عن ما تسعفني به ذاكرتي الآن ...دعونا نستعرضها معاً و نطبقها على عمر البشير لكي أؤكد على صحة حديثي أعلاه من أنً أكثر من 99% من المواطنين السودانيين مؤهلون لكي يكونوا بديلاً عن عمر البشير، من هذه الصفات:
القوًة : هل عمر البشير شخص قوي؟ قطعاً لا.. من حيث القوة أذكر له حادثتان..الأولى عندما هرب من نيجيريا خوفاُ من الجنائية، و قبلها عندما هرب إلى منزل الطيب النص يوم انقلاب 23 أبريل 1990 الذي اعدم فيه بدم بارد 28 ضابطاً لا يعرف حتى الأن مكانهم..و الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره.. و هذا كله موثَق.
الخبرة في الأمور السياسية و الحنكة: هل هو كذلك؟ الاجابة لا : لن أذهب بعيداً سأذكر حادثتين فقط الأولى طرده من الأجواء السعودية عندما حاول أن يعبرها خلسةً و الثانية حادثة شرم الشيخ الأخيرة..
النجاح: هل هو شخص ناجح؟ لا مجال لدى للحديث عن فشل عمر البشير فكلكم تعرفون فشله حتى الذين يسألون عن البديل يعلمون ذلك ، بل حتى الطيب مصطفى نفسه يعلم ذلك ،و حتى أجهل الجهلاء في النظام يعلم بذلك..فشخصية مثل الطيب مصطفى تنضح بالعنصرية و العقد النفسية المستعصية تقول عن نظام عمر البشير أنه فاشل..بل يصف كل من علي عثمان و نافع و يقول عنهم "بهائم" ، و قطعاً هو أدرى بهم..
الشجاعة : هل تنطبق صفة الشجاعة على عمر البشير؟ لا ، و الدليل موجود أمامكم..هو جبان أكثر مما تتصوروا.... مجرد لص و قاتل مأجور لا أكثر، يخضع للابتزاز، خانع لغيره، أصدرت محكمة الجنايات الدولية بدل أمر قبض واحد أمرين، بسبب جبنه.. لتورطه في جرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية و جرائم حرب..لم يستطع الذهاب للدفاع عن نفسه لماذا؟ لأنه جبان، هو من أصدر التعليمات لقتل المتظاهرين السلميين في ربوع السودان و باعترافه الموثق، أصدر تعليمات بقتل الشباب اليافع و الأطفال أمثال حنين عبد الله الطالب ذو السبعة عشرة عاماً و الطالبة وفاء بالصف الثاني ثانوي..و سارة ..و أسامة ..و سنهوري و محمد حسين و الصادق أبو زيد ..و بقية الشهداء الأماجد الذين كانوا لا يحلمون بأكثر من العيش بسلام في حياتهم الدنيا و يطالبون بالخبز و العلاج لا أكثر من ذلك..مجرد المطالبة بقرص علاج أو رغيف خبر دفعوا حياتهم ثمناً له و بتعليمات من عمر البشير .
الامانة: هل تنطبق عليه؟ لا..فهو معروف عنه اللصوصية و أحال كل البلاد لضيعةً خالصة له و لأهله و محاسيبه..فمثلاً عندما تولى السلطة عام 1989 كان يسكن مع اخوانه في بيت والدهم الذي لا يملكه الأخير و انما تصدق به عليه عزيز كافوري باعتباره يعمل حلاباً لابقاره، و بعد تولي السلطة اصبح يمتلك قصوراً و فيللاً و تمتلك اسرته كل شئ بدءاً من الشركات التي تعمل في المحظورات و المشروعات..و حتى الاستثمارات في الدول الأخرى المقدرة بمليارات الدولارات، و يكفينا القول بأن عمر البشير يمتلك حتى العام 2009 أرصدة تقدر بتسعة مليارات دولار في حساب بنك لويدز السويسري في لندن..و حتى ما اعترف به شخصياً من ممتلكات لا يمكن أن يكون لها مصدر غير السرقة و بالتالي اثبات حقيقة أنه غير أمين و مجرد لص...سأتحدث عن هذا لاحقاً بالتفصيل.
تقديم مصلحة الوطن عن مصلحته الشخصية: هل تنطبق عليه؟ لا، خير دليل على هذا أنه فصل الجنوب و تنازل عن حلايب و الفشقة و اشعل الحروبات في كل مكان.. و حرم السودان من فرصة التفاوض بخصوص الديون التي ورط فيها هو و نظامه الشعب السوداني بسبب اعادة ترشحه مرة ثانية ، فمعظم الدائنون اشترطوا عدم ترشحه للتفاوض حول امكانية اعفاء هذه الديون..و ها هو الآن بعد أن أحرق كل شئ يساهم في قتل شعوب الدول الأخرى باسمنا مقابل الارتزاق و العمالة للدول الأجنبيًة.. و مقابل اعانته على تدمير ما تبقى من شعب السودان.
حب الخير لشعبه:هل ينطبق عليه؟ لا، فهو من وصف الشعب السوداني بأقذع و ابشع الصفات ووصف شعب الجنوب بالحشرات و آلى على نفسه أن لا يدع سودانياً يعيش في سلام أبداً..وصف الشعب بأنهم شذاذ آفاق و بتاعين ركشات و غيرها من الصفات.
