سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    حصار ومعارك وتوقف المساعدات.. ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية في السودان    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تعادل الزيتونة والنصر بود الكبير    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسؤول قطاع السجون المصري: سجن طرة ليس الأكثر رفاهية.. ومصير من يقترب منه الموت
نشر في السودان اليوم يوم 04 - 06 - 2011

اللواء نزيه جاد الله ل «الشرق الأوسط»: ما ينشر من أخبار عن حياة أركان النظام السابق داخل السجن نتاج خيال الكُتاب
منى مدكور
مع اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني)، طفا على سطح الأحداث الكثير من الأولويات الفارقة.. فمحاكمات رموز النظام السابق، وما يصاحبها من أخبار تتعلق باحتجاز الكثيرين منهم داخل أسوار سجن طرة، صارت خبزا يوميا للمصريين ولكل من يهتم بالشأن المصري حول العالم.. بما في ذلك الجدل الدائر حول إمكانية احتجاز رأس النظام السابق بمستشفى سجن طرة من عدمه، وطبيعة الأمور في حالة إدانته في المحاكمة المرتقبة التي تبدأ مطلع أغسطس (آب) المقبل.
ومن الملفات ذات الأهمية، أيضا: تردي الحالة الأمنية في البلاد (وإن تحسنت كثيرا في الآونة الأخيرة)، الذي كان من أبرز أسبابه المباشرة والملموسة، بعيدا عن نظريات المؤامرة وفكر الثورة المضادة: هروب آلاف السجناء من محابسهم بعد اقتحامات منظمة لعدد من السجون بمختلف أرجاء مصر.
وبصفته مسؤولا، بحكم منصبه، عن جزء مهم من تلك الملفات بصورة مباشرة، حاورت «الشرق الأوسط» اللواء نزيه جاد الله، مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع مصلحة السجون، لاستبيان الصورة حول الحياة اليومية التي يعايشها أركان النظام السابق داخل أسوار سجن طرة، خاصة في ظل كثرة الشائعات والأخبار المختلقة التي تتناولها وسائل الإعلام المحلية والعالمية بصورة يومية.
كما أوضح جاد الله الكثير من النقاط الملتبسة حول جاهزية سجن طرة ومستشفاه لاستقبال الرئيس السابق، ومدى إمكانية استضافة سجن النساء للسيدة سوزان مبارك في حال إدانتها، وكذلك تقريره عن حال السجون المصرية التي تعرضت لهجمات وقت الثورة، وتحليله لأسباب هذه الهجمات، ورؤيته حول من يقف وراءها، مفندا الشائعات التي قيلت حول فتح السجون لنحو 25 ألف سجين بأوامر عليا.. فإلى نص الحوار..
* لماذا تم اختيار سجن طرة تحديدا لكي يكون مقرا لحكومة مصر السابقة؟
- لأن هؤلاء المساجين لديهم رصيد كبير من العداوة مع معظم قطاعات الشعب المصري، وبالتالي فمسألة تأمين حياتهم لحين البت في قضاياهم تعتبر أمرا مهما للغاية؛ لهذا جاء اختيار طرة لعدة أسباب، على رأسها أنه يقع داخل منطقة سجون كبيرة (مجمع للسجون)، وهذا يعني مزيدا من التأمين. كما يتوافر بالقرب من سجن طرة معسكر للأمن المركزي ومقر لمدير عام السجون المركزية ومقر لقوات أمن السجون وفرقة من فرق القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى أنه يسهل الانتقال بينه وبين جهات التحقيق، خاصة أن نحو 7 أو 8 سجناء من رموز النظام السابق تجرى معهم التحقيقات بصورة شبه يومية.
* يشاع أنه «سجن 5 نجوم»، وأن رموز النظام السابق يعيشون في غرف فندقية فاخرة، فما حقيقة الأمر؟
- هذا كلام غير صحيح، بل على العكس؛ فسجن المرج، على سبيل المثال، أكثر رفاهية ورقيا من حيث شكل المباني والإمكانات الداخلية.. سجن طرة سجن عادي للغاية، وأرضيته من الإسمنت المصبوب وليست حتى مبلطة، وغرف الحجز أفقية وليست رأسية (من طابق واحد)، وهناك زنازين تستوعب فردا واحدا وأخرى تستوعب اثنين أو ثلاثة.. ومحتويات كل غرف الاحتجاز هي: سرير، وشفاط للهواء، ومبرد مياه، ومروحة سقف، وسخان كهربائي للاستخدام شتاء، إضافة إلى تلفاز يبث القنوات المحلية الأرضية فقط.. ولا توجد أجهزة تكييف هواء أو أطباق لاستقبال القنوات الفضائية كما يشاع.
