مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان ابوذر عبدالباقى : يجب ان يذهب البشير وكبار معاونيه الى لاهاي وانا شاهد على آثار جرائمه فى دارفور
نشر في السودان اليوم يوم 12 - 08 - 2012


قال ان مصيره سيكون (عبرة لكل من يرى)
الفنان ابوذر عبدالباقى : يجب ان يذهب البشير وكبار معاونيه الى لاهاي وانا شاهد على آثار جرائمه فى دارفور
الثورة فعل واعى ويجب ان تكون قضية شخصية والتظاهرة بالنسبة لى مسرح
الفنان كضمير للأمة عليه مسؤلية الانحياز لصالح تطلعاتها باستخدام ادواته
مشروع (كورال الامل) من اجل غناء جماعى للثورة وتوثيق ادبياتها
انا متأكد من انتصار قيم الحرية والعدالة والمساواة فى الآخر وبقاء النظام خطر على الوطن
نحن شعب من الضحايا والخط الكنتورى للابادة يمر بكل المدن السودانية
تمسك الفان الثائر وعضو فرقة عقد الجلاد السابق ، ابوذر عبدالباقى بضرورة مثول الرئيس عمر البشير وكبار معاونيه من مقترفى الانتهاكات امام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى واعتبر ان موقفه كفنان من المحكمة تحتمه دواعى انسانية صرفة وليس اعتبارات سياسية وقال أنه شاهد آثار جرائم البشير فى عدد من القرى بدارفور زكر منها (كيلا ، شطاية ، بندس) وتحدث الى الناجين منها ابان فترة عمله فى مشروع الموسيقى من أجل السلام ، وحذر اباذر فى حوار مع راديو (الراكوبة) يبث لاحقا من ان التقاضى عن محاكمة مجرمى الحرب وتمكينهم من الافلات من شأنه ان يقوض تماما اى فرص لتحقيق السلام فى السودان معتبرا ان شعب السودان باكمله ضحية لنظام البشير.
-- واعلن الفنان ابوذر اطلاق مشروع كورال (الأمل) لتوثيق ونشر ادبيات الثورة السودانية من خلال تجميع وتلحين هتافات الشارع المنتفض وادائها بواسطة كورال من السودانيين على مستوي القرى والاحياء والمنافى وابان ابوذر ان المشروع سينطلق من منفاه الاضطرارى بالقاهرة ليعمم داخل السودان ، وشرع ابوذر فى كتابة دليل فنى مرجعى للكورال ويأمل فى الحصول على دعم لتاهيل مدربين للكورال واشار الى انه قدم نمازج للكورال من خلال اغنيتى (الزول دة حيمشى المحكمة) واغنية (مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا) وتم ترديد الاغنيتين فى تظاهرات القاهرة مؤخرا وكشف عن فراغه من تلحين اغنية جديدة باسم شذاذ آفاق موجها خلالها رسائل قوية للرئيس البشير ردا على اسائته للمحتجين.
حوار : سهل آدم
* كان لك حضور لافت مع مجموعة عقد الجلاد الغنائية وبعد مغادرتك لها اختفيت قبل ان تظهر مجددا بتجربة خاصة اصدرت من خلالها البوم (صباحك رباحك) وبزخم اكبر انتجت اغانى فيديوكليب لصالح قناة هارمونى ثم عددت مجددا للاختفاء لتظهر مؤخرا وانت تتغنى للثورة فى تظاهرات القاهرة ، لماذا كل هذا القلق؟
- اعتز كثيرا بتجربتى مع عقد الجلاد التى شكلت كامل معرفتى الموسيقية ، لكن فى لحظة من اللحظات حدث انسداد فى تجربة عقد الجلاد ويمكن تلمس ارتدادته حاليا من خلال حالة الانقسام التى تشهدها الفرقة ، بعد ان تركت عقد الجلاد فى 2004 بدات مشروعى المنفصل فى 2005 وتوجته بالبوم (صباحك رباح) بعدها انخرطت فى مشروع متفائل اطلقت عليه (انغام الطيف) وذهبت الى دارفور وعملت مع المغنيات الشعبيات المعروفات باسم (الحكامات) لحثهن على الغناء للسلام وقيم الانسانية السمحة بدلا عن الاقتتال والابادة ، وبالطبع فأن هناك أثر بالغ للحكامة فى مجتمع دارفور فهى يمكن ان تكون داعية خلاقة للتعايش والتساكن وفى نفس الوقت بمقدورها ان تكون محرضة على العنف ، وفى كل الحالتين فأن لها تأثير فعال ، خلال تلك الفترة انتجت اغنية (سلام دارفور) وعديد الاعمال الاخرى مثل اغنية (سودان جديد) ولكن للأسف فأنها جميعا لم تتم اجازتها من قبل لجنة النصوص بالمصنفات وبالتالى فأنها لم تجد الطريق للتسجيل والبث ، كان ذلك محبطا وفاجعا بالنسبة لى ، وجد مشروع (الموسيقى لبناء السلام) الذى كنت انفذه فى دارفور برعاية منظمة (كير) ترصدا ومقاومة منظمة سيما وأنه تزامن مع صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر البشير وعلى أثر ذلك تم ابعاد المنظمة الراعية من دارفور وتم نسف المشروع كله ، بمعنى انه لن يكون بمقدورى تسجيل اعمالى التى بذلت جهدا كبيرا فى انتاجها وفى نفس الوقت لن يتسنى لى العمل فى مناطق النزاع فى دارفور وكردفان وابيى من خلال شراكة ذكية مع المنظمات العاملة هناك.