الحنكة و الحكمة: هل يعتبر حكيماً أو محنكاً؟ عهدناه منبحطا، خانعاً لا يمتلك قراره، و يتهافت على فتات موائد الدول الأخرى مستجدياً و عارضاً كل شئ في السودان، كما ثبت بأنه لا يمانع من تمزيق كل السودان و حكم منطقة كافوري وحدها ، فقط من أجل احتفاظه بالسلطة ، و حتى لا يطاله العقاب من المجتمع الدولي بحق الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه..( هذا نظام دكتاتوري ولا يمكن اصلاحه.. البشير يريد الاستمرار في السلطة ليحمي نفسه من المحكمة الجنائية...) العبارة بين قوسين قائلها الطيب مصطفى، و بالمناسبة نستشهد بأقوال أمثال الطيب مصطفى و غيره من الحثالة لأنهم جزء أساسي من المنظومة الفاسدة ، و أقوالهم تعد اعترافاً و الاعتراف سيد الأدلة...
الصدق مع الشعب و مع النفس: هل هو كذلك؟ لا.. هو يتاجر بالدين و يدعي أن نظامه يطبق الشريعة ..لن نتحدث عن تطبيق نظامه للشريعة ، و لكن هل فعلاً يؤمن عمر البشير بالشريعة و بالاسلام الذي يدعي الحكم به و يتاجر به؟ الاجابة لا، فقد شهد عليه أتباعه أنه لا علاقة له و لا حركته بالاسلام... ، .. حتى الناجون من محارق الإسلاميين أنفسهم، اصبحوا يتحدثون عن لصوصيًة النظام ، و يجاهرون برغبتهم في تغييره و يسخرجون منه كثيراً فقد كتب سائحون على صفحتهم في الفيس بوك، أيام اختلاسات عبد الرحمن الخضر"كان المبلغ المختلس من مكتب والي الخرطوم 900 مليار ولكن الوالي " القوي الامين" قال ان المبلغ 600 مليار فقط ثم في غمضة عين ولتغطية الفضيحة وبجرة قلم وقرار من رئاسة " الاقوياء الامناء" أصبح المبلغ 17 مليار وتم استرجاعه وتم اطلاق سراح المختلسين لأن " نيتهم ما كانت السرقة.
و قبل يومين كتب نفس السائحون على صفحتهم في الفيسبوك ...أيها الناس شدوا بقوة على هذا الاسلام المزور..هم لم يقتلوكم فقط، و إنما يحاولون ايضاَ قتل قيم و معاني الدين..شدوا بقوة على هذه الحركة التي تدعي أنها اسلاميًة..دمروا هذا العجل و انسفوه نسفاً..)، إذاً النظام الآن حتى من كانوا معه بالأمس وصلوا إلى قناعة أنًه و حركته الاسلاميًة لا علاقة لهم بالاسلام...( و شهد شاهدُ من أهلها).
إن فعلاً ادعى عمر البشير و نظامه و كابر أنه حريص على الشريعة الاسلامية و يرفع شعار تطبيقها إذاً الشريعة حكمها واضح في المفسدين في الأرض و هو أولهم و قائدهم..و يجب أن تطبق عليهم هو و نظامه الحدود الشرعيًة و منها حدً الحرابة كما ورد بنص القرآن الكريم:...إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)...و القصاص، و استرجاع كل ما سرقه أو أعان على سرقته، و المسؤوليًة عن كل جريمة حدثت في السودان منذ انقلابه و حتى اليوم ..الخ.
الذكاء : هل عمر البشير ذكي؟ مثله كمثل الشخص الذي يتغوًط في مكان أكله ..في احدى المرًات خلال العام 2013 زار الكويت متهافتاً لحكومتها فوجد هجوماً لاذعاً من أحد الأعضاء البرلمانيين و هو النائب مسلم البراك الذي عدد عليه بعض صفاته القبيحة و طالبه بالتنحي..و الآن هاهو يبيع إيران تلك اليد التي كانت تعطيه السلاح و المال لإبادة شعبه ها هو الآن ينهي العلاقة المحرمة معها دون أي حساب لما يمكن أن تقوم به ، أو ردود أفعال من تمتلكهم داخل نظامه و أثرهم التدميري على النظام من الداخل، و ما أكثر هؤلاء..، في حين أنًه يضحٍي بكل هذا ، و يطمع في دعم دول لن تسمح لها ظروفها الحاليًة بحل مشكلاتها ، ناهيك عن مساعدة نظام فاقد للشرعية و هى من أعلم الناس بخيبته..
القدرة على الاقناع ..هل يتمتع هذا المخلوق بالقدرة على الاقناع؟ قطعاً لا ، كذبه الذي ثبت بالأدلة القاطعه ووعوده الجوفاء التي امتدت لسنوات للمواطنين مثل مياه بورتسودان و اصلاح مشروع الجزيرة أصبحت الآن مما يدعوا للتندر و السخريًة منه بواسطة مواطني تلك المناطق..
