تكدست أكثر من 1000 عربة محملة بالبضائع القادمة من الخرطوم حول بورصة نيالا بولاية جنوب دارفور بعد فرض وزارة المالية رسوم باهظة بلغت 8 الاف جنيه للعربة الواحدة تطبيقا لموازنة العام الجديد التي أجازها المجلس التشريعي،مقارنة بالف جنيه كانت تدفع العام السابق. مئات العربات المحملة بالبضائع تتكدس في نيالا (سودان تربيون) وامتلأت الشوارع الرئيسية المحيطة بالبورصة بالعربات القادمة من امدرمان ،وغالبها يعتزم التوجه الى ولاية غرب دارفور ودولة تشاد. ورفض التجار دفع الرسوم المفروضة عليهم ووصفوها بانها "تعسفية " ، تهدف الي تشريد التجار وتجويع المواطنين والتضييق عليهم من خلال رفع أسعار السلع مضيفين ان الزيادات غير مبررة ولا منطقية خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية التي تعيشها الولاية من غلاء وركود في حركة الاسواق . وقال احد التجار بالسوق الكبير في نيالا ان الرسوم المفروضة من شانها إيقاع كارثة اقتصادية بالولاية ،مشيرا الي ان العديد من التجار و اصحاب الشركات ذات المنتجات الاستهلاكية التي تعتمد عليها الولاية بنسبة اكثر من 70٪ سيتجهون لمقاطعة الولاية بعد ان أصبحت طاردة وغير جاذبة للاستثمار . وأشار الى ان الولايات المجاورة لجنوب دارفور تفرض رسوما لا يتجاوز مبلغها ال2000 جنيه للعربة الواحدة. ولفت الى ان إرتفاع أسعار السلع يؤجج الاحتجاجات ،و يشيع الفوضى بالولاية ، التي تشهد اصلا حالة من الانفلات الامني. ورفض والي ولاية جنوب دارفور اللواء ادم محمود جارالنبي تخفيض الرسوم المفروضة على التجار مشيرا الي ان ميزانية الولاية التي أجازها مجلس الولاية التشريعي والتي فرضت الرسوم لا يستطيع احد تغييرها لجهة انها فرضت من جهة اختصاص قانوني مشددا علي ضرورة استمرار الرسوم لحين مضي ثلاثة أشهر ومن ثم الجلوس لإيجاد معالجة لمسألة الرسوم . وقال الوالي في الاجتماع الذي عقده مع أعضاء الغرفة التجارية بالولاية ان معظم المبالغ التي تتحصل عليها البورصة تذهب الي الاتحادات ولاتستفيد منها الحكومة ، مشيرا الى ان الغرفة التجارية لاتسهم في دعم مشروعات الولاية . ومن جهته طالب مدير بورصة نيالا صلاح الدين عيسى التجار بضرورة إيقاف الاحتجاجات والعمل علي تفعيل الحركة التجارية بالولاية، مشيرا الي ان عجز وزارة المالية العام الماضي بلغ 5 ملايين جنيه شهريا ، وادى بشكل رئيسي الى تاخير رواتب العاملين بالولاية موضحا ان تهرب التجار من دفع ضريبة أرباح الاعمال يعد واحدا من مسببات العجز الماليبجنوب دارفور . ويعاني موظفو ولاية جنوب دارفور من تاخير استلام رواتبهم منذ شهر اغسطس، الماضي ،وتبرر الولاية التأخير بوجود عجز مالي في الميزانية خاصة بعد خروج الإيرادات في العديد من محليات الولاية بسبب الأوضاع الامنية الغير مستتبة