تحتفل “جمهورية جنوب السودان"، السبت، باستقلالها رسمياً عن السودان، لتصبح أحدث دول العالم، بعدما صوت أهل الجنوب في مطلع العام الحالي لخيار الاستقلال عن الشمال، الذي أعلن، الجمعة، اعترافه الرسمي بانفصال جنوبه كدولة مستقلة ذات سيادة، فيما أعلن مجلس الأمن الدولي تشكيل قوة لحفظ السلام في أحدث دول العالم. ويحتفل جنوب السودان بإعلان دولته الوليدة بمشاركة عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة وممثلي عدد من دول العالم والمنظمات، ووفد من الحكومة الاتحادية يقوده الرئيس السوداني، عمر البشير. وعشية إعلان أحدث دول العالم، اعترفت الرئاسة السودانية في الخرطوم ، الجمعة، رسمياً بقيام “جمهورية جنوب السودان" المستقل ذات السيادة. وأعلن بكري حسن صالح، وزير شؤون الرئاسة السودانية أن الخرطوم “تعترف بقيام دولة جنوب السودان ضمن حدود عام 1965." ويبدو أن الإشارة السودانية إلى حدود عام 1965 ستثير الكثير من اللغط في الجنوب باعتبار أن الخرائط العائدة لتلك الفترة تضع منطقة أبيي – الغنية بالنفط والمتنازع حولها – ضمن حدود الشمال. من جانبه، استبق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إعلان قيام الدولة السبت بكلمة قال فيها إن هناك حاجة لقيام الجنوب بتنمية الشراكة مع الشمال والدول المجاورة لمواجهة التحديات المقبلة. وتابع كي مون، الذي سيحضر الاحتفال في جوبا، إن لحظات إعلان الدولة ستجلب معها الكثير من المشاعر للملايين الثمانية الذين يشكلون سكان البلاد، مضيفاً أن ظهور هذه الدولة “كان باهظ الثمن" في إشارة على الخسائر البشرية الكبيرة للحرب الأهلية السودانية التي استمرت لنصف قرن. وعدد كي مون مجموعة من المصاعب التي تواجهها الدولة الجديدة، وبينها عودة السكان من الشمال وتطوير مشاريع التنمية ومواجهة المعدلات المرتفعة لوفاة الأمهات أثناء الولادة ومعدلات الأمية التي تعتبر الأعلى في العالم، إلى جانب الفقر وضعف البنية التحتية. وفي الأثناء، أقر مجلس الأمن الدولي، الجمعة، إنشاء قوة حفظ سلام جديدة لجنوب السودان. وتتألف البعثة، التي تشكلت اعتباراً من يوم الجمعة، من سبعة آلاف جندي تابعين للأمم المتحدة بالإضافة إلى 900 من أفراد الشرطة المدنية لجنوب السودان. وطلبت الأممالمتحدة من الحكومة السودانية رسمياً ،الخميس، إحاطتها بأشكال التعاون الذي يمكن أن ينشأ بينها والأممالمتحدة في المستقبل. ويأتي إعلان جنوب السودان دولة مستقلة بعدما صوت 98 في المائة من أهالي الجنوب لصالح الانفصال وذلك في استفتاء جرى في يناير/كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم عام 2005 ليضع حدا لسنوات طويلة من الحرب بين الشمال والجنوب، هي أطول حروب القارة الإفريقية استمرت لخمسة عقود. جنوب السودان يحتفل بالاستقلال بالطبول والالعاب النارية جوبا (رويترز) - رقص الالاف في شوارع جنوب السودان في الساعات الاولى من صباح السبت احتفالا باستقلال عن الشمال طال انتظاره لكنه يدخل المنطقة في فترة جديدة من انعدام اليقين. وأصبحت منذ منتصف الليل جمهورية جنوب السودان المنتجة للنفط أحدث بلد في العالم. وحصل جنوب السودان على الاستقلال في استفتاء اجري في يناير كانون الثاني بناء على اتفاق سلام انهى عقودا من الحرب الاهلية مع الشمال. وفي جوبا عاصمة الجنوب لوح الناس في زوايا الشوراع الترابية بالاعلام