* وعلى أي أساس يتم تسكين السجناء في الغرف؟
- بناء على أسبقية الوصول، وعندما وصل كل من علاء وجمال مبارك للسجن أدخلا إلى الغرف التي كانت متاحة وقتها، ولم يتم تخصيص أي غرف لهما، شأنهما شأن باقي السجناء.
* وماذا عمَّا أشيع من ضبط أكثر من ألف جهاز محمول للاتصالات مع رموز النظام السابق في حملة كبرى للتفتيش؟
- هذا كلام مضحك للغاية، وهذه الحملة كانت شاملة على كل سجون مصر منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، ولم يكن لها علاقة برموز النظام السابق. وكل رموز النظام سلموا متعلقاتهم الشخصية، مثل الملابس وحوافظ النقود والساعات والهواتف النقالة، لإدارة السجن في لحظة دخولهم. وقد طلب بعضهم الاحتفاظ بهاتفه المحمول وقوبلت تلك الطلبات بالرفض التام.. وهم يتبعون التعليمات تماما، ولم تسجل من أي منهم أي مشاغبات أو تعدٍّ على قوانين السجن.
* هل يتواصلون مع العالم الخارجي عن طريق تليفون السجن؟
- أبدا، لا يحدث بينهم وبين العالم الخارجي أي تواصل، إلا من خلال الزيارات الأسبوعية حتى الدرجة الرابعة من الأقارب، فضلا عن المحامين.
* هل أتت زوجتا علاء وجمال أو والدتهما سوزان مبارك لزيارتهما؟
- لا لم تأتِ إلى الزيارة أي من السيدات الثلاث.. وعلاء وجمال زياراتهما قليلة للغاية، وهي تحديدا 4 زيارات فقط لهما منذ حبسهما؛ حيث أتى لهما عمهما عصام، ووالد زوجة علاء وصهره، وبعض العاملين في الرئاسة سابقا.
* ومَن مِن المسؤولين السابقين تلقى أكبر عدد من الزيارات؟
- أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، وعمرو عسل، رئيس جهاز التنمية الصناعية السابق.
* هل يتناول المساجين من رموز النظام السابق طعام السجن المعتاد؟
- من حق أي مسجون احتياطي الطلب أن يتم إحضار طعام يومي له من الخارج أو أن يشتري طعامه من كافيتريا السجن، التي يشرف عليها طهاة من المساجين ويدفع ثمنها من جيبه الخاص.. علما بأن وجبات السجن الاعتيادية يتم توزيعها بشكل روتيني يوميا. وكل رموز النظام السابق لا يتناولون طعام السجن، ويشترون أكلهم الخاص من السجن أو من الخارج.
* في ظل ما ذكرته من عداوة بين هذه الشخصيات ومعظم الشعب، هل تتأكدون من سلامة الطعام الوارد من خارج السجن؟
- يحدث ذلك في حالة إذا وافق السجين على استقبال الطعام من شخص غريب؛ حيث لا بد من سؤاله أولا عما إذا كان يقبل هذه الأطعمة أم لا، ثم نطلب من الشخص (الذي أحضر هذا الطعام) أن يتذوق منه قطعة لضمان سلامته.
* تناثرت أقاويل عن مباريات كرة قدم بين رموز النظام السابق في السجن ولعبهم للتنس، بينما قال البعض إن هناك اجتماعات سرية لتحريك «الثورة المضادة» من داخل الأسوار.. ما تعليقك؟
- أنفي هذا الكلام بشدة، إنها خزعبلات نابعة من خيال من يكتبها؛ حيث تفتح الزنزانة لكل نزيل منهم لمدة ساعتين في اليوم، تسمى «ساعتي التريض».. ولا يفتح السجن في هاتين الساعتين لكل النزلاء مرة واحدة! وبالتالي فاجتماعهم بشكل جماعي أمر غير وارد بالمرة. والحدث الوحيد الذي يجتمعون به هو وقت صلاة الجمعة فقط لا غير، ثم يذهب كل منهم إلى زنزانته. أما مسألة مباريات الكرة أو غيرها، وعلى الرغم من كوننا نملك ملعبا للتنس أنشئ منذ أيام الاحتلال الإنجليزي للضباط وقتها، لكن هؤلاء المسؤولين السابقين كلهم «صحتهم على قدهم» ومرضى، وتعدوا سن السبعين والثمانين، لدرجة أن صفوت الشريف، على سبيل المثال، لا يسير إلا من خلال مساندة اثنين له! ونظام السجون لا يسمح بالأساس أن يتجمع السجناء مع بعضهم البعض.