- * انت زرت كل تلك المناطق المنكوبة ، بعين الانسان اولا وضمير الفنان ما الذى رأيته هناك؟
هناك رأيت الفجيعة والالم ، وانا اعتبر نفسى شاهد على آثار جرائم الابادة الجماعية التى ارتكبها نظام الرئيس المجرم عمر البشير مثلا فى قرى ( بندس ، الملم ، ) وعدد هائل من القرى التى مورست فيها سياسة الارض المحروقة واستمعت الى روايات تراجيدية للناجين من المذابح والفارين من المحرقة الكبيرة ، لذلك استطيع ان اقول ان تجربتى فى الغناء لدارفور اتسمت بقدر عالى من معايشة وملامسة الواقع والصدق فى التعبير عنه لأن من رأى ليس كمن سمع.
- هل هذا ينتهى بنا الى انه وبناء على تلك الاحباطات المتصلة والممانعة المستمرة وجدت انه لن يكون بمقدورك فعل شئ من الداخل واخترت المنفى الاضطرارى فى القاهرة؟
بالطبع ، بعد ان تم استهداف مشروعى بهدف تقويضه لم يكن من سبيل سوى اللوذ بالمنفى ليس طلبا للسلامة الشخصية ولكن تمسكا بمشروعى الذى أؤمن به والقتال من أجل تخليق براحات جديدة له ، وانا اعتبر نفسى محظوظا اذ تمكنت من المغادرة فهنالك عدد من الذين كانوا ينشطون فى المشروع جرى اعتقالهم ، وقد تيقنت بعد مشاركتى فى ورشتين للمحكمة الجنائية فى كينيا وهولندا انه من المستحيل المواصلة داخل السودان.
- هل كان ثمة تعتيم ممنهج مورس عليك حتى بعيدا عن الاعمال التى تحس السلطة انها فى حالة تماس معها ، بمعنى انك لم تظهر بحجم انتاجك (الآخر) فى الاجهزة الرسمية ، وحضورك القوى كان عبر قناة هارمونى وهى قناة مستقلة بحكم طبيعة ملكيتها لمنتج مهنى؟
بطبيعة الحال حتى اعمالى التى (رضوا عنها) وقمت بتسجيلها لتلفزيون السودان وقناة النيل الازرق تم التعتيم عليها وحجبها من الظهور بشكل متعمد وارتكازا على تصنيف محدد لشخصى ومواقفى ، احسست اننى اضيع زمنى وأهدر طاقاتى وكل هذا حتما سيقود الى نتيجة واحدة هى ان اضع نفسى فى المسار والقالب الذى يحددونه هم فاغنى ما يريدون وكما يرغبون ، وبالتأكيد فأن هذا يتعارض ويتقاطع تماما مع مشروعى الذى التزمه ، انا مؤمن بأن الوقت الآن للغناء المفاهيمى والوظيفى ، وبطبيعة الحال هذا لايعنى بالضرورة التقليل من قيمة وشأن الغناء الآخر.
