اوقف جهاز الامن و المخابرات امس الاربعاء، رئيس تحرير صحيفة "الصحافة" اليومية المستقلة، النور احمد النور عن ممارسة مهامه و امر مجلس الادارة بتعيين بديل له وهدد فى حال عدم الالتزام بذلك بأغلاقها و ايقافها عن الصدور نهائيا. و قال صحافيون عاملون بصحيفة "الصحافة" وهى واحدة من اعرق الصحف السودانية " لسودانايل" ان النور تلقى اخطارا شفاهيا من ادارة الاعلام شعبة الصحافة بجهاز الامن و المخابرات تطلب فيه منه التوقف عن ممارسة عمله كرئيس تحرير مع امكانية استمراره فى الكتابة بالصحيفة دون ابداء اسباب وراء ذلك . وبحسب الصحافيون كان النور قد اعترض على ضابط الامن المسؤول عن مراقبة الصحيفة ليل امس الاول حينما امره بحذف خبر عن تكليف الحركة الاسلامية محامين للترافع عن المتهمين فى المحاولة الانقلابية التى وقعت فى نوفمبر الماضى وقال للضابط : "شكيناك للاعلى و الاقوى منك" كناية عن رفع مظلمته الى الله و رجحوا انه ربما كان هذا هو السبب. وظل مجلس ادارة صحيفة "الصحافة" مجتمعا حتى وقت متأخر من ليل امس للنظر فى التهديدات التى وصلته من جهاز الامن بأغلاق الصحيفة فى حال عدم الانصياع للاوامر بأيقاف تكليف النور من مهامه كرئيس تحرير . وتفرض السلطات السودانية منذ انفصال الجنوب و تأسيسه دولة مستقلة فى يوليو 2011 قيودا مشددة على الصحافة و الصحافيين وعلى العمل المدنى و السياسى وتعانى الصحف من الرقابة الامنية قبل طباعتها . و اوقف جهاز الامن مستشار تحرير الصحيفة ، حيدر المكاشفى عن كتابة بابه اليومى منذ ما يقرب من العام دون توضيح الاسباب . واغلقت صحف (التيار ورأى الشعب واجراس الحرية) بينما قررت صحيفة الميدان الناطقة بأسم الحزب الشيوعى التوقف عن الصدور فى نسختها الورقية بعد تكرار مصادرتها عقب طبعها مباشرة ما تسبب لها فى خسائر مادية جسيمة وهى عقوبة اوقعتها السلطات السودانية كثيرا على عدد كبير من الصحف التى تتجاوز موجهات النظام وخطوطه الحمراء فى النشر . و اوقف جهاز الامن و المخابرات عدد من الصحافيين المناوئين لسياسات نظام الرئيس البشير عن الكتابة فى الصحف اليومية منذ اكثر من عام و نصف العام الى جانب منع الصحف من تناول موضوعات بعينها مثل الفساد و المحكمة الجنائية الدولية و انتقاد الاجهزة النظامية على انتهاكاتها لحقوق الانسان او تناول رئيس الجمهورية بالنقد . و يتزيل السودان القوائم الدولية و الاقليمية لحرية الصحافة و احتل المرتبة 170 فى تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود فى تقريرها عن اوضاع الحريات الصحفية فى العالم الصادر فى يناير من هذا العام ويقع ضمن الدول العشرة الأسوأ والاقل احتراما لحرية الصحافة، التي على راسها ايران و كوريا الشمالية و سوريا واريتريا . و اغلقت السلطات السودانية قبل اشهر قليلة اربعة مراكز ثقافية فى الخرطوم بعد ان اتهمتها بتلقى اموال اجنبية لأسقاط النظام وهو ما نفته قيادات هذه المراكز و اتهمت بدورها السلطات بأستهدافها فى اطار حملة واسعة للتضييق على الحريات بغية منع اى رأى مخالف لها . وكان الرئيس البشير قد دعا امس الاول الاثنين امام البرلمان القوى السياسية للحوار و التزم باتاحة الحريات من اجل ذلك و اعلن العفو عن عدد من المعتقلين السياسيين .