العزلة السياسية لأنصار تيار الإسلام السياسي في ليبيا تدفعهم إلى تغيير خططهم وإعلان تأييدهم للعملية ضد جماعة الحوثيين في اليمن. العرب الإخوان يستغلون عاصفة الحزم للترويج لخطابهم طرابلس - أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني الليبية التابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، تأييدها ودعمها لعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن. يأتي ذلك بعد أيام من إعلان حكومة عبدالله الثني عن "تأييدها المطلق" للعملية العسكرية. ودعت الحكومة في بيانها "الأمة العربية إلى التصدي للانقلابيين (لم تحددهم) على الشرعية في كافة ربوع الوطن العربي، مثلما تصدت الأمة للحوثيين الانقلابيين على الشرعية في اليمن". وأضاف البيان "أننا رغم إمكانياتنا المتواضعة وظروفنا الصعبة، إلا إننا نضع أنفسنا تحت تصرف الأمة في محاربة الإرهابيين والانقلابيين تأكيدا منا لدعمنا لعملية عاصفة الحزم، وتأكيدا لمبدأ احترام الشرعية الدستورية والمؤسسات الشرعية في كل الدول العربية". واختتم البيان بدعوته الدول العربية ل"دعم جهود السلام، والحوار في ليبيا الذي يحترم المبادئ الدستورية، وأهداف ثورة السابع عشر من فبراير (2011) في ظل عدالة دولية تقيس الأمور بمقياس واحد وعادل". ويبدو استنادا إلى هذا البيان أن إخوان ليبيا يحاولون لعب دور جديد لتأمين مصالحهم، وذلك بإعادة حساباتهم بخصوص الأزمة السياسية المتصاعدة والتدخل العسكري عموما خشية التعرض لمصير الحوثيين، خاصة وأن حكومة الثني طالبت المجتمع الدولي والدول العربية بالتدخل لدحر المتشددين والجماعات الإسلامية الموالية لهم. ويظهر تغيّر موقف إخوان ليبيا من خلال مشاركتهم المكثفة في المفاوضات مع المبعوث الأممي برناردينو ليون بعد رفضهم القطعي للدخول في أي حوار دون تحقيق مطلب الاعتراف بشرعية المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. ويبدو أن العزلة السياسية لأنصار تيار الإسلام السياسي في ليبيا فرضت عليهم تغيير خططهم في المرحلة الحالية، خاصّة وأن البرلمان يجد دعما واسعا من قبل المجتمع الدولي ودول الجوار وعلى رأسهم مصر التي تصطفّ إلى جانب حكومة عبدالله الثني وتساند قراراتها المتعلّقة بمكافحة التنظيمات الجهادية المتطرفة. وتصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات المطالبة برفع قضايا ضدّ قطر وتركيا والسودان وفضح ممارساتها وتورطها في دعم الإرهاب في ليبيا، وهو ما دفع هذه الدول إلى تخفيف دعمها للميليشيات الإسلامية الليبية، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في وقوع جماعة الإخوان في عزلة نسبية فرضتها التحولات والتطورات الراهنة للملف الليبي المتشعب.