* لكن هناك صورا نشرت وتوضح اجتماع رموز النظام السابق في ساحة السجن..
- هي صور مزيفة ومفبركة ومصنوعة ببرامج ال«فوتوشوب».
* هل صحيح أن صفوت الشريف اعتلى المنبر في مسجد السجن وأم رموز النظام؟
- ليس صحيحا بالمرة، والوحيد المصرح له باعتلاء المنبر هو الخطيب المعتمد من وزارة الأوقاف.. ولا يسمح لأي كائن من كان باعتلاء المنبر؛ لأن ضباط السجن أيضا يصلون معهم.
* ترددت أقاويل عن محاولات لاقتحام السجن وتهريب رموز النظام بعمليات مخطط لها.. هل رصدتم أيا من هذه المحاولات؟
- لم يحدث ولن يحدث، وكل من يحاول أو يشرع في الاقتراب من السجن بشكل غير مشروع ليس أمامه إلا الموت.. فلن نسمح بأي حال من الأحوال بشغب داخلي أو اقتحام خارجي، وسنتصدى بكل حزم لأي محاولات تستهدف أمن السجن وتأمينه، وذلك وفقا للقانون الذي يخول استخدام السلاح.
* مستشفى السجن في دائرة الأضواء حاليا ما بين صلاحيته من عدمها لاستقبال مبارك، ما الموقف تحديدا؟
- مستشفى سجن المزرعة أنشئ عام 1941، وهو مجهز للإسعافات الأولية وإجراء بعض العمليات الصغيرة والمتوسطة، وبه غرفة إفاقة - وليس عناية مركزة - وبالتالي فإمكاناته قليلة للغاية في حال وجود مريض لديه أمراض مستعصية.
* وماذا كانت إدارة السجون تفعل مع المرضى من المساجين – ممن تتشابه حالتهم مع حالة مبارك - على مدار السنوات الماضية؟
- تتم إحالتهم إلى مستشفيات قصر العيني أو المنيل الجامعي تحت الحراسة المشددة لحين تمام شفائهم، وهناك عنبران كاملان في كل من المستشفيين مخصصان لسجنائنا.
* هل تلقيتم أي طلبات من رموز النظام المحبوسين لنقلهم إلى مستشفيات خاصة؟
- لا.. لم يحدث، والوحيد الذي تتم متابعة حالته تحت الإشراف الطبي داخل السجن حاليا هو فتحي سرور، بسبب إصابته بالضغط المرتفع الذي يؤدي أحيانا إلى تعرضه لإغماءات.
* وماذا عن الحالة النفسية لرموز النظام السابق؟ هل يتابعهم طبيب نفسي بعد إصابة عدد منهم بالاكتئاب؟
- لا يوجد طبيب نفسي، لكن يوجد إخصائي اجتماعي، وقد جلس مع كل النزلاء بداية من علاء وجمال مبارك وصولا إلى كل أفراد النظام السابق، وكتب تقارير تخص حالة كل منهم. ومن الطبيعي أن يعاني هؤلاء الاكتئاب في ظل الظرف المفاجئ الذي لم يتوقعوه في يوم من الأيام، ونحن على كل الأحوال نتابعهم على مدار 24 ساعة يوميا.
* كيف يعامَل وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي داخل السجن؟
- يعامل مثله مثل أي سجين عادي. وكونه وزيرا سابقا للداخلية، فهو يعرف قوانين السجن ولوائحه بصورة تامة.. ولم يحدث أن حاول الخروج عنها أو التعامل مع من حوله بحكم موقعه السابق؛ لأنه يدرك تماما اللوائح العقابية التي قد تصل إلى حد الحرمان من الزيارة أو الحبس الانفرادي.