المقدرة على الامساك بتلابيب الأمور..هل هو كذلك؟ لا، هل قلنا أنه وصف الشعب السوداني بانهم شذاذ أفاق و شماشة بدلاً من حل المشكلة؟
التخطيط: هل عمر البشير يمتلك المقدرة على التخطيط؟
القبول و الأخلاق: هل هو مقبول محلياً أو اقليمياً؟ هل يتمتع بأخلاقيات و صفات البشر؟ لا ، غير مقبول تماماً يعلم كل العالم أنًه أجبن من النعجة، بعض الأمثلة على ذلك أنه خوفاً من الاعتقال لم يسافر لتشييع الراحل مانديلا..و لم يقم بأي زيارة للمناطق التي تضررت بالفيضانات والسيول، و رفض رفع الحصار عن جوعي النيل الأزرق، منع بعض منظمات الاغاثة الدولية من الوصول للمحتاجيين، بطائرات ال«انتنوف» وال«سوخوي» نفذ نظامه عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي في جبال النوبة و دارفور...، بل حتى الاغاثة التي تأتي للمحتاجين من الدول الأخرى يسرقها أعضاء حزبه بموافقته شخصياً و يبيعونها في السوق..و ما أدل على ذلك من فتح برلمانهم (نفسه) تحقيقات كثيرة في التعدي والسرقة للمساعدات الإنسانية، و على كثرتها لم تدين أحد، بل على النقيض انكرت كل الحقائق التي يراها الناس بأعينهم.. و ابعد من هذا تحدث المرحوم – عضو نظامه - مندور المهدي عن أنه كشف عن تسرب مواد إغاثة للأسواق..قطعاً تعلمون ماذا كانت تبريراتهم! ربما ننصفها بأنها مضحكة أو سموها إن شئتم مبكية ، فلم يتبقى لنا غير الضحك في أشد المصائب و البلايا شراً ، و البكاء عندما نقف مع أنفسنا.
المحافظة على حياة و أرواح الشعب: هل هو كذلك؟ قطعاً لا فهو أحرص الناس على موت الشعب السوداني.. عمر البشير - شخصيًاً ووزراء حكومته و أركان نظامه – بصفتهم الشخصية و الرسميًة – مسؤولون بالتضامن عن انتشار الأمراض الفتًاكة وسط الشعب السوداني كالسرطان، والفشل الكلوي، وغيره، ..مثلاً: أوردت الصحف بتاريخ 24/4/2014 الآتي: "اقر رئيس لجنة الصحة بالمجلس الوطني عبد العزيز اتنين، بتورط 36 وزيراً اتحادياً وولائياً في ادخال586حاوية نفايات الكترونية للبلاد عبر منظمات حكومية وخيرية ... وقال وزير البيئة حسن هلال ان النفايات الالكترونية انهمرت علي السودان باسم مشروعات خداعة... وتسبب النفايات اضراراً بالغة على الصحة، بما في ذلك السرطانات، خلاف اضرارها على البيئة، وعلى الاراضي الزراعية والمياه. وقتها اثار القضية الصحفي/ نزار الرشيد في عام 2009، ولكن لتورط غالبية الوزراء والمنظمات الحكومية في القضية تم فتح بلاغات في مواجهته بدعوى نشر معلومات كاذبة والازعاج العام ! ثم أصدرت النيابة العامة قراراً بوقف النشر الصحفي في القضية ! وفتحت بلاغات في فبراير 2010 في مواجهة عدد من رؤساء تحرير الصحف لارهاب الصحف من التعرض للموضوع ... وكان كمال عبد اللطيف وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء قد اعلن وقتها فى تصريحات صحفية أن كل ما أُثير عن نفايات إلكترونية في السودان محض افتراء لا أساس له من الصحة، وقال إن لجنة شكّلتها وزارة العدل توصلت بعد تحرياتها إلى أن أي حديث عن نفايات إلكترونية في السودان غير حقيقي. واعترف حسن عبدالقار هلال وزير البيئة مارس 2014 ، إن السودان أصبح مكباً عالمياً للنفايات الإلكترونية" ....)
هنالك أيضاً حادثة أخرى و دليل آخر على أنً عمر البشير يمارس القتل مع سبق الاصرار و الترصد لإبادة الشعب السوداني و تدمير عقول الناجين:
نادراً ما يرتبط الفساد بالقتل الممنهج و التدمير دون أن يطل اسم أحد اخوانه ، عبد الله – العباس – أو علي...فرادى أو مجتمعين ، أو نافع أو علي عثمان أو أذيالهما أو جميعاً.. ، الكثيرون منكم يعلمون ما تم تداوله قبل فترة و نشرته الراكوبة بتاريخ 28/4/2013 من ممارسات شركة حريص العالميه المملكوكة لكل من علي شقيق عمر البشيرو و كمال عبداللطيف (نفس الشخص السابق) وشركة أخرى باسم شركة حسين مضوي بركة، الحائزة على غنيمة تنقيب الذهب في نهر النيل ..التفاصيل: تم ابرام شراكة بين شركة روسية مسجلة باسم شركة كوش وشركة حسين مضوي بركة. شركة كوش هي المنفذ الرئيسي لعمليات غسيل الاموال .. تم هذا الاتفاق برعاية الوزير كمال عبد اللطيف وزير المعادن السابق وتحت تغطية شقيق الرئيس علي حسن احمد البشير ممثلا عن شركة حريص العالمية وبمساندة مساعديه الاساسيين وهم عصام الشامي وطه سر الختم ...وتمت القسمة وكان نصيب كمال عبد اللطيف 15 مليون دولار وشركة حسين مضوي 30 مليون دولار باعتبارها صاحبة المشروع . وشركة حريص وهي الوسيط مبلغ 80 مليون دولار والباقي للشركة الروسية وهو مبلغ 100 مليون دولار . والاجمالي 225 مليون دولار"
هذا مثال آخر من أصل أدلة لا حصر لها تثبت أن عمر البشير شخصياً مسؤولاً عن القتل المباشر و بالنفايات و السموم و تغييب عقول الناس بالمخدرات .. ولم يهتم لأرواح الشباب، الذين ستضرهم متاجرة شقيقه في المخدرات. وهو يستطيع إدخالها بالحاويات الضخمة، بسبب قرابته منه ما يجعله فوق القانون و المحاسبة...فمن لم يقتله الرصاص أو القصف الجوي في مناطق النزاع تقتله السموم و المخدرات في المدن و ما يعتقد أنها أماكن استقرار ما هى إلاً بؤر للموت البطي.