- هل قناعتك بحيوية الحوجة لغناء مغاير ومختلف فى السودان يواكب ويتماشى مع اللحظة الوطنية الراهنة فى السودان وراء زهدك فى تناول الاغانى المسموعة ربما باعتبار هى طريق مختصر لكثير من الفنانين ، الشاهد عندى ان الناس لايذكرون لك من الاغانى المسموعة الكثير ربما (زهرة روما وياحبيبى انا عيان).
لا، انا لا اترفع عن الغناء للتراث والتواصل معه والعمل على توصيله للاجيال القادمة وانا حريص على هذا ، لكن فى نفس الوقت يجب ان يستشعر الفنان مسؤليته فى استقراء الواقع المجتمعى واحتياجاته، لاسيما ونحن فى بلد ظل على الدوام (التالت من ورا فى أى شئ) لذلك فأنه يتعين ان تلعب الفنون دورا فى نهضة ورقى المجتمع فالاولوية لهذا النمط من الغناء ، الغناء الذى يبقى على الانسان حيا كأن تغنى ضد جريمة الابادة من هنا جاء حماسى لمشروع الموسيقى من اجل السلام وحث الحكامات لتبنى الدعوة لحفظ دماء السودانيين ، انا لا اتنكر مثلا للحقيبة ولا احاول الغائها ، فهى ذاكرة جميلة للوجدان السودانى لكن علينا ترتيب الاسبقيات على نحو يراعى متطلبات مجتمعنا، وبالمناسبة فاننى استلهمت اغنية (محكمة) ذات المناخ الثورى من اغنية (الليمون سقايتو على) للفنانة عائشة الفلاتية وقمت بمعالجتها ، هذا يدحض كونى مترفعا عن الحقيبة
-- وفى القاهرة غنيت كثير من اغانى الحقيبة من باب الاعتزاز بها والسعى لنشرها والتعريف بها فى محيط مختلف.
- مع بداية الثورة السودانية وانتظام تظاهرات السودانيين بالقاهرة ضد نظام المؤتمر الوطنى ، بدا جليا ان مشروع ابوذر عبدالباقى الغنائى نحا منحى جديد ودخل تجربة اخرى ، الفنانون والمثقفون الذين سايروا التحولات فى مجتمعاتهم او الثورة اكتفوا بالاسهام من خلال ادواتهم كالغناء لكن الموقف عندك تعدى ذلك للمشاركة الشخصية فى التظاهرات بالقاهرة ، ماهى دوافعك لدعم الثورة هلى هى تعبير عن موقف سياسى تتبناه ام هو انحياز لمطالب تحس انها عادلة وتقتضى الدعم بكل وسائل تتوافر لك؟
المشاركة بالغناء فى الاحتجاجات فى القاهرة فيها استخدام لاداتى التى املكها واعرفها وهى الغناء فانا مثلا ليس بوسعى تنظيم ندوة او اصدار بيان او غيره من اشكال العمل السياسى ، انا كفنان اعتبر ان المظاهرة او الوقفة الاحتجاجية بالنسبة لى (مسرح) مثل اى مسرح يمكننى فيه عرض ادواتى والتفاعل مع الطقس والمحيط ، ثم ثانيا فان مسالة انخراط الفن فى الهم العام ليست جديدة ولم تبدا معى فالفن كان حاضرا وبقوة منذ ايام مقاومة الاستعمار ويذكر الناس اغانى مناضلة مثل ( يا ام ضفاير قودى الرسن وعازة فى هواك)) الفرق الوحيد هو ان تلك الاعمال كان ضد مستعمر اجنبى والآن نحن نوجه اعمالنا ضد مستعمر محلى هو سلطة المؤتمر الوطنى الباطشة ، من ناحية اخرى انا اجد ان الغناء يسهم بقدر عالى فى تعريف الشعوب الاخرى بالثورة السودانية لانها ثورة مختلفة ، نحن شعب باكمله من الضحايا ، كل الشعوب والانسانية باجمعها معنية بثورتنا لانها ثورة ضد الابادة الجماعية وتلك جريمة ليست فقد ضد الناس فى دارفور او غيرها بل هى جريمة ضد النوع البشرى برمته والانسانية باسرها ، لذلك يجب ان نعرف الشعوب بحجم المأساة على ان تقود تلك المعرفة الشعوب للضغط على حكوماتها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية فى تنفيذ أمر القبض الصادر بحق الرئيس عمر البشير ، عطفا على ذلك فان هنالك دور كبير للفن فى الربط الشعورى بين مكونات الثورة من طلاب واحزاب وحركات وغير ذلك وتوحيد خطابها ، وهو امر محصلته دفع المد الثورى ودعمه وهذا ما دعانى للمبأداة والمبادرة باطلاق مشروع (كورال الامل) لتقديم اغنيات للثورة مستلهمة من