- الحكومة كعادتها تحب النفرات وحشدت 400 من عناصرها للمشاركة في المؤتمر - لهذه الأسباب شارك الشيوعي والشعبي - الاستفتاء يتعارض تماما مع الواقع الحالي على الأرض - المؤتمر الوطني يستفتي نفسه وأين الطرف الآخر؟ - نقد أدرى مني وأي اتفاقية بدون ضامن دولي لامعنى لها - موقع النائب الأول سيكون شاغراً بعد يوليو وأهل دارفور أحق به - السيسي أضعف من مناوي عسكريا عندما وقَّع على أبوجا - هيئة جمع الصف الوطنى عليها رحمة الله واقع دارفور أصبح مظلما لا احد يعرف متى تنجلي الحقيقة، فهو واقع يقوم على ثلاث ركائز حددتها الحكومة التي واضح انها ضلت طريقها فيها ولا تعرف مخرجا ، فهي تؤكد استمرار التفاوض في الدوحة مع التحرير والعدالة والعدل والمساواة وفي ذات الوقت تعلن من طرف واحد إجراء الاستفتاء حول مصير الإقليم وتحارب بضراوة الحركات المسلحة على الأرض بهدف منعها من امتلاك زمام المبادرة كأنها تقول للآخرين من الذين تفاوضهم عليكم اللحاق بي خاصة وانها تدعي أن ازمة ليبيا والمتغيرات في المنطقة العربية قد أتت لصالحها كما تحاول حشد عناصرها للمشاركة فى مؤتمر اهل المصلحة بالدوحة من اجل كسب التأييد ومن جانب الوساطة كادت ان تفتر عزيمتها فى تحقيق سلام شامل ...اجراس الحرية رمت بكل هذه القضايا بمنضدة المهندس ادم الطاهر حمدون القيادى بالمؤتمر الشعبى والمهتم بقضايا دارفور وخرجت منه بالافادات التالية: حوار: أشرف عبد العزيز * مؤتمرات عديدة انعقدت فى اطار ايجاد حل لأزمة دارفور آخرها مؤتمر اصحاب المصلحة فى قطر ....؟ - المؤتمرات التى انعقدت داخل وخارج السودان لم تناقش جذور الازمة الحقيقية للمشكلة وبالتالى ثمار حصادها ومحصلاتها النهائية ومخرجاتها لا تأتى بالحل ...مؤتمر كنانة (مثلا) كان من الممكن ان يكون شاملا حال مشاركة كل المعنيين بالقضية خاصة اذا تبنى الاجندة المطروحة من هيئة جمع الصف الوطنى (رحمها الله) فى ذلك الوقت...لكن الحكومة أرادت له ان يكون مجرد مؤتمر علاقات عامة وبالتالى جاءت نتائجه مخيبة للآمال ...الان مؤتمر (أهل المصلحة) بالدوحة لايعدو كونه لقاءً تنويرياً وعلاقات عامة ليس الا. * لكن نعود للوراء الشعبى قاطع كنانة؟ - كما قلت لك كنانة كانت ثمرة مداولات اجتماعات هيئة جمع الصف الوطنى (المرحومة) والشعبى كان من المشاركين فيها ... لكن عندما شرعت الحكومة فى ترتيبات المؤتمر تلبستها (فوبيا الشعبى) وقررت عزله فأرسلت دعوتين فقط للحزب وبطريقة مستفزة وغير مؤسسة ...لانها (اى الدعوات) قدمت لأشخاص وبالتالى قرر الشعبى مقاطعة كنانة. * الشعبى والشيوعى يشاركون الآن فى مؤتمر أصحاب المصلحة بالدوحة ما الجديد وما الدوافع؟ - مؤتمر الدوحة كما ذكرت مؤتمر علاقات عامة لن تطرح على منضدته وثيقة او اوراق للمناقشة وانما كل الذى سيحدث فى تقديرى تنوير الوسطاء لاصحاب المصلحة بمجهوداتهم التى بذلوها فى اطار السعى لحل الازمة ومن ثم يقوم اهل المصلحة بابداء ملاحظات عن طريق فرص للمداخلات ...