* وكيف تصرف عقب صدور حكم ضده بالسجن لمدة 12 عاما؟
- تلقى الخبر بهدوء وذهب إلى زنزانته، ولم يصدر أي رد فعل. وهو حاليا يرتدي البدلة الزرقاء، مثله مثل زهير جرانة (وزير السياحة السابق) الذي حُكم عليه أيضا بالسجن لمدة 5 سنوات في أولى قضاياه.. وسيظلان في سجن طرة حتى يتم إصدار أحكام نهائية يمكن بعدها النظر في إمكانية نقلهما إلى سجون أخرى.
* إذا أدين الرئيس السابق مبارك في المحاكمة المقبلة، وصدر ضده حكم بالسجن.. فأين سينفذ الحكم؟
- نحن جهة تنفيذ؛ لأن أي محبوس يأتي برفقته «نموذج حبس» موجه لسجن معين، وتحديد مكان السجن يكون بالتنسيق بين النائب العام ووزارة الداخلية، والأقرب في حالة مبارك، من حيث إمكانات التأمين، هو سجن طرة.. وتحديدا مع علاء وجمال في الزنزانة نفسها، وذلك ل«لم شمل العائلة»، وهذه ليست مقولة للتندر، لكنها لائحة متبعة في السجون، ويجوز تطبيقها على الحالات التي يتم فيها حبس أكثر من فرد من أسرة واحدة، إعلاء لقيم حقوق الإنسان.
* سجن القناطر (سجن النساء) هل ستكون به استعدادات معينة إذا صدر حكم ضد سوزان ثابت؟
- لا يمكن القول إن هناك استعدادات معينة، لكن المهم هو تأمينها داخل السجن. فلا يمكن مثلا أن أضعها في عنبر مع 200 نزيلة أخرى، هل سيتركنها آمنة؟ بالطبع لا، إذن الاستعداد الممكن هنا أن أؤمن حياتها، ليس لأنها زوجة الرئيس السابق، لكن للحفاظ على حياتها كمواطنة تقضي فترة العقوبة.
* هل يمكن أن تصدر أحكام بالسجن معززة بالأشغال الشاقة ضد أركان النظام السابق؟
- تم إلغاء الأشغال الشاقة واستبدال الأشغال المشددة بها منذ فترة، ولم يتبق منها في ذاكرة المصريين إلا ما يرد في أفلامهم القديمة، مثل تكسير البازلت في الجبل وغيرها من الأعمال.. وقد ألغيت تلك العقوبة بالأساس لكونها ضد المبادئ الإنسانية. أما الأعمال المشددة اليوم فهي غير إلزامية، وتكون وفقا لمهنة السجين الأصلية التي يجيدها، مثل العمل كخياط أو نجار أو حداد أو طاهٍ، ومن الممكن أن يعمل في المكتبة على سبيل المثال.
* وهل مكتبة السجن بها صحف وكتب؟
- نعم، تحتوي على الصحف القومية فقط، وكتب متعددة الفروع والمجالات، وتمكن استعارتها وإعادتها مرة أخرى.
* ما عدد السجون التي تم تخريبها منذ بداية أحداث الثورة وحتى اليوم؟
- 11 سجنا تم تدميرها تدميرا شاملا، وتحتاج إلى إعادة التأسيس مجددا. وهناك 6 أخرى خُربت جزئيا، وبدأنا منذ الأسبوع الماضي تسلم نصفها، ومنها سجون في وادي النطرون وأبو زعبل.
* ما طبيعة الأضرار التي لحقت بهذه السجون؟
- الحوائط دمرت والأسوار هدمت، وتم تكسير البوابات واستراحات الضباط، وتخريب محطات المياه وأنظمة المعالجة للصرف الصحي والمولدات الكهربائية، وكذلك تخريب المطابخ والمناطق الإنتاجية في السجن، كمصنع الأثاث والجلود ومصنع إنتاج الأخشاب.. وكل ما يمكن أن تحتويه هذه المباني تم تدميره تماما.
* كم عدد السجناء الفارين حتى الآن؟
- تبقى نحو 7 آلاف سجين فقط، من إجمالي ما يقارب 25 ألفا هربوا من السجون منذ بداية أحداث الثورة.. وهناك تنسيق كامل من خلال قواعد البيانات في الوزارة مع مديريات الأمن في محافظات مصر للقبض عليهم مجددا، والعدد في تناقص مستمر، وقريبا سيتم القبض عليهم.