هتاف الشارع الثائر المنتفض ، واعكف على اعداد دليل فنى مرجعى يمكن الثوار من تأليف وتلحين الاغانى الثورية وادائها والفكرة هى انه طالما انت ثائر فأنت اذن فنان ، والهدف ان نصل الى تكامل مفاهيمى من خلال الغناء وساقوم بتدشين المشروع من القاهرة عبر الثوار السودانيين والمتضامنين مع الشعب السودانى وآمل ان اجد الدعم اللازم للمشروع وان يكلل العمل بأن يكون الغناء الجماعى جزء من الحراك والفعل اليومى للثورة يعنى ببساطة اود ان اقول للناس نعم انتم تستطيعون ، لانريد ان يكون هناك فنان واحد للثورة او اغانى محددة لها او قائد مطلق وفق الهرمية القديمة بل هو العمل الجماعى المشترك والتشبيك وتقاسم الموارد وهذا ما سيميز الثورة السودانية ، جماعيتها وترابطها، وقدرتها على استيعاب التنوع وستفضى فى نهاية لا محالة الى سودان جديد قائم على سلام نفسى بين المكونات المختلفة للشعب السودانى ، دعنى اقول انه عندما نغنى مع بعض نستطيع ان ننجز دستور مع بعض وان نتوافق سويا على فترة انتقالية او حكومة مرحلة ، وانا واثق انه ستاتى مرحلة يتعامل فيها السودانيون مع مسألة التغيير على انها قضية شخصية بمعنى اى شخص سيحس مصلحته الشخصية فى احداث التغيير والثورة ستنتج افضل ما فينا ، وبالمناسبة انا غير متصالح مع ربط ثورة السودان بالربيع العربى ، فالربيع العربى ادى الى صعود سلطة دينية بينما ثورتنا ستقود الى تداعى سلطة القداسة المزيفة المتدثرة زورا برداء الدي.
- بالنسبة لمشروع (كورال الأمل) الذى اطلقته من القاهرة وكانت بدايته اغنية (الزول دة حيمشى المحكمة) التى قصدت بها الرئيس عمر البشير واشرت الى ان نهايته ستكون فى المحكمة الجنائية ، الاغنية اثارت ردود افعال كبيرة توزعت بين الاندهاش ان يملك فنان كل هذا القدر من الجرأة ليقول ان البشير سيحاكم ، لتنفلت بذلك من جو الارهاب والابتزاز الذى صور تأييد الجنائية ضرب من الخيانة الوطنية العظمى وطعن فى السيادة ، احكى لى عن تجربة هذه الاغنية ومن الف كلماتها ولحنها؟
فى واقع الامر اغنية محكمة قدمت لاول مرة اثناء محاضرة قدمتها فى جامعة القاهرة عن دور الفنون فى بناء الدولة المدنية ، التقطت فكرة الاغنية من اغنية الفلاتية (الليمون سقايتو على انا) وهى اغنية يقال انها كانت تغنى قبل الفلاتية، ووثقت لحقبة الحرب العالمية ، استخدمت الاغنية للاشارة الى المتغيرات التى حدثت فى بلدان الربيع العربى المحيطة بنا وشرح الحالة فى السودان خاصة موضوع الابادة الجماعية من خلال الترميز لها ب(طيارة جات بفوق شايلة القنابل كوم) بجانب توظيف ادوات الاستبداد فى النص سواء كان الشبيحة فى درعا او البلاطجة فى صنعاء او الرباطة فى البقعة ، كذلك الاغنية تناولت النهايات الحتمية والمنطقية للطغاة للمستبدين باستدعاء حالة هروب التونسى زين العابدين بن على او رحيل مبارك او قتل القذافى ، بالنسبة لحالة الرئيس البشير فى الاغنية كانت نهايته ان يمثل امام المحكمة الجنائية الدولية ليحاكم على الجرائم المهولة التى ارتكبها بحق شعبنا وقد دعوت المجتمع الدولى والضمير الجمعى الانسانى للعمل على محاكمته من أجل بناء السلام ، فالافلات من العقاب سيقوض السلام حتى لو تم اسقاط النظام ، يتعين ان تتم محاكمة الصف الاول من النظام امام المحكمة الجنائية الدولية ، هذا مهم لاستدامة السلام ، ولا ننسى الشعار العبقرى لثورتنا وهو (حرية ، سلام وعدالة) ، وتركيزى على ضرورة ان يذهب البشير للمحكمة ليس دافعه رغبة فى التشفى او الانتقام انما هو نابع من ايمان عميق وواعى بالعدالة كقيمة انسانية وضرورة اساسية لاتمام عملية التعافى الوطنى والمصالحة والعفو.
