أصحاب الفخامة والسمو والمعالى ملوك وأُمراء ورؤساء الدول العربية المنضوية تحت مظلة الجامعة العربية السيد الأمين العام للجامعة العربية تخاطبكم الجبهة الثورية السودانية بمناسبة انعقاد القمة العربية فى الدوحة يومى 26 – 27 مارس 2013 — (والجبهة الثورية) هى تحالف سودانى عريض يضم قوى المقاومة الثورية وأحزاب سياسية أخرى فى السودان و تقاتل من اجل الحرية — فى دارفور — وجنوب كردفان و النيل الازرق وشرق السودان وشمال السودان، وتحمل في مشروعها وحدة وسيادة السودان وتحريره من قبضة النظام الحاكم وربقة العنصرية والفاشستية، وقد وسعت الجبهة الثورية افاق تحالفها ليشمل المعارضة المدنية التى تتكون من الاحزاب السياسية فى الخرطوم والجمعيات والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى السودانية، قوى الشباب والمرأة — وبذلك تجمعت المعارضة السودانية بشقيها العسكرى والمدنى فى (ميثاق الفجر الجديد) فى خطوة استباقية هدفها تفادى المزيد من تفتيت وتمزيق وحدة تراب الوطن السودانى — وقد اجمع متحالفوا (الفجر الجديد) على أولوية إسقاط النظام الحاكم في السودان بإعتباره مصدر الشرور وتفتيت البلاد . إننا فى الجبهة الثورية السودانية إذ ندرك أن الجامعة العربية سواءاً كانت على مستوى القمة أو المستوى الوزارى أو المناديب — إنما هى نادى للدول ولحكام هذه الدول فى زمن القطيعة بين الشعوب وحكامها فى المنطقة العربية — ولم تحقق الجامعة فى ذلك الوقت المظلم من تاريخ نضال الشعوب العربية انجازاً إلا فى المجالات الأمنية بهدف التمديد المتبادل لنفوذ الأجهزة للتتمكن من مطاردة مواطنيها و ملاحقتهم فى أى مكان فى الفضاء العربى خارج الحدود — وفى المجال الإعلامى أيضا بهدف المنع المتبادل للمعارضين من ممارسة حرية التعبير خارج الحدود . ما دفعنا لمخاطبة قمتكم المرتقبة هو فسحة الأمل التى شاهدناها من مواقف الجامعة العربية فى دعم صمود الشعوب العربية فى تونس — ومصر وفى ليبيا واليمن وفى سوريا الجريحة — اننا نتأمل أن يكون هذا الموقف أصيلا — وقاعدة مطردة — وليس موقفاً انتقائياً — ونتأمل ان يشمل موقف الجامعة العربية الجديد الشعب السودانى — ونذكر للتاريخ بأن موقف الجامعة حيال قضية الجنوب بسبب القيادة الفاشلة لحكومة الخرطوم كان موقفا مسانداً لنظام الخرطوم وسياساته العنصرية التي دت إلى إنفصال الجنوب، ولم تقدم أى مساهمة ايجابية لجعل الوحدة جاذبة بين الجنوب والشمال — ونخشى أن يعيد التاريخ نفسه وأن تظل الجامعة العربية فى ذات الموقف السلبى المنحاز للنظام حيال ما تبقى من السودان تحت حكم النظام الانقاذى الفاشل. اننا فى الجبهة الثورية نتساءل : ماذا يحمل هذا المحفل الإقليمى الكبير المحضور والمراقب من المجتمع الدولى فى أجندته للمعارضة السودانية و للشعب السودانى؟ إننا إذ نذكر الجامعة العربية بالأوضاع الإنسانية المتردية جداً في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق نؤكد أن المعاناة في المناطق المذكورة تسير نحو الأسوأ بفعل سياسات الحكومة السودانية الرافضة للسلام، وإصرارها على مواصلة الحلول العسكرية مما أدى ويؤدي لتفاقم الأوضاع الإنسانية. إننا فى الجبهة الثورية السودانية إذ نطالب الجامعة العربية بالغاء دعوتها للرئيس السوداني / عمر البشير لحضور القمة العربية لكونه المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب فظائع دارفور من جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقى وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية — وصدرت ضده مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية — وإرتكب ذات الجرائم في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق وشمال السودان، وفقد شرعية الصلاحية لحكم البلاد بوصفه (قاتل شعبه) ومطلوب للعدالة الدولية فإننا نطالب بعدم إستقبال ومصافحة هذا المنبوذ دوليا وإقليمياً — وفى 18 مارس الماضى استجابت دولة تشاد لنداءات اكثر من ستة الف مناشدة ونداء من منظمات المجتمع المدنى بعدم استقبال ومصافحة المجرم المطلوب للعدالة الدولية — ومن قبل رفضت كينيا ورواندا ودولا افريقية اخرى (بعضها مجاور للسودان) — رفضت استقبال البشير واعلنت انها سوف تحترم قانون المحكمة الجنائية — وتعتقل البشير اذا دخل اراضيها — امتثالا لقانون المحكمة الجنائية الدولية — وبهذه المناسبة تطالب الجبهة الثورية كل الدول العربية بالانضمام الكامل لميثاق روما المتعلق بالمحكمة الجنائية — لأن الانضمام الى هذا الميثاق صار يعنى ان حكومة الدولة المنضوية لا ترغب فى قتل شعبها كما انها لاترغب فى مصافحة واستقبال اى قاتل لشعبه — وانها ملتزمة بالتعاون مع المحمكة وتلزم نفسها بتنفيذ جميع الأوامر الصادرة عنها. ودمتم أملاً فى تحقيق تطلعات الشعوب العربية د. جبريل إبراهيم محمد نائب رئيس الجبهة الثورية السودانية رئيس قطاع العلاقات الخارجية رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الأراضي المحررة 23/03/2013