أما شقيقه الآخر: مثال لسرقاته و فساده ...عقودات تشييد المطار الجديد تصل الى (300) مليون يورو. تبلغ تكلفة انشاء المشروع (2) مليار دولار ، بقروض من البنك الاسلامي جده (150مليون دولار) ، بنك ائتمان الصادرات التركي (200 مليون دولار) ، والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي (175) مليون دولار ، ثم 700 مليون دولار مؤخراضافة الى بنك التصدير والاستيراد الصيني تم الحصول عليها نهاية العام الماضي ،والصندوق السعودي للتنمية ، والصندوق الكويتي للتمنية الاقتصادية العربية ، وصندوق أوبك (أوفيد) .وتتولى الاعمال الرئيسية شركتان صينية وتركية ، الشركة الصينية للهندسة والموانئ (هاربر) بتمويل من بنك التصدير والاستيراد الصيني تحت مظلة (القرض التفضيلي الصيني) ، وشركة يابي مركزي التركية ...عملت احصائية لشركات عبد الله شقيق عمر البشير وجدتها أكثر من 21 منها سبعة تحت اسم هاي تك، و كلها تنفذ مشاريع الحكومة الوهميًة مثل المطار الذي لم ينفذ منه شئ منذ العام 2010 إلا المجسًمات.. ، أو تمارس أنشطة مشبوهة من غسيل أموال أو متاجرة في السموم أو دفن النفايات...و خلافه. هذه الواحد و عشرين شركة بخلاف مجموعة الزوايا لصاحبها عبد الباسط حمزة..
كذلك...دخلت المخدرات في حاويات من فئة 40HQ (أكبر حاويات الشحن الموجودة) الى السودان، عن طريق شركة الحلول المتكاملة التي يشرف عليها نافع على نافع و تتبع في الأصل لجهاز الأمن و يمتلك غالبية اسهمها عبد الله البشير شقيق عمر البشير وعبد الباسط حمزة وعثمان محمد الحسن وعاصم الشامى ومبروك مبارك سليم، و كلهم يتبعون للنظام.
لكي أحصر مساوئ عمر البشير و عدم صلاحيته لحكم السودان و فساد نظامه لن أستطيع أن أوفي ذلك حقه هنا..قمت خلال العام الماضي بإعداد كتاب من أربعمائة صفحة , حاولت طباعته و نشره مجاناً داخل السودان ، و لم أوفق.... و كل ما أنشره من مقالات هى في الواقع جزء منه.
حسن إدارة الموارد: هل أحسن عمر البشير إدارة موارد الدولة؟ الاجابة لا، مثلاً: بحسب تقارير الخبراء المستقلين الموثقة توفرت للسودان في الفترة (2000-2010) من البترول وحده موارد مالية كبيرة تتراوح تقديراتها بين (65 – 80) مليار دولار ... و رغم نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسب عالية تراوحت بين (5 – 11%) في السنة خلال الفترة و ارتفاع نسبة نصيب الفرد من الدخل القومي، إلا أن معدلات مستوى انتشار الفقر ظلت في ارتفاع مضطرد.. وصلت نسبته ما يفوق (46.5%) من السكان كمتوسط قومي و في بعض الولايات ، مثلاً (شمال دارفور 69%). .السبب الأساسي في ذلك هو أن أولويات منصرفات الموازنة كلها موجهة للقمع و اشعال الحروبات و التدمير ، بدليل أن الصرف على التعليم و الصحة ( 4.4%) فقط من الميزانية على التعليم و (1.6%) على الصحة بحسب تقارير برنامج الأمم المتحدة الانمائي، (UNDP 2006:49)، و كذلك تدمير القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه غالبية سكان الأقاليم، و هيمنة الصرف على الدفاع و الأمن على الموازنة طيلة فترة وجود هذا النظام.
أبعد من ذلك واصلت الحكومة الاقتراض أثناء اثناء تدفق عائدات النفط لماذا؟ لأنها تريد أن تشعل الحروبات و تغرق السودان في الديون و تغطي على سرقات منسوبيها...حتى المشروعات التي أقاموها بجزء من فتات القروض جميعها فاشلة..( اعترف اسامة عبد الله بفشل سد مروي ) و في النهاية الدخول في مأزق يصعب الخروج منه و يعمل له كل من يفكر في اسقاط النظام ألف حساب ..كيف يتحمل من يأتي بعدهم ثقل هذه المسؤوليات التي أوردنا لها مثالاً هنا...حتى بعد أن قفل عوض " البلف " بناءاً على تعلميان عمر البشير على الهواء مباشرةً بقوله (من باكر أقفل البلف يا عوض ..) لم يتوقف النظام من الاقتراض رغم أنه وضع السودان في القائمة السوداء..و لكن دوماً هنالك أيضاً مغفلين و طماعين .... لم يعد هنالك مال أو بترول من أساسه حتى يتم الاقتراض بضمانه.. ذهب أسامة للكويت ..خلال العام العام 2011 فقط اقترض على رقابنا، 675 مليون دولار (أصل المبلغ دون الفوائد) لم يدخل منها دولاراُ واحدا لخزينة الدولة ولم يرها أو يدقق منصرفاتها أو يراجعها ، أو يتحدث عنها مجرد حديث أحد – و بموجب الدستور - بينما حصل ، أيضأ في ذات العام علي قروض من الهند وماليزيا دون الافصاح عن قيمتها فصلاحياته تخوله الا يفصح عن شئ ولو لوزارة المالية..و هذا مجرد مثال.