الحكومة كعادتها تريد الاستفادة من الحشود لقيادة نفرة تعمل على تأييد ومباركة سياساتها ولذلك حشدت مناصريها - (400) من اعضاء المؤتمر -لتنفيذ اجندتها خاصة وانها تتوقع توقيع سلام بنهاية المؤتمر...الشعبى والشيوعى لم يتلقيا دعوة من الحكومة وانما من الوساطة واستجابا لدعوتها ومشاركتهما تأتى فى اطار اهتمامهما بالهم الوطنى وابراز وجهة نظرهما لحل الازمة. * توافقنى ان الحكومة قدمت تنازلاً سمح بمشاركتهما وبالتالى يعنى ذلك جديتها لايجاد حل شامل للازمة بموافقة الجميع؟ - كما ذكرت فى السابق جير مؤتمر كنانة لمصلحة الحكومة ومن توصياته زيادة عدد الولايات الذى يفسر بأنه خطوة إستباقيه تهدف لقطع الطريق امام الحركات المسلحه في المفاوضات اومحاصصة إستباقية للتسوية القادمة وإرضاء لقبائل معينة (وهذا هو الاقرب) ...فالاستفتاء الذي تصر الحكومة على قيامه بدارفور يتعارض تماما مع الواقع الحالي على الارض وعلى بساط المفاوضات السياسي ، فليس من المعقول أن تتفاوض الحكومة مع الحركات وتصر على الاستفتاء وزيادة الولايات....والسؤال الذي يطرح نفسه على أي أساس يقوم هذا الاستفتاء هل يقوم على اساس الامر الواقع الحالي ام على اساس المفاوضات الجارية حاليا ؟ ومن هم الذين يستهدفهم الاستفتاء هل اهل دارفور جميعا بمن فيهم الحركات المسلحة ام عضوية المؤتمر الوطني فقط ولماذا لا تصبر الحكومة حتى تنتهي المفاوضات الجارية حاليا...ولذلك جدية الحكومة تجاه حل الازمة تشوبها كثير من الظنون. * لماذا تعارضون الاستفتاء وزيادة الولايات وهم من مخرجات ابوجا؟ - (ضحك) وتساءل اين ابوجا؟ الغريب انه بعد كل الذى حدث نفض المؤتمر الوطنى الغبار عن ابوجا للاستفادة منها فى موقفه التفاوضى بمنبر الدوحة وتراجع عن حديثه بان الوضع الدائم لدارفور يأتى بعد الاتفاقية التى تحدد فى اطارالدوحة ...وان يظل الوضع كما هو الآن خلال الفترة الانتقالية وبعد انتهائها يستفتى اهل دارفور لكنه عاد وطرح استفتاء دارفور مستندا على ابوجا التى فقدت احد اطرافها الموقعين (مناوى) فى حين ان المادة 6- (55) تنص على ان تحديد وضع دارفور الدائم من خلال استفتاء يجرى فى وقت متزامن فى ولايات دارفور الثلاث ....اما المادة (56) فقد حددت زمان اجراء الاستقتاء بقولها ان لايتجاوزاثنى عشر شهرا بعد اجراء الانتخابات على ان لايتجاوز ذلك شهر يوليو 2010 ....ومعلوم ان الفترة الانتقالية تنتهى بنهاية الانتخابات التى جرت فى ابريل الماضى وبالتالى يجب ان يجرى الاستفتاء خلال اثنى عشر شهرا (قبل ابريل) وبغياب الطرف الآخر لا تستطيع الحكومة اجراء تعديل على الاتفاقية .هذا بالاضافة الى ان الاستفتاء المذكور مرتبط باستحقاقات اخرى مثل اعادة النازحين والترتيبات الأمنية...