وساطة الفريق اول ابراهيم سليمان: هل تكرار لذات السيناريو    شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يقطع بعدم العودة للتفاوض إلا بالالتزام بمخرجات منبر جدة ويقول لعقار "تمام سيادة نائب الرئيس جيشك جاهز"    عقار يشدد على ضرورة توفير إحتياطي البترول والكهرباء    ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا    ريال مدريد يهزم دورتموند الألماني ويصطاد النجمة 15    (زعيم آسيا يغرد خارج السرب)    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    قنصل السودان بأسوان يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة الابتدائية    المريخ يتدرب على اللمسة الواحدة    إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان    شاهد بالفيديو.. مواطن سوداني ينطق اسم فريقه المفضل بوروسيا درتموند بطريقة مضحكة ويتوقع فوزه على الريال في نهائي الأبطال: (بروت دونتمند لو ما شال الكأس معناها البلد دي انتهت)    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان    بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ببنت شفة    صلاح ينضم لمنتخب مصر تحت قيادة التوأمين    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية كبيرة من الجمهور.. أحد أفراد الدعم السريع يظهر وهو يغني أغنية "هندية" ومتابعون: (أغنية أم قرون مالها عيبها لي)    شاهد.. زوج نجمة السوشيال ميديا أمنية شهلي يتغزل فيها بلقطة من داخل الطائرة: (بريده براها ترتاح روحى كل ما أطراها ست البيت)    بعد الإدانة التاريخية.. هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات؟    أسعار الأدوية في مصر.. المصنعون يطلبون زيادة عاجلة ل700 صنف    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون يقدمون فواصل من الرقص "الفاضح" خلال حفل أحيته مطربة سودانية داخل إحدى الشقق ومتابعون: (خجلنا ليكم والله ليها حق الحرب تجينا وما تنتهي)    مسؤول سوداني يكشف معلومات بشأن القاعدة الروسية في البحر الأحمر    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب    في بورتسودان هذه الأيام أطلت ظاهرة استئجار الشقق بواسطة الشركات!    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    السعودية "تختبر" اهتمام العالم باقتصادها بطرح أسهم في أرامكو    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرجل والثورة د . خليل إبراهيم محمد ( 2 –3- 10 )
نشر في السودان اليوم يوم 14 - 08 - 2012


بسم الله الرحمّن الرحيّم
الرجل والثورة د . خليل إبراهيم محمد ( 2 – 10 )
د . خليل إبراهيم رجلٌ ثائرٌ منذ طفولته ، لأنه مًرهف الحِس ، يحب الخير والإحسان لكل الناس ، ولا يقبل إطلاقاً بان تتحدث بوشاية عن شخصٍ غائب ، وأنه دائماً يوصى القادة والجند بإحترام بعضهم البعض .
كان عادلاً إذا قضى ، أذكر فى إحدى ألإجتماعات اُثير موضوع خاص بشخصٍ لم يُحسن التصرف فى موضوع اُوكل له ، واُتهم بانه خائناً ، تدخل د . خليل إبراهيم قائلاً ( الغائب عُذر معاه ، فلو فعلاً ما تقولونه صحيحاً ، إنتظروه حتى يحضر لكى يُدافع عن نفسه ، نحن لا نستطيع ان نقول فيه شيئاً ، لان ما قدمه لنا فى هذه الحركة لا يُقدر بثمن ) .
دخلنا فى حرج شديد ، جعلنا نشعر بالحسرة والندم على إتهامنا لشخصٍ غائب ، وكان درساً تعلمناه ، ووعدناه بان لا يتكرر فى المُستقبل إنشاء الله ، فبإنتهاء الإجتماع قال لى ( قريبك دا ما كويس ، داير يشوه صورة الزول علشان يتم تكليفه ، لكن هو ما عارف ، بان هذا الشخص من أوائل أبناء الفور الذين خدمونا أيام ما كنا فى بئر سليبة ، الأيام الصعبة ) .