* هل يمكن اعتبار التدمير بتلك الطريقة الشاملة ممنهجا؟
- نعم، وفي سجون معينة تم التدمير من الداخل والخارج، واشتركت في تلك العمليات جهات خارجية، بدليل استخدام أسلحة وذخائر ليست موجودة في مصر بوجه عام، منها على سبيل المثال طلقات وذخائر مخترقة للدروع الحديدية والفولاذية، كانت واضحة للعيان في أبواب السجون، والنيابة العامة تولت التحقيق في هذا الموضوع، وقريبا ستصدر نتائج تحقيقاتها النهائية.
* هل تعني السجون التي كان بها عناصر من حزب الله؟
- نعم، فكل السجون التي تم اقتحامها من الخارج كان بها عناصر خارجية وسياسية من جهات مختلفة. واعتمدت خطة الاقتحام على جزأين، الجزء الأول: أن يحدث شغب داخلي بين السجناء فيسود ما يطلق عليه «روح القطيع»، أي أن الكل ينساق وراء هذه الحالة من الهياج للتخريب والعصيان؛ حيث يقلد كل سجين زميله.. وأثناء انشغال قوات تأمين السجون بفض هذا العصيان والتمرد الداخلي، جاء الجزء الثاني من الخطة، وهو مهاجمة السجن من الخارج من خلال عناصر مدربة وأسلحة متطورة، فتتشتت قوة السجن ويتم اقتحامه بسهولة.
* هل هذا يعني أن السجون لم تُفتح للسجناء بتدبير من الضباط في إطار خطة إشاعة الفوضى ردا على الثورة، حسبما يشاع؟
- أنفي هذا تماما؛ لأنه لو صدرت أوامر لإخراج المساجين فلماذا يتم التدمير؟ ولماذا أصيب بعض المساجين والضباط وقتل البعض الآخر؟ إن ما حدث كان من خلال شغب داخلي للهروب، ودعمته عناصر خارجية لاقتحام السجن من الخارج، لكني أنفي بشدة أن تكون السجون قد تم فتحها للمساجين بأوامر من أي أحد، حتى السجون التي لم تقتحم من الخارج لأنه لم يكن بها عناصر خارجية دمرت تماما من الداخل واستشهد الكثير من الضباط أثناء هذه الاقتحامات.
* إذن ما القصة الحقيقية وراء استشهاد اللواء محمد البطران، رئيس مباحث قطاع السجون الذي قتل يوم 28 يناير 2011، التي تشغل الرأي العام المصري حاليا وتدور حولها الأقاويل؟
- اللواء البطران، يرحمه الله، كان من أكفأ رجال الشرطة، وله سجل مشرف من العمل المهني، والوزارة لن تفرط في دم واحد من أفضل أبنائها. وكل ما أشيع من أقاويل حول قضية استشهاده هي محض افتراءات وتضليل، وكل ما ورد على لسان الدكتورة منال البطران (شقيقته) أمور لا أساس لها من الصحة.
والثابت أن شغبا حدث في سجن «القطا الجديد»، فتم تكليف البطران من قبل رئاسته بالتوجه إلى هناك في محاولة لاحتواء السجناء، لكن المساجين رفضوا الامتثال للتهدئة وأصروا على الخروج من السجن بالعنف.. وتطورت الأمور بحيث اتخذوا من اللواء البطران درعا بشرية وساترا لهم حتى يتمكنوا من الخروج من السجن، وكان جنبا إلى جنب معه المقدم سيد جلال.. وبمجرد أن رأت الحراسة الخارجية المساجين يغادرون قامت بإطلاق النار، فأصيب المقدم سيد جلال و60 من المساجين (بينهم 6 توفوا بعد ذلك)، وكذلك استشهد اللواء البطران.. ولجنة تقصي الحقائق التي ذهبت إلى السجن لم تتوصل إلى أن هناك شبهة تعمد لقتل البطران؛ لأن الرصاصة القاتلة أطلقت من أحد أبراج الحراسة البعيدة، مما ينفي التعمد. كما أن زميله أصيب وشفي بعد ذلك، ولو كان المقصود تصفية البطران، لكان قتل وحده وكان المساجين أيضا هربوا عقب مقتله، ولكن لم يخرج سجين واحد من السجن في هذا اليوم.
* وماذا عن الضباط الذين تتم محاكمتهم الآن بتهمة قتل المتظاهرين أثناء الثورة؟ كيف سيتم التعامل معهم في حال سجنهم؟
- إذا صدرت ضدهم أحكام نهائية، فسيتم التعامل معهم شأنهم شأن أي مواطن مصري عادي مدان في قضية قتل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.