الاستفتاء ايضا ينبغى ان يخضع للاشراف الدولى وبحسب تصريحات المبعوث الامريكى الجديد بأن الاستفتاء يجب ان يكون بعد توقيع اتفاق جديد من الصعوبة بمكان ان تجد الحكومة حليفاً مؤثراً فى المجتمع الدولى يساند موقفها ومايحدث الآن هو ان الحكومة تستفتى نفسها .هذا بالاضافة الى الرفض الواسع لمقترح الحكومة بزيادة ولايات بدارفور باعتبار ان الدستور الانتقالى لايعطى رئيس الجمهورية الحق فى انشاء ولايات جديدة فولايات السودان محددة بموجب المادة 177من الدستور الانتقالى واى تعديل يتطلب موافقة ثلثى المجلس الوطنى كما ان المادة 58 الخاصة بسلطات رئيس الجمهورية قد خلت من اختصاصه فى تعديل عدد الولايات. * الآن اجيز مقترح الزيادة وبدأت اجراءت الاستفتاء؟ - ولكن يبقى السؤال هل يساهم ذلك فى اعادة الاستقرار لدارفور؟ سيما وان الميزانية الضخمة التي ستذهب للولايتين الجديدتين ومخصصات والييها ووزرائهما، وهي ميزانية احق بها المشاريع التنموية هذا بجانب الرفض الشعبى الواسع ...وكما قلت لك الزيادة قصد منها ترضية للقبائل مقابل رفضهم لمقترح الاقليم ولكنها قد تذكى بؤر النزاع والمحاصصات القبيلة دائما نتائجها مخيبة للآمال وتسهم فى الهاب الجو السياسى. * الشعبى يمثل الجناح السياسى لحركة العدل بقيادة د. خليل والشيوعى يساند حركة عبد الواحد مشاركتهم فى مؤتمر الدوحة من شأنها تذويب قناعات الرافضين للحوار؟ - هذه اتهامات يروج لها البعض فى اطار الكيد السياسى ولا أساس لها من الصحة عبد الواحد الآن خارج الدوحة والعدل والمساواة كالحاضر الغائب فى اروقتها ومناوى وامام فى الغابة وحتى التحرير والعدالة ضعفت كثيرا بعد مغادرة 73 من قياداتها للدوحة فى اعقاب انشقاقهم عنها ولم يتبق سوى السيسى ومجموعات قليلة غير ذات اثر بالميدان وبالتالى اخشى ان يتم توقيع جزئى كما حدث فى ابوجا وعندها كان موقف مناوى اقوى من موقف حركة السيسى اليوم فالوسطاء والامريكان كانوا يرون فى مني انه صاحب قوة عسكرية لايستهان بها اما السيسى فقد فقد الكثير عقب الخلافات التى وقعت بينه وقياداته مؤخرا. *على خلفية مؤتمر اصحاب المصلحة الحكومة متفائلة بالتوقيع ونقد قال الموضوع بعد الوثيقة (داير جكة) والترابى رافض للحل الجزئى؟ - نبدأ بالحكومة ونقيم ابوجا اولا ...بعد مرور ستة اعوام على الاتفاق ظلت الأوضاع الإنسانية في دارفور فى حالة تدهور مضطرد وتبادل الطرفان الاتهامات بوقوع هجمات على القرى ومواصلة عمليات القصف الجوي واستمرار نزوح المواطنين إلى المعسكرات داخل وخارج السودان كما لم تفلح الأطراف الموقعة في إقناع الفصائل الرافضة للاتفاق، وهي فصائل مؤثرة في الانضمام للاتفاق مما اضطر النظام لمفاوضة الفصائل فى منبر الدوحة والآن ذات المشهد قد يكون قابلاً للتكرار مناوى موقع ابوجا عاد للمربع الاول بعد أن قدم انتقادات للاتفاق وشكا تهميشه وقال انه لم يكن