بحق وحقيقة لا تمل الجلوس معه ، وإنى كنت أنتظر متى تشرق الشمس لأذهب إليه ، فيستقبلك بصدرٍ رحب ووجهاً بشوشاً فى مكانه الذى يتدفق الكرم منه ، يُقدم لك الماكل والمشرب ، لكنه فى نفسه قليل الأكل وطويل البال ، يسألك عن أحوالك ، عن أولادك ، صحتهم ،عافيتهم وإحتياجاتهم إن وُجدت .
كنت جالساً معه فى إحدى الايام ، فرن تلفونه ، فإذا بشخصٍ من الفاشر يتصل به ، إنه من أقربائه ، لانى إكتشفت ذلك من خِلال تبادل الحديث بينهما ، لكن إستوقفنى جزء من الحديث عندما قال ( اُوصيكم يا ناس الفاشر باولاد جمالى ، اُسرة جمالى فى أعناقكم ) هذه الوصية عبارة عن وفاء للأخ الشهيد : جمالى حسن جلال الدين ، الذى إستشهد عندما دخلت قوات حركة العدل والمُساواة الخرطوم فى عملية الذراع الطويل ، فهو وفىّ للشهداء والجرحى .
يتاثر كثيراً ويبكى أحياناً عندما نتحدث عن مُعاناة أهل الهامش السودانى ، وصراعهم مع الحياة ، وظروف حياتهم المُتواضعة ، ويقول نحن أبناء مساكين ، أهلنا ما شافوا الرفاهية لان كل الحكومات التى تعاقبت على حُكم السودان لم تعيرهم إهتماماً . اذكر عندما أحضرنى والدى للقبول بالمدرسة ، قال المدير بانى طويل ، فتم قبولى خارجياً ، فسكنت مع أحد أقربائى يعمل فراشاً فى المدرسة ، فكنا بذلك مميّزين فى القرية ، فى سكننا ، أكلنا ، ملبسنا ، لانه يتقاضى مُرتباً من الدولة ، لكن فى الحقيقة كانت حياة عادية تفتقر لكل أنواع الخدمات ، مقارنةً بأهل المركز .
يحكى بانه كان مُسافراً برفقة والده بالدواب ، فشعرا بعطش شديد ، ومرا بشخص يسكن لوحده فى منطقة وعرة جداً فى قُطية صغيرة وأمامُها راكوبة ، فقال له والده ( إذهب إلى البيت داك جيب لينا موية شوية ) ذهبت فوجدت رجلاً جالساً على ( فروة ) فى ظل العصر ، سلمتُ عليه وطلبت منه قليلاً من الماء ، فى هذه الأثناء أحضرت زوجته ( عصيدة ) صغيرة وضعتها أمام زوجها ، فقال لى تفضل ، أخذتُ ( اللُقمة ) الاولى وقبل أن آخذ الثانية ، قال لى ( يا ولدى أنا والله من الصباح ما أكلت أى حاجة ، إنت لو فطرت خلى لي باقى العصيدة ) فقلت له الحمد لله ، أخذتُ الماء ورجعت لوالدى باكياً ، فقال لى ( دقوك ولا شنو ) فاجبته ( لا والله يا ريت لو دقونى ) فسردت القصة لوالدى ، فرد علىّ باللغة الخاصة بمعنى أن هذا كله من الفقر .
هذه الواقعة تركت أثراً كبيراً فى نفسى ، ولا يمكن أن أنساها أبداً ، فظلت تلازمنى من الصغر إلى يومنا هذا ، فكلما أتذكرها أتمسك بأهدافى ومبادئى التى اُقاتل من أجلها ، فصراعنا مع المركز والله ليس من أجل الوظائف ولا الفلوس ، لكن من أجل دولة المواطنة ، التى تسع الجميع ، فإذا تحققت يمكن على أقل تقدير أن تُكفر لنا عن أكبر الأخطاء التى إرتكبناها فى حياتنا ، بأننا أتينا بهذه الحكومة ، وشاركنا فيها .