إذا النتيجة : عمر البشير و أفراد نظامه ليسوا مجرد لصوص أو آكلي مال سحت فحسب، هم قتلة، .. و بالمناسبة - كمال عبد اللطيف الوزير المسؤول عن هذا كله ، هو نفسه الوزير الذي بكى حين عزل من منصبه، لماذا بكى يومها؟...نفس السبب الذي جعل النيل يسجد لعمر البشير – من دون الله - هو ذاته الذي جعل كمال عبد اللطيف يبكي مع اختلاف المقامات! فواحد يسجد و الآخر يبكي..و آخر اسمه الهندي يتملًق! و هكذا هم.
اتخاذ القرار المناسب بالسرعة المطلوبة: ربما يتمتع بهذه الصفة – أبداً لا ننكر- بدليل أنه هرب سريعاً من نيجيريا عندما أحس بأن منظمات المجتمع المدني تنتظره خارج قاعة الاجتماعات للقبض عليه و تسليمه للجنائية..دون أن يلقي كلمته...و لكن: في حدود ما يضمن له البقاء و يمكنه من القدرة على ممارسة القتل و التدمير.
التوجه الفكري الايجاب: ..هل يمتلك هذه الصفة؟ قطعاً لا فهو لا يمتلك مبدأ من أساسه، ...إنطبقت عليه الآية الكريمة (...وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ...)الآية 176 من سورة الأعراف...فكره ماسوني، توجهاته كما الديدان، لا تعيش ألا في البيئة القذرة.
ايجاد حلول للمشكلات القائمة: .هل هو كذلك؟ قطعاً لا، فهو إن لم تكن هنالك مشكلات لبحث عن مشكلات ، أدخل النظام القبليه ،والاثنيه والجهويه و العنصريًة لضرب السودانيين ببعضهم البعض لتثبيت اركان حكمه، قسم نظامه مجتمع دارفور إلى عرب و زرقة، و سلًح القبائل العربيًة (الأقلية ) لإبادة القبائل غير العربيًة (الأغلبيًة)..و هذه باعترافه نفسه و اعتراف رموز نظامه .و كانت النتيجة ما نراه الآن. كانت قضيًة الجنوب سياسيًة حوًلها لحرب عرقيًة و دينيًة.
العزم على تحقيق المكاسب و تكرار المحاولات: .هل لديه ذلك؟ قطعاً لا..هو مجرد مأجور و عميل خائناً لوطنه لا يمتلك حرية التصرف من أساسه ناهيك عن العزم و تحقيق المكاسب ، لديه الاستعداد أن يبيع كل تراب الوطن، و باع بالفعل أكثر من ثلث أراضيه ، و بدلاً من تحقيق المكاسب للوطن يعرضه للبيع سلعةً كاسدة..أما العزم فهو أبعد الناس منه ، يكفي أنه قال يوماً ما ..(عازمون على جمع السلاح من مواطني دارفور..و هو في الواقع من سلح قبائل دارفور ضد بعضها..ثم قال بعدها عازمون على انهاء حرب الجنوب و الوصول إلى اتفاق سلام ، و في النهاية فصل الجنوب و لم تنتهي الحرب، ثم قوله : عازمون على تحسين أوضاع الناس ، و ما حدث فعلاً تدهور اوضاعهم للحضيض ( هذه العزائم كلها موثقة بالصوت والصورة و منشوره في الجرائد)...من يريد الاستزادة فقط ليكتب كلمتين في محرك البحث هما (البشير + عازمون) ليجد كل عزوماته و يقارنها بالواقع، سيتفاجأ بالعكس تماماً....حتى تصرفاته الشخصية و سرقاته تنم عن قصر نظر لأنه أمن عقوبة الله في الدنيا و الآخرة..(أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) الآية..(فهو كما ثبت عنه موثقاً قوله أنه سوف يلقى ربه نظيفاً)..
الاستماع للنصح.: هل يستمع للنصح؟ لا..لن أذهب بعيداً، في شهادته أفاد السيد/ مبارك الفاضل أنًه سبق و أن قام بتوجيه النصح لعمر البشير بضرورة إيجاد حلول لمشكلة دارفور عندما تفجرت في بداياتها العام 2003، و ذكر بأنًه رفض و قال له بالحرف (نحن حسمنا موضوع دارفور، و أنًه لا توجد مشكلة أصلاً ، يوجد فقط مائة متمرد و لديهم سبعة سيارات و نطاردهم و ننتهي من الأمر خلال أقل من اسبوع! مرًت الآن أكثر من 12 سنة و لم تحلً مشكلة دارفور).
إختيار البطانة الصالحة: هل بطانته صالحة؟ من بطانته مدمن المخدرات بكري حسن صالح، تاجر المخدرات نافع علي نافع..غاسلي الأموال عبد الباسط حمزة و جمال الوالي... الدجالين أمثال الأمين الذي طرده جيرانه من الحي الذي كان يقطنه بسبب سوء أخلاقه، و بقرار رئاسي اطلق سراح "الفكي" مغتصب الطالبة.