- كيف تنظر ، كفنان ، للمحكمة الجنائية الدولية فى ظل الاستقطابات الكثيرة حولها بين من يعتبرونها احدى مكاسب البشرية لتحقيق العدالة ومن لايعترفون بها لاسباب شكلية اجرائية كعدم المصادقة على ميثاقها او للتشكيك فى صدقيتها واستقلاليتها كما هو الحال فى السودان الذى يسعى النظام فيه دوما لربط رفض مذكرات المحكمة بمدى الولاء للوطن وتشخيص الوطن فى ذات الرئيس البشير المطلوب دوليا ؟
. انا كفنان اتعامل مع موضوع المحكمة الجنائية من منظور انسانى كونى وليس من زاوية سياسية والمحكمة تطور فى سعى الانسانية نحو العدالة وتجريم الانتهاكات بهدف الحد منها تماما، وخلق مجتمع المحبة والسلام.
- كيف تستطيع قراءة الاثر الذى احدثته اغنية محكمة بعد الرواج الكبير لها؟
كما قلت فان الهدف هو ان نوحد خطاب وهتاف الثوار ، اغنية محكمة لفتت الانظار هنا فى القاهرة للثورة وعرفت بقضاياها واصبحت اغنية مطلوبة ولها جمهور فضلا عن انها كانت نافذة . لترويج الموسيقى السودانية فهى اذن تحقق فى حد ادنى هدفان
- الملاحظ فى مشروع ابوذرعبدالباقى الغنائى ان قضية العدالة كقيمة انسانية غير جغرافية تمثل حضورا طاغيا دعنا نمثل لهذا باغنية محكمة واغنية سودان جديد التى يقول مطلع منها (سودان جديد ما قديم العدل فيهو مقيم) واغنية سلام دارفور التى يقول مطلعها (السلام بتجيبو العدالة وبالعدالة بدوم السلام ) اضافة الى اغنية (جينوسايد) باللغة الانجليزية وحتى خلال مشاركتك فى مهرجان حرية الموسيقى بالقاهرة قلت انك تهدى احدى اغانيك لضحايا الابادة فى دارفور التى زرت قراها المحروقة ، كيف تشكل الوعى بالعدالة فى دواخل ابوذر وغنائيته حتى باتت العدالة ربما هى القاسم المشترك الاعظم فى جل أغانيه؟
العدالة ليست مشروع خاص بى هى مشروع الشعب السودانى كله ولاننا شعب من الضحايا لم يكن عبثا او مصادفة ان يكون شعار (حرية سلام وعدالة) ، انا بادواتى عبرت عن هذا التطلع المشروع لاننى جزء من هذا الشعب وادين له بالكثير وأقل ما اقدمه له ان اعبر عنه بصدق لذلك موضوع العدالة قاسم مشترك فى مشروعى لانه ايضا ضرورة مشتركة للكل.
-اجدك متمسكا بوحدة السودان ويمكن تلمس ذلك بوضوح من اغانى مثل (سودان جديد) التى لاتزال فيها مؤمن بالجغرافيا من حلفا الى نمولى وقبل ذلك الوجدان المشترك ، ماهو السودان الجديد الذى تحلم به وتعمل له؟
اولا انا احلم بوحدة الكرة الارضية او جمهورية الارض المكونة من اتحاد دول مدنية قائمة على التنوع ، الانقسام الذى حدث فى السودان هو تتويج لسياسة المؤتمر الوطنى انا اؤمن بالسودان الجديد متوحد على اسس جديدة لان الوحدة بشكلها القديم كانت جزء من الاستعمار ، والثورة القادمة ستعيد صياغة الوطن على اسس جديدة حقيقية .
