بين جنوب السودان وإسرائيل، علاقات وثيقة، تعود لعشرات السنين، حيث كانت الحركة الشعبية بزعامة جون غارانغ تتلقى دعما تسليحيا ولوجستيا من إسرائيل لمساعدتها في قتال قوات الخرطوم. الآن، وبعد أن أصبح جنوب السودان جمهورية مستقلة، انتقلت هذه العلاقات إلى مستوى دبلوماسي. من إعداد: وهيب أبو واصل اقتنصت إسرائيل فرصة استقلال جنوب السودان بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية والصراع مع الشمال لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ولتقديم كل ما تحتاجه الدولة الوليدة من دعم عسكري من خلال تدريب قوات الجنوب، أو فيما يتعلق بالاقتصاد والمشاركة في إعمار البلد الذي يعتبر الأفقر بين الدول الأفريقية. فما سر علاقة جنوب السودان مع إسرائيل، وجهنا السؤال إلى بن ماتيو، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان فأجاب : " ليس هناك سر خاص بيننا وبين إسرائيل. هناك علاقات مفتوحة وفقا للسياسة والمبادئ العامة في دستور جنوب السودان. نحن نتعامل مع كل الأمم لخدمة مصالح شعبنا السياسية والاقتصادية والثقافية. السفارة الإسرائيلية موجودة في قلب مصر وفي الأردن. لنا علاقات مع إسرائيل، كما لمصر والأردن وبعض الدول العربية الأخرى، علاقات مع إسرائيل." وفي المقابل تنتظر إسرائيل من الدولة الجديدة الوقوف ضد المساعي الفلسطينية لإعلان دولتهم في الأممالمتحدة. فماذا يقول مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي عوفير غندلمان: "هي دولة جديدة. جاء هذا الاستقلال بعد مفاوضات مع الحكومة السودانية. أعتقد أنه يجب على الفلسطينيين أخذ العبرة مما حدث حتى يستطيعوا الإعلان عن دولتهم بعد إتمام المفاوضات بيننا وبينهم وبعد حل القضايا العالقة". بقي أن نذكر بأن تل أبيب ترى بأن على اللاجئين من جنوب السودان الذين يعيشون في إسرائيل منذ سنوات عديدة أن يتم تأهيلهم في الجامعات "الإسرائيلية" قبل العودة إلى بلدهم للمشاركة في إعادة بنائه، خصوصا في مجال الطاقة والدراسات العلمية الدقيقة.