يعتبر السودان من الدول التي تفاقم فيها مرض الفشل الكلوي المزمن بصورة كبيرة وعلى الرغم انه لا توجد احصائيات دقيقة حول نسبة تفشي المرض . الا اننا نستطيع ان نقول ان هذا المرض قد اصبح ظاهرة متداولة حتى داخل الاوساط الشعبية .. كما ان معاناة المرضى اصبحت من حين الى اخر تتصدر صفحات الجرائد و الاخبار اليومية في السودان .. ولا توجد احصائيات دقيقة عن اسباب تفشي المرض بصورة واضحة في السودان .. الا ان الاسباب المهمة تاتي في مقدمتها مرض الضغط و السكري خاصة عند كبار السنة . والتهابات الكلى ( glomerulonephritis ( عند اللشباب ومتوسطي العمر . بالاضافة الى امراض شائعة في السودان مثل حصاوي الكلى و الالتهابات البكتيرية للكلى .. وفي الدول المتقدمة بل حتى في الدول التي حولنا تجد هناك معلومات عن اسباب المرض وذلك نتيجة لقيام الجهات المختصة بانشاء السجل القومي لمرضى الكلى مما يساعد الدولة على القيام بواجباتها في الوقاية من الاصابة بالمرض . اما في السودان فهناك غياب كامل لمثل هذا السجل مما يجعل هناك صعوبة حقيقية الا من خلال دراسات بسيطة في بعض المستشفيات لمعرفة الاسباب الحقيقية حول تفشي مثل هذه الظاهرة في السودان قد يتبادر الى ذهن الجميع ان مرض الفشل الكلوي المزمن مرتبط لا محالة بالغسيل الدموي او البريتوني . الا ان هذا المرض يمر بمراحل متعددة قد تستمر لفترة طويلة حتى يحتاج فيها الانسان الى الغسيل .. ولكن لغياب نظام المتابعة الدورية في السودان فان كثير من المرضى يصلون في المراحل المتاخرة لضعف الكلى و يضظرون الى الغسيل .. ان تدخلات طبية بسيطة من قبيل فحص البول و وظائف الكلى و ضبط السكر و الضغط بصورة دورية قد تغني الانسان من الوصول الى هذه المرحلة التي تحتاج الى الغسيل ..هناك دول متعددة في العالم جعلت الكشف الدوري للبول و وظائف الكلى للمرضى الاكثر عرضة للاصابة بالفشل الكلوي جزءا اساسيا من نظام الوقاية بقطاعها الصحي . ان تطبيق مثل هذا النظام قد يخلق تغييرا كبيرا في عدد المحتاجين الى الغسيل في السودان يعاني المرضى الخاضعين لعملية الغسيل السودان من صعوبات جمة في معظمها مرتبطة بالدعم المالي . فعلى الرغم من مجانية الغسيل الدموي في السودان الا ان المريض يحتاج الى عدد كبير من الادوية بصورة مستمرة ارتفعت تكاليفها في الاونة الاخيرة مما اضطر بعض المرضى الى الاستغناء عن بعضها .. بالاضافة الى تعرض بعض الادوية الهامة الى الانقطاع من السوق نتيجة لعدم استيراد الشركات لها نسبة للاوضاع الاقتصادية وعدم استقرار سعر الصرف مثل عقار الابريكس الذي يعالج فقر الدم عند المرضى و عقار الحديد بالوريد . ونتيجة لنقص الميزانيات المخصصة لمراكز الغسيل فان بعض المراكز اصبحت تعاني من توفير بعض المستهلكات المساعدة في عملية الغسيل الدموي . قامت الدولة في الاونة الاخيرة بفتح بعض المراكز الخاصة بالغسيل في ولايات السودان الا ان الغالبية العظمى من مراكز الغسيل تتمركز في ولاية الخرطوم مما يخلق ضغطا كبيرا عليها حيث نلاحظ عددا كبيرا من مرضى الولايات يضطرون الى نقل اقاماتهم الى الخرطوم للمواصلة في الغسيل .ان فتح مراكز اخرى بالولايات قد يساعد كثيرا في تقليل الضغط على خدمات المراكز الموجودة في الخرطوم ان اكثر ما يميز السودان هو سياسة مجانية زراعة الكلى . الامر الذي لو تم تطويره و تحسينه قد يؤدي الى تقليل الضغط على الغسيل الدموي الذي يعتبر مكلفا للدولة و للمريض .. ولتحسين مراكز الزراعة تحتاج الدولة الى زيادة عدد الجراحين بمراكز الزراعة و توفير المعينات المعملية خاصة تلك المتعلقة بتطابق الانسجة. لقد اصبت مراكز غسيل الكلى تعاني من شح الكادر الطبي المؤهل . بعد غياب العديدين و اغترابهم للخارج نتيجة لضعف المرتبات مما خلق ضغطا كبيرا على الكادر المتواجد الان في السودان ان على الدولة العمل بصورة كبيرة على تحسين اوضاع العاملين بهذه المراكز خاصة انهم من الكوادر المؤهلة و غير المتوفرة بصورة كبيرة في السودان اتمنى ان ينتهي هذا الكابوس المسمى بمرض الفشل الكلوي المزمن وان يتم تحسين مراكز الزراعة لتقوم بدورها من اجل تخفيف هذه المعاناة على كاهل المرضى د. امين شرف الدين بانقا كاتب و طبيب سوداني Dimofinf Player مرضى الفشل الكلوى معاناة بلاحدود http://www.youtube.com/watch?v=yIjNQ7ARX5c