اديس ابابا (رويترز) - قال مسؤول في الاتحاد الافريقي يوم الاثنين ان شمال السودان وجنوبه اتفقا من حيث المبدأ على نزع سلاح منطقة ابيي المنتجة للنفط ونشر قوات حفظ سلام اثيوبية في المنطقة المتنازع عليها. ومن المقرر أن ينفصل الجنوب في التاسع من يوليو تموز لكن مما يعقد عملية الانفصال وضع ابيي وقضايا أخرى لم تُحل بعد. وسيطرت الخرطوم على ابيي في 21 مايو ايار مما دفع عشرات الالاف الى الفرار واثار انتقادات دولية. ودعت الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة ومسؤولون جنوبيون الشمال الى الانسحاب من المنطقة. جاء الاعلان عن الاتفاق بعد اجتماع بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لبحث وضع ابيي وقضايا أخرى مع دنو الانفصال. وقال بارني افاكو المتحدث باسم اللجنة العليا للاتحاد الافريقي المسؤولة عن تنفيذ اتفاق السلام الخاص بالسودان "اتفق الطرفان من حيث المبدأ على نزع سلاح المنطقة ونشر قوات اثيوبية." وأضاف "لا تزال مسألة ادارة أبيي على جدول الاعمال." ويساعد الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو مبيكي في المحادثات بين الجانبين. ووافق جنوب السودان على الانفصال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني وفقا لاتفاقية سلام وقعت في 2005 وأنهت عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. وقال افاكو ان تفويض وحجم القوة الاثيوبية لا يزالا قيد البحث وان قوات حفظ السلام ستنتشر بمجرد التوصل الى اتفاق مضيفا أن الامر قد يتم في ظرف "أيام أو ساعات". وتابع قوله "ستكون كتيبتان على الاقل." وابلغ دبلوماسيون رويترز امس الاحد أن البشير وافق على سحب القوات الشمالية من ابيي قبل التاسع من يوليو تموز. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اثناء توقفها في تنزانيا في طريقها قاصدة اثيوبيا ان الولاياتالمتحدة تؤيد اقتراح نشر قوات اثيوبية في ابيي ودعت الخرطوم لسحب قواتها من المنطقة. وخلال قمة الاتحاد الافريقي كررت كلينتون دعوتها الى الطرفين لمضاعفة جهودهما لتسوية الوضع "سلميا من خلال المفاوضات وليس العنف". من ارون ماشو جنوب السودان يتهم الشمال بشن غارة جوية ثانية الخرطوم (رويترز) - قال جيش جنوب السودان ان طائرات من جيش الشمال قصفت أراضيه يوم الاثنين بعدما امتد القتال من ولاية جنوب كردفان الحدودية الى المنطقة الحدودية بين الشمال والجنوب غير المرسمة بشكل واضح. ويقاتل الجيش السوداني قوات متحالفة مع الجنوب في ولاية جنوب كردفان المنتج الرئيسي للنفط في الشمال منذ الخامس من يونيو حزيران. وتخشى منظمات انسانية من تصاعد حجم الخسائر البشرية رغم ان عدد الاصابات التي تم الابلاغ عنها حتى الآن متدنية. ومن المقرر ان يصبج جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من يوليو تموز. ويقول محللون ان جنوب كردفان احدى النقاط الساخنة في الفترة السابقة على الانفصال حيث يوجد بها الالاف من المسلحين الذين انحازوا ضد الخرطوم في الحرب الاهلية الاخيرة. واتهم جيش الجنوب الجيش السوداني بقصف ولاية الوحدة يوم الجمعة ومرة اخرى يوم الاثنين. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم جيش الجنوب لرويترز "حدث قصف اخر للجنوب. حدث هذا الصباح وفي نفس المنطقة (مثل يوم الجمعة) في جاو بولاية الوحدة. جاء المزيد من طائرات انتونوف من الخرطوم." وتابع "نتخذ مواقع دفاعية ونواصل مراقبة ما يفعلونه." ولم يتسن الحصول على تعقيب من متحدث باسم الجيش السوداني. وقدرت الاممالمتحدة ان أكثر من 53 ألفا فروا من القتال العنيف في ولاية جنوب كردفان. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان شركاءه أبلغوا عن "عمليات احراق ونهب للاصول الانسانية ومخزونات الاغاثة الطارئة ووجود ألغام أرضية" في العاصمة كادقلي. وقال مكتب التنسيق في بيان "نظرا لعدم تحسن الموقف الامني يزداد عدد السكان المدنيين المشردين الذين هم في أمس الحاجة لمساعدات اغاثة وتقدر تقارير غير مؤكدة عدد النازحين بأكثر من 53 ألفا." وقدرت الاممالمتحدة من قبل عدد الفارين من كادقلي وحدها بما يتراوح بين 30 و40 ألفا. وقال مكتب التنسيق ان القتال امتد الى منطقة باريانج بولاية الوحدة بجنوب السودان. وتبادل المسؤولون من شمال وجنوب السودان اللوم في بدء القتال في جنوب كردفان. وقال زعماء الحركة الشعبية لتحرير السودان/ القطاع الشمالي ان القتال بدأ حين حاول الجيش الشمالي نزع سلاح المقاتلين. بينما ألقى الجيش السوداني اللوم في بدء القتال على جماعات مسلحة موالية للجنوب. وحذر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطومالجنوب يوم الاحد من تأييد ما وصفه "بالتمرد" في ولاية جنوب كردفان. ويقول الجيش الجنوبي ان مقاتلي جنوب كردفان لم يعودوا في صفوفه على الرغم من اشتراكهم في الاسم والروابط التاريخية. وصوت الجنوبيون في استفتاء جرى في يناير كانون الثاني لصالح الانفصال عن الشمال واقامة دولة مستقلة في التاسع من يوليو تموز بموجب اتفاق سلام عام 2005 الذي انهى حربا أهلية سقط فيها نحو مليوني قتيل. ولم ينه الجانبان عددا من القضايا مثل رسم الحدود المشتركة وكيفية تقسيم عائدات النفط. وفي اديس ابابا عاصمة اثيوبيا واصل رئيس السودان عمر حسن البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير يوم الاثنين المحادثات بشأن القضايا التي لم تحسم قبل الانفصال. من جيريمي كلارك والكسندر جاديش مفاوضات في أديس أبابا بين البشير وسلفا كيرحول نشر قوات إثيوبية في أبيي الجنوب يلوح بتدخل جيشه في كردفان الخرطوم: فايز الشيخ تصاعدت أزمة جنوب كردفان وأبيي إقليميا ودوليا فيما كشفت مصادر دبلوماسية عن اتفاق بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت على سحب الجيش السوداني من منطقة أبيي الغنية بالنفط ونشر قوات دولية لحفظ السلام نفت الخرطوم حسم موضوع القوات الدولية حتى وقت متقدم من ليل أمس مع استمرار المفاوضات الشاقة بين الزعيمين الشمالي والجنوبي. إلى ذلك أعلنت الأممالمتحدة عن اتساع دائرة القتال في كردفان حتى مناطق داخل حدود الجنوب في وقت طالبت فيه الحركة الشعبية الجنوبية من مجلس الأمن الدولي التدخل السريع لوقف استهداف المدنيين بسلاح الجو والقصف بالطيران وذلك بإعلان جنوب كردفان منطقة حظر جوي، واعتبرت ما يجري بأبيي وكردفان يرتقي لمستوى «الإبادة الجماعية»، وهددت بالتدخل العسكري في الشمال لكن الجيش السوداني نفى بشدة استهدافه للمدنيين، إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي لوقف الهجمات على المدنيين وناشد الطرفين بالتوصل لاتفاق سلام يحفظ الاستقرار في المنطقة. وكشفت مصادر مطلعة ل«الشرق الأوسط» أن مباحثات شاقة تواصلت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت ورئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي ورئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي تركزت حول الأوضاع في أبيي الغنية بالنفط والتطورات العسكرية في ولاية جنوب كردفان الشمالية، وقالت المصادر إن الزعماء ناقشوا مقترحا حول نشر قوات دولية في أبيي وسحب الجيش السوداني فورا من أبيي التي اقتحمها في الشهر الماضي، وكانت المنطقة مثار النزاع بين الشمال والجنوب الذي صوت سكانه لصالح الانفصال بداية العام الجاري قد شكلت تهديدا على السلام بين الدولة الأم والجديدة، وفشل الطرفان في إجراء استفتاء لسكان المنطقة للاختيار بين الشمال والجنوب، وينص اتفاق السلام على نشر قوات مشتركة لحفظ الأمن إلا أن الخرطوم قامت بنشر قواتها داخل المنطقة مما أوقف الحوار بين الخرطوم وجوبا لقرابة الشهر، وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء اقترحوا نشر قوات إثيوبية بتفويض من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، واشترط رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي لإرسال قواته طلبا من البشير وسلفا كير، وفيما أكدت المصادر موافقة البشير مبدئيا على الانسحاب إلا أن الخرطوم أكدت أنه لم تصدر أي تصريحات عن الاجتماع الذي ما زال متواصلا في شكل جلسات مغلقة، وذكرت مصادر سودانية أن المفاوضات بحثت الوضع في أبيي وتكوين إدارية جديدة بالإضافة إلى التفويض الخاص بترتيب هذه الإدارة إلى جانب بحث مقترح القوات الإثيوبية البديلة لليونميس، وتأتي المفاوضات الماراثونية في وقت تتصاعد فيه المواجهات العسكرية، وقال مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في أحدث تقرير له «انتشر القتال في 11 منطقة من مناطق جنوب كردفان ال19 بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي بل إنه امتد لإحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودان». وقال مصدر بالأممالمتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية «في وقت مبكر من صباح أمس نفذت طائرات الجيش السوداني ضربة جوية أخرى على منطقة ياو الحدودية بين الشمال والجنوب وهي نقطة لتجميع قوات الجيش الشعبي الفارة من الشمال» دون أن يقدم تفاصيل عن ضحايا. وتزداد المخاوف وسط المدنيين في معاقل المتمردين السابقين من القصف الجوي، وتحدثت أنباء عن تعرض مدينة هيبان لقصف جوي.. وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة بجبال النوبة طالبا عدم الإشارة لاسمه لأسباب أمنية، إن «المشاعر المسيطرة على الناس الآن هي التأهب لحرب شاملة جديدة».