القاهرة لم تعد جهود فريق المراقبين التابع للجامعة العربية برئاسة الفريق الاول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي ترضي عددا من الدول العربية وخصوصا منها الخليجية التي قررت سحب مراقبيها، بينما يتهم مراقبون الدابي باتخاذه موقفا مؤازرا لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال رئيس فريق المراقبين التابع للجامعة العربية، الفريق الاول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي إن "المسلحين" هم الذين يبادرون بالهجمات وأن قوات الأمن التابعة للنظام تكون في موقف دفاعي، ونأى بنفسه عن مبادرة المجلس الوزراي العربي الذي دعا الأسد الى التنحي وتكليف نائبه الأول مهامه. وقال محللون إن موقف الدابي مؤازر لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال الدابي ان "مسلحين" يبادرون الى الهجوم على قوات الامن والمدنيين فيما الأخيرة تقوم بالرد، وزعم ان العنف في سوريا انحسر بعد وصول المراقبين، وهو ما يتناقض مع شهادات نشطاء سوريين قالوا إن القتل استمر من دون توقف. وكان الدابي يتحدث بعد يوم من اقتراح وزراء الخارجية العرب تسليم الرئيس السوري بشار الأسد السلطة إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بعد إخفاق جهود سابقة في إنهاء العنف. وقال الدابي في مؤتمر صحافي عقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة: "عندما وصلت البعثة كان هناك عنف واضح وظاهر ولكن بعد وصول البعثة بدأت تخف حدة العنف تدريجيا.. العنف الذي يتم بين المعارضة المسلحة وبين الحكومة". وأضاف ان مهمة البعثة كانت التحقق مما يجري على الارض وليس التحقيق فيه، مضيفا أن المراقبين رصدوا حتى الآن 136 قتيلا منذ بدء مهمتهم وأن العدد يشمل أنصار المعارضة والحكومة. وأكد الدابي أن المعدات العسكرية الثقيلة سحبت من كل المدن. وقال: "البعثة مهمتها الرصد وليست إيقاف القتل أو إيقاف التدمير أو العكس" اضاف أن البعثة أرسلت للتأكد ما إذا كانت سوريا تلتزم بخطة السلام العربية وأنه "إذا تم إيقاف القتل ستقول تم إيقاف القتل وإذا لم يتم ستقول لم يتم.. هذا هو واجب البعثة وليس العمل التنفيذي". وتابع الدابي يقول إنه فيما يتعلق بالإفراج عن المحتجزين فإن التقارير كانت من مصادر معارضة وتقول إن 12 ألفا تقريبا احتجزوا لكن البعثة عندما راجعت هذا الرقم وجدت أن تلك التقارير تفتقر للمعلومات الملموسة ولا يمكن التحقق منها. وردا على من قال إن البعثة كانت تكسب وقتا للحكومة السورية قال إنه أكد للوزراء العرب على ضرورة تقدم عملية السلام حتى يجرى الحوار الوطني بالتزامن مع عمل البعثة. لكن جهود فريق الدابي لم تعد ترضي عددا من الدول العربية وخصوصا الخليجية منها. وقررت الدول الخليجية الثلاثاء "التجاوب" مع قرار السعودية سحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية الى سوريا بعد "تاكدها من استمرار نزيف الدم وقتل الابرياء". وافاد بيان للامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ان دول المجلس قررت "التجاوب" مع قرار السعودية سحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية الى سوريا "مع التزامها بكل قرارات مجلس الجامعة حفاظا على وحدة الصف العربي رغم قناعة دول المجلس بضرورة ان يكون القرار الاخير اكثر قوة وان يكون عاملا للضغط على النظام السوري كي يوقف القتل". وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اعلن مساء الاحد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب ان بلاده ستسحب مراقبيها "لعدم تنفيذ الحكومة السورية لاي من عناصر خطة الحل العربي". واكد البيان ان القرار ياتي "بعد متابعة دقيقة ومتأنية لمجريات الاحداث" في سوريا و"التأكد من استمرار نزيف الدم وقتل الابرياء وعدم التزام النظام السوري بتنفيذ قرارات مجلس الجامعة العربية وخصوصا البروتوكول" الذي وقعته دمشق. كما طالب الدول العربية ب"الالتزام بكل جدية ومصداقية بتنفيذ قرارات الجامعة العربية "بهدف الضغط على سوريا للالتزام فعلا لا قولا بما تعهدت به". واتفق مجلس الجامعة في ختام اجتماع وزاري استمر خمس ساعات في القاهرة الاحد على طلب "تفويض رئيس الجمهورية نائبه الاول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية" يفترض ان يتم تشكيلها "خلال شهرين". ومن المفترض ان ترأس حكومة الوحدة الوطنية "شخصية متفق عليها" وان تكون مهمتها "تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على اجراءاتها وباشراف عربي ودولي". ودعت الجامعة العربية "الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة السورية الى بدء حوار سياسي جاد تحت رعاية جامعة الدول العربية في أجل لا يتجاوز اسبوعين" من اجل تشكيل الحكومة. لكن دمشق رفضت بشكل قاطع المبادرة الجديدة معتبرة انها "تدخل سافر" في الشؤون الداخلية السورية.