- الملاحظ ايضا ان الاحساس بالوطن والانفعال به غالب فى اعمالك وحتى ان لم يكن بشكل صريح فى بعض الاعمال الا انك تستخدم اشارات ورموز ايحائية للوطن مثلا فى اغنية (فى امل) نجد مثلا (ريحة المكان) هل توافقنى ان الغناء للعاطفة والحب نفسه يغدو غناء للوطن متى ارتبط بالمكان وطقس البلد؟
اولا انا لا اؤمن بهذا التقسيم : غناء عاطفى وآخر وطنى ، فالاغنية هى تعبير عن الزمان والمكان واختطاف لتلك اللحظة فانت مثلا قد تسمع اغنية عاطفية تعود بك الى مكان ما وزمان ما ، نتيجة الاستماع تقودك الى هويتك و سودانويتك لذلك انا اعتقد حتى طريقة التفاعل مع الغناء الخاصة بنا (الهجيج والجبجبة) منتهى الوطنية لانها عكست انتمائنا لاشيائنا
- ماهى الرسالة غير المشفرة التى اردت ارسالها للسودانيين من خلال اغنية (اجمل بلاد)؟
بعد رحلة طويلة فى دارفور وصلت خلالها الى بندس ومكجر وشطاية وغيرها وقابلت ضحايا حكومة الابادة هناك وصلت الى قناعة ان الذى حدث فى السودان هو عبارة عن كسر خاطر جماعى لن يتعالج الا بجبر خاطر جماعى وهذا لن يتأتى الا من الله ، فى اعقاب ذلك كتبت اغنية يجبر اجمل بلاد والتى تقول
يجبر الله بخاطرك يابلد
كيف تهون علينا وتروح من ايدينا
كلما نقول خلاص .. اهو جانا الخلاص
تدخل نملة وتشيل حبة
وتمرق شايلة منك حبة
حبة فى حبة .. لامن نعدم فيك الحبة
ونحن شايفين وعاملين رايحين
ساكتين لكن لحدى متين
حيجى يوم نقول للناس
كان عندنا بلد
فى هذه الاغنية كنت اشير الى مسالة الابادة والفارين قسرا من ديارهم وحالة الاكتئاب الجماعى للشعب السودانى ، احاولت اطلاق انذار للناس باننا قد نستيقظ يوما ما ولا نجد لدينا بلد وان هذا يقتضى بالضرورة العمل الجاد والمثابر لانقاذ البلد وذلك يبدأ باسقاط هذا النظام وبناء السودان الجديد والا فان الكارثة واقعة لامحالة ، اكرر ان الشعب السودانى باسره من ضحايا هذا النظام الطاغية والخط الكنتورى للابادة يمر بكل المدن السودانية بلا استثناء ، اغنية اجمل بلد هى مخاطبة للحنين وتحذير من ان البلد تتسرب من ايدينا ونحن نتفرج ، كانت هذه آخر اعمالى قبل ان اغادر الخرطوم فى العام 2009.
- الحداثة والتجديد عند ابوذر ليست فى محتوى الاغانى ومغازيها ، لكن حتى من حيث الشكل نجدك قد تمردت على المألوف من خلال استايل اللبس وشكل الفرقة الذى اٌقتصر على الآلات الوترية كالجيتارات بجانب الساكس والاورغ اضافة الى النمط الجديد فى الموسيقى والالحان ، ماهى فلسفتك فى ذلك؟
- لكى تروج لمحتوى جديد يلزم ان تقدمه فى قالب جديد ايضا ، عدم انتشار الموسيقى السودانية ، رغم ثرائها وتنوعها بآفروعربيتها، ليس لعيب فى محتواها انما فى طريقة العرض التى لم تتماهى مع الاشكال العالمية المعروفة لذلك انا اعتمدت على موسيقى الريقى والهيب فقدمت اغانى سودانية باشكال مختلفة تمثل نمط موسيقى معروف لكل العالم مع الاحتفاظ بخصوصية المحتوى.