تأثر د . خليل إبراهيم كثيراً لموت د . جون قرنق ، فقال ( حاربناه لكننى إكتشفت بانه رجلاً صادقاً فى طرحه ، إنه يُحب السودان والسودانيين . وقررتُ باننى أترك السلاح فى حالة فوز قرن برئاسة الجمهورية ولا مانع لدى بأن يكون رئيساً للسودان وفى ذلك ضمان لوحدته ، وسأل نفسه : ما المانع فى أن يحكم اهل الجنوب السودان ؟ هذا من حقهم ، يجب علينا أن نُكمل ما بدأه د . جون قرنق حتى نستطيع إعادة جنوب السودان إلى حُضن الوطن .
إستفاد د. خليل إبراهيم فائدة كبيرة من الأخطاء التى وقعت فيها الحركة الإسلامية بعد أن إستولت على السلطة فى ( يونيو 1989 م ) وممارستها لسياسة عزل الآخرين التى أضرت بالسودان والسودانيين ، لذا عكف جاهداُ بان لا تتكررفى المستقبل ، فيقول : عزلنا الناس من الخدمة المدنية ، وشردناهم وأفقرناهم لكن فى النهاية أصبحنا سواء ، فانا بالرغم من أننى كنت وزيراً فى هذه الحكومة ، والله طلعت من السودان مُفلس ، أذكر يوماً فى هولندا ، بعد ان أدينا صلاة عيد الفطر ، بقيت لوحدى بعد خروج كل المُصلين لانى لا أمتلك حق ( الفطرة ) لى وللاُسرتى ، بكيت بُكاءاً شديداً ، فسألت ربى بان يساعدنى . ففى هذه اللحظة تذكرت عسكرى المرور فى دوار كُبرى الحرية ، عندما قال لى ( إنتو الوزراء كاتلين الجدادة وخامين بيضها ) والمناسبة ، كنت أقود عربتى بنفسى يوماً فى الخرطوم ، فإرتكبتُ مًخالفة مرورية فى دوار كُبرى الحرية ، فاوقفنى رجل المُرور ، وتركنى لأكثر من نصف ساعة لم يتحدث إلىّ ، فقلت له ( يا أخى ما تقول حاجة ) قال لى ( خارج نفسك يا حاج ) فقلت له ( يا أخى أنا وزير فى الحكومة فكيف الكلام دا ) فتقدم إلىّ وقال ( أنحنا لاقِنكم وين يا سيادة الوزير ، كِده أملُس حاجة ، كاتلين الجدادة وخامين بيضها ) ضحكت عليه وأعطيته مائة ألف جنيه وإنصرفت ، لم ينتابنى أدنى إحساس بأنه مُخطى ، لأنه من أبناء الهامش ، ويشغل وظيفة أغلب عناصرها منهم ، نسبة لإختلال ميزان العدالة فى السودان ، أبناء الذوات يعملون فى شركات البترول والمؤسسات والهيئات ، لذا سمينا حركتنا حركة العدل والمساواة السودانية ، لا خير فينا إن حكمنا بلا عدل .
