الخرطوم (رويترز) - قال شهود ان مئات السودانيين خرجوا الى شوارع العاصمة الخرطوم يوم الثلاثاء للتظاهر ضد ارتفاع اسعار الغذاء والمطالبة بتحسين وسائل النقل العام. والاحتجاجات شيء نادر الحدوث في السودان لكن الغضب يتزايد بسبب ازمة اقتصادية وغلاء المعيشة بعد ان فقدت البلاد معظم احتياطياتها النفطية التي الت لدولة جنوب السودان المستقلة حديثا. وقال شهود ان نحو 300 شخص شاركوا في احتجاج في المحطة الرئيسية لحافلات النقل وسيارات الاجرة بالخرطوم للمطالبة بتحسين وسائل النقل العام. وانضم طلاب جامعيون الى المتظاهرين للاحتجاج على تضخم اسعار الغذاء. وقال شاهد رفض ان ينشر اسمه "ردد الطلاب شعارات (لا لارتفاع الاسعار والخبز الخبز للفقراء"). واضاف ان الشرطة وصلت الى موقع الاحتجاج لكنها لم تتدخل. وقال شاهد اخر ان مئات الاشخاص نظموا ايضا احتجاجا في محطة للحافلات في ام درمان. واضاف ان المحتجين عبروا بعد ذلك جسرا على نهر النيل يربط ام درمانبالخرطوم وبدأوا في رشق السيارات الخاصة ومركبات الشرطة بالحجارة. وقالت الشرطة في بيان ان مجموعة من المواطنين رشقت سيارات تعبر الجسر بالحجارة مضيفة انها منعت وقوع "اعمال تخريب". ويوجد في السودان شبكة هزيلة للنقل العام ويعتمد الركاب في الاغلب على سيارات الاجرة والحافلات الصغيرة التي تلبي الطلب بالكاد وعادة ما تتهم بتحميل اعداد أكبر من سعتها. وتضرر كثير من السودانيين بصورة كبيرة بسبب التضخم الذي بلغ 20.7 بالمئة في سبتمبر ايلول نتيجة ارتفاع اسعار الغذاء بينما هبط سعر صرف الجنيه السوداني في السوق السوداء في الاسابيع الماضية. وردت الحكومة بحزمة من الاجراءات تشمل اعفاء واردات السلع الغذائية الاساسية من الرسوم الجمركية بصورة مؤقتة. لكن خبراء اقتصاديين يشكون في ان التضخم سيتراجع كثيرا مع فقد السودان معظم احتياطياتها النفطية بعد استقلال جنوب السودان وهو ما أدى الى انخفاض تدفق العملات الاجنبية اللازمة لسداد قيمة الواردات. (عاجل حريات).. تفجرت مظاهرات حاشدة هذا المساء وفرقتها شرطة مكافحة الشغب وقوات الاحتياطي المركزي ووقوات جهاز الأمن التي لا زالت مرابضة في شارع الغابة بالخرطوم حوالي مدخل كبري النيل الأبيض من جهة الخرطوم، ويقول شاهد عيان إنه بدأت مظاهرة صغيرة في ميدان جاكسون ولكن تم التصدي لها بسرعة فتفرق المتظاهرون الذين كانوا ضاجين من عدم وجود مواصلات. ولكن اندلعت تظاهرة حاشدة بعدها في المنطقة أمام كبري النيل الأبيض. وقال مصدر (حريات) من موقع الحدث الآن إن التظاهرة قد قمعت بعنف ولكن لا زالت آثار الصدام باقية مع الوجود الكثيف لقوات القمع الآثمة. والغلاء نتيجة لمجمل سياسات الانقاذ - لأولوياتها في الصرف على الأمن والدعاية خصماً على الانتاج والخدمات ، ولتبديدها الموارد في الفساد والصرف السياسي والبذخي ، وتخريبها المؤسسات والمشاريع الكبرى ، وباثر فقدان عائدات النفط بسبب الانفصال الذي دفعت له الانقاذ وصورته كمأثرة بطولية ، ولعزلها البلاد عن العالم ، مما أدى الى هروب رؤوس الأموال والاستثمارات وتناقص الاعانات والقروض . ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية القائمة ضمن معادلات نظام الانقاذ . وتشير خبرة السودان والخبرات العالمية الى ان الانتفاضة الشعبية تبدأ بالتحركات الجزئية والمحدودة الى أن تتوج بخروج واسع وشامل ضد النظام .