امتلاك التفويض و مشاركة اصحاب المصلحة المسؤولية..هل هذا موجود؟ لا، عدل الدستور بقرار فردي، و أتخذ الآن قرار المشاركة في حرب خارجيًة بقرار فردي ، و قلنا أنه استولى على السلطة الشرعيًة بانقلاب عسكري لم يفوضه أحد عليه.
التواصل مع القاعدة و استخدام العقل..هل هذا موجود؟ لا، بل على النقيض تماماً..من أقواله الموثقة " أتحدي أي زول كان بعرف الهوت دوق قبل الإنقاذ..."، و ما ذكره الترابي عنه فيما قاله في حق حرائر دارفور و يتعفف لساني عن ذكره هنا...ووصفه للجنوبيين بالحشرات ، وصفه لأهل ،الجزيرة بتربية الشيوعيين، وصفه ..لم يتواصل مع ضحايا الفيضانات و لم يقم بزيارة حتى أهل المناطق التي تبعد عن مكان سكنه أقل من خمسة كيلومترات..و لم يزر منطقة ما إلاً لأنًه يريد أن يكذب عليهم ليمرر شئ ما..أمً عن استخدام العقل فهو أبعد ما يكون بدليل أنً تصرفاته وحدها هى التي تضعف حزبه و تكون سبباً في الثورة ضده..
العقل المنفتح المحب للمعرفة ، فهم الآخرين و فهم النفس و فهم المواقف: هل هذه متوفرة فيه؟ لا..نصحه الحريصون على مصلحته من السائحون و فلول الاسلامويين ..ماذا فعل؟ بدلاً عن الاستماع لهم نفض يده منهم و صاروا أقرب للعداء معه و بمثابة السوس الداخلي الذي يهدم جسدهم المتهالك من داخله.
الالتزام: هل هو ملتزم؟ لا، هو حانث لوعده و منافق و كاذب و قاتل و لص كما الأدلة أعلاه...و كم من مرًة عاهد الله و الشعب أن يصلي الجمعة في كاودا، فهو يردد هذا العام منذ العام 2012، و حتًى هذه اللحظة لن يستطيع أن يصلٍي العشاء في كادوقلي دعكك من كاودا.
القبول لدى القوى المؤثرة: هل هو مقبول دولياً؟ لا ..فقد سبق و أن تجاهلت فرنسا دعوته لحضور القمة الافريقية الفرنسية بباريس، و رايتم الشهر الماضي كيف ترك له بقية الرؤساء المكان امتعاضاً عن وجوده..حتى دولة مثل تشاد تستخدم معه الجزرة و العصا..في العام 2013 ايضاً حدث أن اعتذرت تشاد عن استقباله بسبب اتهامات محكمة الجنايات، و منعت السعودية مجرد السماح لطائرته بعبور أجواءها ، و سبق و أن أعيدت طائرته من فوق أجواء أوزبكستان ..دائماً تتجاهله السلطات السعودية عندما يتزرع بالحج و لا يهتم به أحد، بل حتى الدول الأخرى مثل الامارات و غيرها تتجاهله و لا يلتقي أي مسؤول رفيع معه...و حدث أن هرب من نيجيريا خوفاً من القبض عليه... ، خوفاً من القبض عليه لم يسافر لتشييع الراحل مانديلا...، كما أسلفنا، و رفضت كينيا حضوره مراسم تنصيب الرئيس اهورو كنياتا..حتى في الداخل في إحدى المرات تراجع عن فكرة زيارته لدارفور خوفاً من القبض عليه ايضاَ...هذا كله حدث في خلال عام واحد فقط هو العام 2013...أبعد من هذا، الآن وضعت له دول الخليج شرطان أحلاهما مر، و لعدم قبوله من الجميع بدلاً من اختيار ما يمكن أن يدعم بقاؤه في السلطة إختار طائعاً مختاراً ما يعجل برحيله منها..ليس أدل على ذلك من تكثيف مقاتلي الجبهة الثوريًة من عمليًاتهم و استيلائهم على مدينة هبيلا بالأمس القريب وتحريرها، و تحالف كل الشارع السوداني ضده.
هذا أعزائي غيض من فيض من الرذائل التي يتصف بها المجرم/ عمر البشير..فهل بعد ذلك نقول من هو البديل؟ أحياناً لا يكفي أن نحكم عقولنا، و إنًما نستخدم عقولنا في ما يخرجنا من المآزق و المنعطفات الحرجة..
ثانيا: ما هو البديل؟
الحديث هنا عن نظام الحكم أو كيف يحكم السودان، و من يحكم السودان؟ (من) هنا ليس الفرد و إنما المؤسسة و النظام كاملاً.. النظام استخدم السؤال في صيفة الفرد و روج له ليكون كذلك مستغلاً تركيبة السؤال خطأ ليس سهواً و إنما عمداً لِشَلَّ أذهان العامة عن التفكير السديد. أما الإجابة الصحيحة للسؤال بطريقته الصحيحة تكمن في أن أي تكوين أو تنظيم نابع من الشعب يكفي بديلاً عن نظام اللصوص المنبطحين الحالي. ..كما أنًه من البديهم أنً هنالك قوى جديدة خارج اطار الاحزاب الوطنيًة لديها قادة من رحم الشارع نفسه و لا هم لهم سوى ذهاب هذا النظام للأسباب التي ذكرناها في المقدمة..و هذه تعبر عن الأعلبيًة، ثم أنه لا زال هنالك الكثير من أبناء الشعب بالداخل و الخارج المؤهلين و من يمتلكون الخبرة من مختلف التخصصات مما يمكنهم من اسقاط النظام أولاً ، ثم تحمّل أعباء إعادة الإعمار وإرجاع الأمور إلى نصابها.