**************
بِسم الله الرحمّن الرحيّم
الرجل والثورة د . خليل إبرأهيم محمد 3 – 10
ليس فى عالم السياسة صداقة دائِمة أو عداوة دائِمة ، فعندما تفجرت الثورة فى دارفور فى أوائل العام 2003 م ، كانت الحكومة التشادية غير مُرتاحة من الوضع السيىء الذى آلت إليه ألاُمور فى دارفور ، من حرقٌ للقرى ، قتل ، نهبٌ للمتلكات ، جرائم العنف ضد المراة ونزوح عدداً كبيراً من أهل دارفور من قُراهم ، زد على ذلك هجرة مجموعات كبيرة عبر الحدود إلى جمهورية تشاد وإفريقيا الوسطى . حتى اصبح الإقليم وكأنه فى القرون الوسطى ووُصف ما حصل فى دارفور بأنه أسوأ كارثة إنسانية شهدتها البشرية منذ إن وطأت أقدام أبونا آدم هذه الارض ، وإستغرب من ذلك كثيرون فى العالم ، ولا ننسى منهم د . الطيب صالح الذى ظل يسأل حتى وآفته المنية ، من أين أتى هؤلاء ؟ ............ وكذلك شغلت هذه القضية المجتمع الدولى الذى سارع لإنقاذ أهل دارفور بإرسال المنظمات الإنسانية ووفداً لتقصى الحقائق ، وبُذلت المجهودات الدولية والإقليمية من أجل وقف الحرب فى دارفور ولا ننسى الدور الذى قام به فخامة الرئيس إدريس دِبى من أجل إنهاء الصراع فى دارفور بِأسرع ما يمكن ، خوفاً من إمتداده إلى تشاد الدولة الجارة لدارفور فاثمرت وساطته وقفاً لإطلاق النار لكنها فشلت فى إيقاف الحرب ، فإتضحت الرؤية لدبى بأن الحكومة السودانية غير مُستعدة لإنهاء الصراع ، سمعته ( يقول بأن الحكومة السودانية هى السبب فى تدويل قضية دارفور ، فإنى عندما أتذكر اليوم مطالب الثوار فى لقاء أنجمينا الثانية ومنها تحولت المحادثات إلى ابوجا ، اضحك ضحكاً شديداً والله لو فى ثورة ضدى وكان مطالب الثوار بذاك القدر لقبلت فى ثانية .
فى خِلال هذه الفترة كانت علاقة حركة تحرير السودان بدبِى أحسن بكثير من حركة العدل والمساواة السودانية ، وظلت علاقة د . خليل إبراهيم بدبى بين شدٍ وجذب ولم تتحسن إلا بعد توقيع منى أركو مناوى لإتفاقية أبوجا ( ما يو 2006 م ) التى رفضها كلٍ من حركة العدل والمساواة وتحرير السودان ( جناح عبد الواحد نور ) ومجموعة ال19 التى إنشقت من عبد الواحد بقيادة الاخ خميس عبد الله ابكر .
تحالفت الفصائل والمجموعات التى رفضت أبوجا وكونت جبهة الخلاص الوطنى فى العاصمة الإرترية أسمرا بمساهمة من جمهورية تشاد ، التى لعب فيها د. خليل إبراهيم دوراً كبيراً فى تاسيسها ، مُتهمين الحكومة السودانية بأنها غير جادة فى الإيفاء بإلتزاماتها تجاه قضية دارفور التى أفرزت وضعاً إنسانياً صعباً تباين فيه وجهات النظر لاهل دارفور بصورة كبيرة زاد من فاتورة المطالب ، تمثل فى الحرب الشرسة التى خاضتها الحكومة ضد المُواطنين العُزل . وإتهامِهم لإتفاقية أبوجا بأنها لم تفى بحقوق أهل دارفور .
فبالرغم من المخاوف التى تُساور إدريس دِبى من د . خليل إبراهيم إلا أنه إكتشف فيه صفات كثيرة لا توجد فى كل الذين إلتقاهم من أبناء دارفور المُرتبطين بالقضية ، وجده رجلاً صادقاً أميناً وفياً لا ينسى الجميل ، قدم كل ما يملك من قوة من أجل عدم سقوط حكومة دِبى ، وكان دائماً يُكرر ( يجب الحفاظ على الحُكم الصديق فى تشاد ) لاننا إذا فقدنا تشاد يؤدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب فى دارفور مما يزيد من معاناة النازحين واللاجئين . والشعب السودانى على وجه العموم .لان الثورة لا تتوقف إلا بتحقيق أهدافها .