ورقصوا على اضواء السيارات وهم يتغنون بالحركة الشعبية لتحرير السودان وجنوب السودان والحرية. وقادت الحركة المتمردين الذين قاتلوا الشمال حتى عام 2005 ويسيطرون الان على الحكومة في الجنوب. واحتشد الالاف في شوارع جوبا وتكدسوا في شاحنات وهو يشعلون الالعاب النارية ويفرقعون العلب البلاستيكية ويرقصون. وقال سيمون اجاني (34 عاما) وهو يتجول ليصافح اخرين "اخيرا الحرية. الانفصال عن الشمال هو الحرية الكاملة." وخرج رجال ونساء من كنيسة في وقت متأخر وهم يتصافحون ويتبادلون التهاني ويتمنون لبعضهم البعض "عيد ميلاد سعيد." وكان برنابا بنجامين وزير اعلام جنوب السودان من بين المحتفلين وابلغ رويترز قائلا "انها الان التاسع (من يوليو) لذا فنحن مستقلون. الان." وكانت حكومة السودان في الخرطوم اول بلد يعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من الانفصال الرسمي في خطوة مهدت الطريق لتقسيم السودان التي كانت حتى السبت اكبر بلد افريقي. ولم يبدد الانفصال المخاوف من اي توترات في المستقبل. كما لم يتفق زعماء الشمال والجنوب بعد على قائمة من القضايا الحساسة ومن اهمها ترسيم الحدود بشكل دقيق وكيفية التعامل مع عائدات النفط شريان الحياة في اقتصاد البلدين. وفي الخرطوم وقبيل الانفصال قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يرأس الشمال للصحفيين انه سيحضر احتفالات الاستقلال في وقت لاحق من يوم السبت في جوبا. وقال البشير انه يود ان يؤكد استعداد بلاده للعمل مع الجنوبيين ومساعدتهم في اقامة دولتهم حتى تصبح مستقرة وتحقق النمو. وأعرب محللون عن خشيتهم من العودة للحرب الاهلية اذا لم تحل الخلافات. وبعد حلول منتصف الليل فقدت جمهورية السودان نحو ثلاث ارباع احتياطيات النفط الواقعة في الجنوب وتواجه المستقبل بحركات متمردة في دارفور واقليم جنوب كردفان. وقال مسؤولون في الجنوب ان ميلاد البلد الجديد سيحدث في منتصف ليل السبت يعقبه احتفال رسمي بالاستقلال في وقت لاحق من نفس اليوم. ووفقا للبرنامج الرسمي فان جيمس واني ايجا رئيس برلمان الجنوب سيتلو الاعلان الرسمي للاستقلال في الساعة 1145 بالتوقيت المحلي ( 0845 بتوقيت جرينتش) على ان يعقبه انزال العلم السوداني ورفع العلم الجديد للجنوب. وذكر بيان من حكومة الجنوب "في منتصف الليل ستقرع الاجراس في كل انحاء البلد الجديد وستدق الطبول احتفالا بالتحول التاريخي من جنوب السودان الى جمهورية جنوب السودان." وابلغ الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الصحفيين في جوبا الجمعة انه واثق في ان جنوب السودان سينضم قريبا للاسرة الدولية. وكان بان حث في وقت سابق في الخرطوم حكومة الشمال على السماح لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة للبقاء بعد انتهاء تفويضها الخاص بمراقبة الموقف في جنوب كردفان اكبر ولاية متبقية منتجة للنفط تتبع الشمال بالجنوب وفي بعض الاماكن الاخرى الساخنة. وينتهي يوم السبت تفويض قوة الاممالمتحدة التي نشرت عشرة الاف فرد من قوات حفظ السلام في السودان لمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار. وصوت مجلس الامن الدولي الجمعة على تشكيل بعثة جديدة في جنوب السودان قوامها يصل لسبعة الاف عسكري و900 شرطي مدني اضافيين. من الكسندر جاديش وجيرمي كلارك شاهد احتفالات دولة جنوب السُودان مباشر من هذا الرابط