اتهم نافع علي نافع تحالف كاودا بالعنصرية والعمالة . وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني خلال مخاطبته ندوة حزبهم بجامعة الخرطوم أمس 22 نوفمبر (التحالف عبارة عن وكيل للحركة الشعبية والحركة وكيل للغرب) . وأضاف أن مجلس شورى المؤتمر الوطني به 600 عضو وأن ثلاثة أحزاب من تحالف كاودا لا تملك هذا العدد. وتحدى نافع أي حزب يريد اسقاط النظام بالقوة (مابتقلعوها رجالة) وهدد ( من يحاول لن نعطيه إسكريم) . وقال انهم مع الحوار مع حزبي الاتحادي والأمة ولكنهم يرفضون الحوار مع الآخرين لعدم وجود (أراضي مشتركة). وعلق محلل سياسي ل(حريات) بان العنف اللفظي لنافع ضد تحالف كاودا يؤكد خطورة التحالف على النظام ، خصوصاً وانه صار يضم الآن أغلب قوميات البلاد المهمشة . واما تهمة العنصرية فهي بحد ذاتها عنصرية ، لأن تحالف نافع مع أي من قيادات الوسط الاخرى – رغم انهم ربما يكونون من قبيلة واحدة – لا يعتبر عنصرية لدى نافع وغيره من العنصريين ، في حين يعتبر تحالف النوبة والفور والبجا والزغاوة والانقسنا عنصرية ! فبماذا نسمي ذلك سوى العنصرية ؟! وأضاف المحلل السياسي أن تهمة العمالة لأمريكا واحدة من أهم (عدة شغل) النظم الطغيانية في المنطقة ، وكانت من (عدة) الامام المجاهد نميري على آخر عهده ولم تسعفه ، كما لم تسعف صدام والقذافي وعلي عبد الله صالح . ولا تسعف حالياً بشار الاسد ! وهي حجة متهافتة ومنافقة لأن جميع هؤلاء ، وعلى رأسهم نافع ، ليس لديهم اعتراض على تأجير انظمتهم كشقق مفروشة لأمريكا ، اذا سكتت عن انتهاكاتهم لحقوق الانسان ودعمت بقاءهم في السلطة ، هم على استعداد لتسليم ( الملفات) و(الأخوان) ، والتحول الى ( آذان وعيون المخابرات الامريكية في المنطقة) كما قال مصطفى عثمان اسماعيل عن نظامهم ! ومأساة نافع وأخوانه انهم برغم تهافتهم أدنى من قبولهم كعملاء محترمين لأمريكا ! فالادارة الامريكية تعلن على رؤوس الاشهاد عدم رغبتها في سقوط الانقاذ . ولكنها في المقابل لا ترغب في اعتمادها كوكيل حتى ولو من موقع (العمالة المحترمة) ! فهي تريد بقاء الانقاذ هكذا ، كسلطة أقلية معزولة وبلا قاعدة شعبية ، الأمر الذي جعلها السلطة الأكثر قابلية للضغوط والأكثر قابلية لتقديم التنازلات في تاريخ السودان الحديث ! وصيغة الانقاذ المستخذية هذه أفضل صيغة للقوى الاقليمية والدولية ، ولذلك تعارض كلها اسقاط النظام ، وتريد الابقاء عليه كنظام ضعيف يقدم التنازلات للخارج للاحتماء من شعبه في الداخل . وهكذا فان (عمالة) الانقاذ عمالة تافهة وغير محترمة مثلها مثل عمالة (غفير العمارة) الذي (يتخابر) مع أجهزة الأمن بحكم دواعي وظيفته ، ولا يطمع في مقابل تخابره الا الاستمرار في وظيقته ، بل ان جهاز الأمن الذي يستخدمه لا يرى ضرورة في منحه مقابلاً آخرا ، بل ولا ضرورة لاحترامه ! وبالطبع لا يعبأ صاحب العمارة اذا غطى (الغفير) استخذاءه بقليل من الشتائم لزوم حفظ الكرامة المهدرة !! وأضاف المحلل السياسي ان نافع يواصل مساعي النظام لخلق اصطفاف زائف قائم على الثقافة والعرق وحدهما ، بديلاً عن الاصطفاف الراهن الرئيسي بين الطغيان والديمقراطية ، ولهذا يسعى الى ( توالي ) حزبي الأمة والاتحادي ، وهو غير معني بآثار ذلك على النسيج الوطني في البلاد ، لأن الأهم بالنسبة لهم الحفاظ على سلطتهم حتى ولو على اشلاء البلاد . وقال انه اذا نجح نافع في مسعاه فان نظامهم لن يستقر ، لأن ثورة الهامش الصاعدة حالياً لا يمكن القضاء عليها مهما تطاول القمع ، ولذا ، ستكون النتيجة النهائية في حال عدم سقوط النظام انفكاك القوميات المهمشة عن المركز العنصري البغيض ، وحينها (يهنأ) نافع وأخوانه بالقبوع في المثلث الصحراوي البائس – الصحراوي اخلاقياً وانسانياً ومادياً في ذات الآن !!