فى أوائل العام 2008 م عندما دخلت المعارضة التشادية أنجمينا ، وأصبحت على بُعد أمتار من القصر الجمهورى ، فى هذه الأثناء وصلت قوات حركة العدل والمساواة السودانية أنجمينا ، بعد ما هزمت قوات المعارضة التشادية هزيمة نكراء فى اُم زوير ، سرعان ما لاذت قوات المعارضة التشادية بالفرار ، وتم تحرير انجمينا تحريراً كاملاً ، تهدف حركة العدل والمساواة بمساعدتها لدبى لعدم تمكين المعارضة التشادية من تنفيذ أجندة حكومة المُؤتمر الوطنى الخفية ، الخاصة بمحاربة الحركات فى دارفور وتصفية مُعسكرات اللاجئين فى جمهورية تشاد .
زكر كثيرون بان د . خليل إبراهيم إذا اراد السلطة فى هذا اليوم لحصل عليها وبسهولة جداً ، لانه هو الذى فك الحصار عن القصر الجمهورى . فكان بإمكانه الإستيلاء على السلطة فى تشاد وبسهولة جداً ، لان فى هذه الأثناء كانت قواته هى التى تُؤمن مدآخل العاصمة أنجمينا ، لكن وفاء د . خليل إبراهيم بالعهد الذى قطعه على نفسه لإدريس دِبى فى بداية الثورة ، بان حركة العدل والمساواة لا تطمع أبداً فى الإستيلاء على تشاد ، هذا هو د . خليل إبراهيم ، لكن بعد كل ما قدمه يُمنع من دخول انجمينا فى مايو 2010 م ، عندما قدم إليها من الدوحة عبر مصر لدخول دارفور ، فإضطر لقبول دعوة القذافى الماكرة ، التى تم حبسه فيها بعدم السماح له بالسفر إلى دارفور تلبية لرغبة حكومة المؤتمر الوطنى . لكن القذافى كان يريد أن يستخدم قضية دارفور كورقة ضغط ضد حكومة المؤتمر الوطنى ، حتى لا تفكر فى دعم أى عمل عسكرى ضد ليبيا ، نسبةً لتململ بعض القبائل فى جنوب ليبيا ويشاع فى أروقة الإستخبارات الليبية بان عناصراً من التبو إتصلوا بحكومة المؤتمر الوطنى من أجل الدعم ، لذا وجد القذافى الفرصة الثمينة بالإحتفاظ بد . خليل إبراهيم لتحقيق أهدافه لانه على قناعة تامة بان د . خليل إبراهيم هو الشخص المناسب لقيادة الثورة فى دارفور ، ومُعجب به وكثيراً ما يضرب به المثل ، فى الاخلاق الحميدة والثبات فى المبدأ ويقول ( خليل الثورة ) لان الثورة هى مبادى ومُثل وقيم وأخلاق . ففى سبتمبر من العام 2009 م طلب من الحركات الدارفورية الإنضمام جميعاً لحركة العدل والمساواة السودانية لانها الأهل بذلك ، هذا هو التاريخ أعاد نفسه ليكشف لاهل دارفور بان القذافى لم يكن يريد الخير لهم وما إنتشار السلاح فى دارفور إلا من خُططه ، عندما قام بتسليح عناصر الفيلق العربى الليبى وإرسالهم إلى دارفور فى عام 1987 م ، مما أغضب الصادق المهدى حتى اُصيبت علاقتهما بالفتور ، وثبت جلياً بان هذا السلاح ساهم مُساهمة فعالة فى تدمير دارفور ، لان أغلب عناصر الجنجويد الذين إستخدمتهم الحكومة فى حربها ضد المدنيين العُزل كانوا أعضاءاً فى الفيلق العربى الليبى ، صدق الاخ عبد الرزاق محمد موسى ( القنصل الارترى فى طرابلس ) وهو يحذرنا بان لا نقع فى الفخ (هذا هو القذافى يدعم منقستو هيلى مريام بالسلاح ويقدم للشعب الإرترى الغذاء والمال والمنح الدراسية ) .