- لديك تجربة ايضا فى الغناء باللغة الانجليزية من خلال اغنية (جينوسايد) ، هل تعتقد ان استخدام ادوات اخرى كاللغة مثلا يمكن ان تعطى مساحة وأفق جديد لتمدد وانتشار الاغنية السودانية؟
قطعا ، اعتقد ان اللغة المشتركة بين كل الناس فى العالم هى الموسيقى واللغة هى قيمة اضافية للتواصل ، انا غير مقيد مثلا بالغناء حصرا بالعامية السودانية ، تغنيت باللهجة المصرية من خلال اغانى مثل (حجيلو وياورد) والانجليزية مثل ( جينوسايد وهالو جوبا ، من الخطأ ان تحصر نفسك وتحجم امكانية وصولك من خلال التمسك باطار لغوى واحد طالما انت تستطيع استخدام لغات .
اخرى.
- لديك تجربة ممتدة فى الغناء الجماعى من خلال فرقة عقد الجلاد ، كيف تمكنت من تحقيق النقلة من الغناء فى اطار جماعى الى الغناء الفردى ، هل تم الامر بسلاسة وهل ساعدك تأهيلك الاكاديمى على ذلك؟
التحول من اباذر عقد الجلاد الى اباذر الآخر كان أمرا صعبا ان تقنع الناس بأنك تملك جديد مغاير ، استفدت من المعارف المتراكمة من تجربة عقد الجلاد ، تنازعتنى احاسيس كيفية الخروج من جلباب عقد الجلاد وكيفية التأسيس لابوذر الجديد ، لكنى نجحت فى الآخر.
- انت موجود فى القاهرة والمعروف ان الناشطين المعارضين هناك يتعرضون لكثير من المضايقات ذات الطابع الامنى المنظم من خلال سفارة النظام خاصة وان القاهرة احد اهم مراكز ثقل الانتفاضة السودانية بالخارج، بعد تقديمك اغنية محكمة هل تعرضت لاى مضايقات هناك او تحرشات ؟
القاهرة الآن غير آمنة حتى للمصريين ، وفى اجواء الاضطراب الراهنة يملك النظام فرصة عن طريق عملائه فى السفارة لتصفية حسابات ، انا احمى نفسى بمزيد من الغناء رغم تعرضى لكثير من محاولات الارهاب والتخويف ، يتعرض الناشطون واللاجئين السودانيين فى القاهرة لكثير من المضايقات ، لكن المزيد من العمل والنشاط والتضييق على النظام هو الذى سيحمى الناس.
ماهى اغنيتك الجديدة لدعم الثورة؟
انا فرغت من تلحين اغنية (شذاذ آفاق) وهى رد على تطاول البشير على جماهير الشعب السودانى واسأئته وفى اطار مشروع كورال الامل ساقدم المزيد من الاعمال ، تقول اغنية شذاذ آفاق:
وانت مصيرك فى الانفاق
*******************
شوف الزول هاج وافترى
نبذ شعبنا وازدرى
الجابنا التوالت من وراء
والخلانا عبره لكل من يرى
شذاذ افاق شذاذ افاق
وانت مصيرك فى الانفاق
قسم بلدنا...... وافقره
جوع شعبنا....... وبعتره
العمل الاباده وانكره
بكره حيجرى كمن جرى...
وحنجيبك يا "البشير" حنجيبك
وحنجيبك يا "البشير" حنجيبك
وتبقى عبره لكل الورى....
هى خليط بين الراب والتم تم
- هل تخطط لتسجيل هذه الاعمال بشكل رسمى بامكانيات فنية افضل؟
فى اطار مشروع كورال الامل اسعى لتسجيل كل تلك الاعمال والتوثيق للثورة وادبياتها ، لكن بما انه لايوجد منتج لهذه الاعمال فأنا اسعى للحصول على رعاة او ممولين لمشروع الامل من خلال التشبيك مع كثير من الناشطين واصدقاء الشعب السودانى وايضا اعتمادا على المجهودات الذاتية ونأمل ان نوفق فى هذا الامر.
- فى ختام هذا اللقاء نتيح لك ان توجه رسائل للناشطين والثوار ضد النظام ولمن ترغب؟
شكرا لموقع الراكوبة التى اصبحت اعلام بديل يعطى الامل واتمنى ان تكون شريك استراتيجى معنا فى مشروع الامل عبر الاذاعة والصحيفة ، انا احيى كل الثوار فى الداخل والشتات والنازحين واللاجئين ، انا متفائل بأننا سنبنى السودان الجديد ونسقط هذا النظام لتنتصر قيم الحرية والعدل والمساواة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.