مساعد رئيس بل مساعد (حله) بلا مهام وسلطات الآن اذا وقعت الحكومة اتفاقا جزئيا فقد تواجة ذات المصير هذا من جانب ومن جانب آخر الحكومة تفسر الاتفاقيات وفق منظورها وحسب مصلحتها واذكر اننى قلت للرئيس ان قرارات 12/12التى عرفت بقرارات رمضان قد تعجل برحيل مشار ولكنه كان يرى عكس ذلك والححت عليه باتخاذ قرارات تحفظ سلام الخرطوم ولكن لم يستجب وكانت النتيجة ان ذهب مشار من المانيا الى نيروبى والتقى قرنق وعاد الى الحركة الشعبية ...اما الاستاذ نقد فهو خبير بتعقيدات القضية وحديثه عن (الجكة) ينم عن حسن النية والظن لكنه مدرك تماما ان الحكومة لاتخاف الا من المجتمع الدولى وان اى اتفاقية بدون ضامن دولي لامعنى لها....د. الترابى مع الحل الشامل وفى تقديره انه لايحتاج لوقت طويل مادامت المطالب معلومة ومحل اتفاق بين جميع الاطراف عدا الحكومة. * التحالفات الميدانية (عبدالواحد – مناوى –امام) اثرها على الارض؟ - انا ضد الحرب ومنذ ملتقى الفاشر كنا نرى ان مطالب المقاومين بسيطة ومقدور عليها لكن الحكومة ارادت الحسم العسكرى وانطلقت الشرارة التى لم تنطفىء حتى الآن وعليه اذا توفرت ارادة الحل وبعد التاسع من يوليو يصبح موقع النائب الاول شاغرا فلماذا لايعطى لاهل دارفور مادام ان ذلك يعزز تنفيذ الاتفاقية. * لكن قد يدفع ذلك أهل دارفور للانفصال؟ -اهل دارفور بطبيعتهم وحدويون لكن الانفصاليين من اهل النظام هم الممسكون بزمام ملف القضية وبالتالى نخشى ان تؤدى السياسات المعوجة لذات المآل فى الجنوب الذى نتمنى ان يعود ونتوحد من جديد وكل مقومات ذلك متوفرة لو احسنا التعامل مع الجنوبيين فهم بسطاء واهل خير وانا اعرفهم وعملت معهم. * الحكومة قوية بسبب ثورة ليبيا؟ - انا ضد الظلم وتجدنى اقف مع الثوار ومع ذلك فى تقديرى ان كان هناك امداد من القذافى يقدمه للحركات وقد ينقطع لا يؤثر ذلك كثيراً على الواقع لان الذى يمسك بالزناد لن يتراجع الا اذا استجيب لمطالبه وقد لاتثنيه الضغوط كثيرا وبعد ابوجا رأى كثيرون نهاية الحركات الرافضة لها ولكنها الان تتمدد اكثر مما كانت عليه وبالتالى التعويل ينبغى ان يكون على الاستجابة للمطالب وليس كسب الوقت. * هل تعتقد ان السلام رغبة الجميع؟ - السلام رغبة حقيقية لكل اهل السودان ولاسيما اهل دارفور الذين اكتووا بنار الحرب والنزوح واللجوء والتشرد ولكن يجب ان يكون السلام وفق رؤية وطنية صادقة وارادة سياسية حقيقية وليس وفقا للكيديات والمسرحيات الفاشلة لذا فان مؤتمر الدوحة فرصة جيدة لمعرفة مجهود الوسطاء ولكن يجب ان لا يكون فرصة جيدة لحشد انصار الحكومة لقطع الطريق امام التفاوض الجاد من اجل الوصول لسلام شامل ودائم واخشى عجز الوسطاء وفتور همتهم بعد مجهودات قطر الكبيرة التى بذلت فى هذا الملف ان تنتهي باتفاق سلام بمن حضر لابد من موافقة جميع الاطراف حتى لا تتكرر ابوجا اخرى.