لا خلاف في أنً معرفة البديل أولاً من الأسباب المهمة التي تدفع الشارع للخروج لاسقاط النظام..من الواضع أن جميع أبناء الشعب السوداني متضررين من النظام و مقرون بضرورة ذهابه، و لكن البعض منهم يقفون حيرى أمام سؤال ما هو البديل للنظام؟ ..سؤال منطقي و يختلف كلياً كما تلاحظون عن السؤال الذي أجبنا عليه (من هو البديل). .يجب أن تحل مكان النظام سلطة مقنعة للشعب السُّوداني و جيرانه و المجتمع الدولي، الحقيقة : لا أحد يريد النظام داخلياً أو خارجياً و لكن مع من يتعامل؟ إنه الأمر الواقع ، الدول تتعامل مع النظام على أنه أمر واقع ، كذا الحال بالنسبة لنا كأفراد نتعامل مع النظام كأمر واقع، ليس من الممكن مثلاً لمن أراد السفر أن يقول لن أتعامل مع النظام ، فهو من يسيطر و يتغوًل على الأجهزة الرسميةً..إذا ما الذي يسد فراغ السلطة و يكون مكان النظام بعد اسقاطه؟ و أثناء اسقاطه... ما هو البديل؟ سؤالٌ مشروع. .فلو قلنا أن الأجسام السياسيًة الموجودة على الساحة أي منها يستطيع أن يكون بديلاً للنظام بمفرده لن تكون هذه الحقيقة..مثلاً إذا قلنا الجبهة الثوريًة هى البديل سيقول الناس بأنً الجبهة الثوريًة ليست جسماً واحداً , بخلاف أنًها تنطلق من مناطق الهامش و توجد اثنيات في تركيبتها و مخاوف ترتبط بالظلم و التهميش و خلافه ثم أنها بعيدة جداً عن المركز، فهى موجودة في الأحراش و الأدغال و مناطق النزاعات المسلحة، ولا يمكن أن تستلم السلطة في الخرطوم لأن هذا سيجلب الفوضى و المخاوف..الخ ، هذا صحيح فالجبهة الثورية ربما يمكنها التغلب سريعاً على النظام و هزيمته في الميدان و دخول الخرطومو يمكنها بمفردها استلام السلطة وتشكيل حكومة في الخرطوم...لكنها لن تجد القبول وحدها ، كذا الحالعندما نتحدث عن الأحزاب ، مثلاً حزب الأمة فهم كانوا في السلطة و يتساءل البعض بمشروعيًة ماذا فعلوا عندما كانوا في الحكم؟ و لماذا لم يمنعوا حدوث الكارثة؟ ثم بعد الكارثة ماذا قدموا حتى الآن في سبيل ذهاب هذا النظام؟ ثم دور العالم، لماذا لم يسترجع الشرعيًة التي سلبت بالقوة كما يحدث الآن ضد حوثيي اليمن؟ كيف يستطيع المواطن البسيط أن يثق في الأحزاب الوطنيًة و القوى التقدميًة و في مقدرتهم على الحكم؟ وإن قلنا التنظيمات الشبابية الجديدة و قادة الشارع العريض غير المنضوين تحت أحزاب ..السؤال المشروع: من هم هؤلاء و ما هى أجندتهم؟ و ما هى امكاناتهم للحكم، ما هى خبرتهم؟ و من يقف خلفهم؟ الكثير من الأسئلة المشروعة....أذاً البديل لا يمكن أن يكون مجموعة واحدة ، مهما كانت تعتقد في نفسها، و مهما كانت قوتها و تأثيرها... نعم وجود هذه المجموعة أو التنظيم ضرورياً لاحداث التغيير ، و لكن تظل الحقيقة أن لا أحد من الأجسام يمكنه أن يكون بديلاً مقنعاً و قويًاً بمفرده في المرحلة التي تلي سقوط النظام أو أثناء ذلك... ثم هنالك سؤال هل يحقق إسقاط النظام الغاية منه؟
إذاً النتيجة : البديل يجب أن نكون نحن جميعاً أحزاب و تنظيمات شبابية و نقابيًة و كل قوى الشارع الحيًة المتضررة من وجود النظام....طالما أننا اتفقنا على أن البديل نحن جميعاً..، إذاً البديل موجود فينا – نحن - من يساهمون في ذهاب هذا النظام من يخلقون الأرضية المشتركة التي تجمعنا جميعا ( البديل ) الذي نرضاه و يكون في هذه الحالة متفقاً عليه..
عمل النظام حساباً لمثل هذا ، و لكنًه لم يكن موفقاً في حواجزه التي أقامها لحماية نفسه فكانت نتيجتها تشظيه من الداخل، برغم من أنً النظام عمل كثيراً على ذلك، فعلى سبيل المثال قام النظام بتدمير كامل النظام القانوني عن قصد بحيث صار كل شئ مبهماً و يمكن أن يفسره كل شخص على هواه.. ، وتداخلت السلطات والاختصاصات و عمت الفوضى ، و أصبح منسوبي النظام يمارسون بطشهم و التنكيل بخصومهم عبر حراسهم الشخصيين و مليشياتهم، و أرزقيًة الأمن والزج بخصومهم ومنتقديهم في السجون الأمنية ، و حتى التصفية في كثير من الأحيان...و كما يقول الدكتور/ عمر القراي :أصبح القانون يحصن السلطة التنفيذية من الرقابة القضائية ، و أنهار النظام القانوني برمته إنهياراً تاماً بحيث لم يعد المواطن قادر على معرفة أخذ حقوقه من تعسف السلطة بالقانون فيلجأ إلى العنف وحمل السلاح . والسلطة التي كان يجب عليها أن تكون راعية للعدالة هي التي تمارس الظلم ، وكل صاحب سلطة أصبح بإمكانه إتخاذ القرارات القانونية وفق هواه الشخصي دون أي رقابة ، وكل سنة يتم سن العشرات من القوانين الركيكة لغوياً ومنهجياً لتتغول على حقوق الأفراد ويزداد تغولها يوماً بعد يوم حينما وجدت السلطات أنه لا أحد يمكنه الوقوف في وجهها...أيضاً هنالك الكثير مما قيل في هذه النقطة و سبقني بطرحه العديد من الاساتذه ، و هو متفق عليه.