لماذا لا يُقابل الرئيس إدريس دِبى وفاء د . خليل إبراهيم ( بالفضل ) كما قابل به الصادق المهدى أذكر بأنى كنت يوماً فى رِفقة د . خليل تلبيةً لدعوة ( غداء ) قدمها لنا دِبى فى القصر الجمهورى عندما ذهبنا من الميدان لانجمينا للقاء المبعوث الامريكى لدارفور إسكوت قرشن ، فدار حديث عن تقديم تشاد دعماً مادياً لحزب الاُمة من أجل إقامة مؤتمره العام عندما زار الصادق المهدى أنجمينا برفقة إبنته د . مريم . فقال دِبى ( قدمت له المساعدة لان هذا الرجل صاحب فضل علىّ ) عِلماً بان الصادق المهدى سمح لإدريس دِبى بفتح مُعسكراته فى دارفور للتدريب من أجل إسقاط حكومة حِسين هبرى فى أنجمينا ، عندما كان رئيساً للوزراء فى عهد الديمقراطية الثالثة . بالرغم من إنتشار ظاهرة النهب المسلح ، فهذا هو جزاء أهل دارفور الذين قدموا لحزب بالفوز ب34 دائرة من جملة 39 دائرة كانت مُخصصة لدارفور ولولا تعدد المرشحين لحزب الامة فى بعض الدوائر لفاز بها كلها عدا دائرتين ، دائرة كاس التى فاز بها (أبو ) منصور من الحزب الإتحادى الديمقراطى ، ودائرة قارسلا التى فاز بها الاُستاذ عبد الجبار تقرى من الجبهة الإسلامية القومية .
تُبهرك شخصية د . خليل إبراهيم لانك فى كل يوم تتعلم منه درساً جديداً من خلال تصرفاته ، فى إحدى الأيام زاره إبنه فى منطقة اُم جرس ، فعندما أراد العودة بعد إنتهاء فترة زيارته ، وقف المودعون وإلتفوا حول العربة التى تريد أن تقله إلى انجمينا ، ودع د .خليل إبنه من دون أن يُعطيه فِلساً واحداً ، فإضطر ولده أن يساله ، فرد عليه ( أنا يا ولدى والله اولادى كُتار ، إنت براك شفتهم ، ما أقدر أديك أى حاجة ، أمشى الله يسترك ، أعمامك كُتار أسالهم يساعدوك ) .
كان إذا أصدر قراراً ، يكون أول المُلتزمين به ، فعندما أصدر قراراً بقطع ( قبين ) العربات اللاندكروزر الخاصة بالقادة إسوة بعربات الجنود ، كانت عربته اول من وقفت فى الورشة لتنفيذ القرار ، لم يستثنى منها إلا عربات الأشخاص الذين لا تسمح ظروفهم الصحية بتحمل الغُبار الزائد أثناء الطوف العسكرى .
هذا هو د . خليل إبراهيم المعلم ، أينما ذهب ترك أثراً طيباً ، حتى فى السعودية عندما عمل فيها طبيباً ، ترك هنالك تاريخاً ناصعاً مُخلداً ، هنالك عدد كبير من السعوديين سموا أبنائهم بإسم ( خليل ) تيمناُ به وتخليداً لزكراه العطرة ولا زال كثيرون يتصلون به ليتفقدوا حاله . لأنه كان الطبيب الوحيد الذى يستقبل مرضاه فى أى وقت ، حتى ولو فى (الميّز ) .
محمد عبد الله عبد الخالق
[email protected]
Tel : +201015466166
الرجل والثورة د. خليل إبراهيم مُحمد 1
http://www.sudantodayonline.com/articles.php?action=show&id=863


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.