ثالثاً: كيف نأتي بالبديل؟
ما الوسيلة المناسبة إلى تحقيق غاية التغيير؟ ...تتعدد الوسائل ، و أي منها ممكنه، يمكن أن تستخدم مجتمعة أو منفرده سواء كان التغيير بانتفاضة سلمية أو بثورة شعبية؟أو اعتصام سلمي يتحول إلى عصيان مدني أو اضراب سياسي ، هذه كلها يمكن ان تستخدم مجتمعةً لاحداث التغيير المطلوب و أن نأتي بالبديل عبرها، حسب مقتضيات الزمان و المكان و الظروف الذاتية و الموضوعيًة... توجد وسائل أخرى يمكن أن تكون ضرورية في حالة فشلنا ..منها تدخل المجتمع الدولي سلميًاً أو عسكرياً في حال فشلنا عن القيام بكل هذا..و هذين الأخيرين ربما أصبح أحدهما ضرورة إن استنفذنا كل الوسائل الممكنة لاسقاط النظام سلميًاً.
تأتي مشروعية التغيير بإحدى الوسيلتين الأخيرتين لأن مغتصب السلطة يسعى جاهداً إلى «التمكين» و يعلم يقيناً أنً تنازله يعني الزوال..و يعلم سلفاً أنًه هالك لا محالة.. و قد يستحيل أن يتنازل بالتي هى أحسن، فهذا ما قالوه في أكثر من مناسبة قالوا انهم استلموا السلطة بالبندقية و من يريد انتزاعها منهم فليأتي بالبندقية..و هذا ما أدى الى ظهور الحركات المسلحة هنا و هناك في الأساس، و أدى إلى تأزم الموقف الانساني...فطريقة تغيير نظام بهذه المواصفات يجب أن تجعل الباب مفتوحاً ً على كل الاحتمالات المذكورة.
و علينا أن ننتبه إلى نقاط مهمة في سياق استيعابنا ضرورة الإجماع على وسيلة التغيير: فليس صحيحاً أن التفكير في أو المطالبة بتدخل خارجي عمالة، فلا أحد يستطيع أن يصف ما يجري اليوم في اليمن بأنه عمالة من حكومتها الشرعيًة ، حتى النظام الحالي هو أول من استخدم القوات الأجنبية لحمايته فقد استقدموا الايرانيين و المرتزقة من شريط قبائل المحاميد في كل من تشاد و موريتانيا و النيجر و تشاد و ليبيا و الجزائر...الخ، و استقدموا المقاتلين الأجانب من كل حدب و صوب و بالتالي فهم من بدأوا بذلك دون أي ضرورة، أما الشعب السوداني فلن يلجأ لهذا إلا في حالات الضرورة التي يستحيل معها التغيير ، في هذه الحالة فإن الاستنجاد بمنظمات إقليمية أو دولية لا يمثل خيانة، بل على العكس، الخيانة في أن نرى وطننا يضيع و لا نفعل ما هو ممكن لانقاذه.. . و في هذا المنحى يمكن أن تضغط القوى الحيًة و الأفراد في هذا الاتجاه...فمثلاً قرار مجلس الأمن حول دارفور في الأصل كان من المفترض أن تكون جهة الاختصاص بالنظر فيه محكمة العدل الدولية و ليس المحكمة الجنائية الدوليًة، بنفس الكيفية التي تمت بها محاكم رواندا و يوغوسلافيا السابقة..و لكن لأسباب خاصة بدعم الادارة الأمريكيًة للنظام لم يحدث هذا ، و لمن لا يعرفون الفرق بين الاثنين: محكمة العدل الدولية هي الذراع القضائي الأساسي لمنظمة الأمم المتحدة، تأسست محكمة العدل الدولية عام 1945، وبدأت أعمالها في العام اللاحق..و يجب التمييز ما بين محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية؛ فهما نظامان قضائيان منفصلان. فالمحكمة الجنائية الدولية ليست جهازاً من أجهزة الأمم المتحدة، على عكس محكمة العدل الدولية، التي هي أحد الأجهزة المهمة للأمم المتحدة والتي تتميز بسلطة حل النزاعات بين الدول، بينما تقتصر سلطة المحكمة الجنائية الدولية على الجرائم التي يرتكبها الأفراد.. و هذا في الواقع هو أساس المشكلة و ما تسبب بعدم القبض على المجرمين حتى اليوم..و طالما أنً النظام مهدداً للسلم و الأمن الدوليين، و أن الجنوب أصبح دولة مستقلة يهدد النظام أمنها، بالتالي يمكن الضغط في هذا الاتجاه (سأتناول كل هذا في مقال مفصل لاحقاً - بمشيئة الله).
مصطفى عمر
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.