الخرطوم 16 فبراير 2015 صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، فجر الإثنين، 13 صحيفة على الأقل من دون إبداْ أسباب، في خطوة وصفت بانها انتكاسة، وعلى الفور دعا اتحاد الصحفيين السودانيين لاجتماع طارئ للمكتب التنفيذي يعقد ظهر الإثنين. صحفيون يرفعون شعارات تضامنية مع (الصيحة) امام مجلس الصحافة - فيس بوك وشملت الصحف المصادرة صحيفتين اجتماعيتين على غير العادة هما "حكايات" و"الدار"، اضافة إلى 10 صحف سياسية شملت: "السوداني"، "الرأي العام"، "الإنتباهة"، "التيار"، "الصيحة"، "آخر لحظة"، "أول النهار"، "المجهر السياسي"، "الوطن"، "ألوان"، و"الإهرام اليوم". وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف. وطبقا لنائب رئيس اتحاد الصحفيين محمد الفاتح ل"سودان تربيون"، فإن مصادرة الأمن للصحف من المطابع، الإثنين، شملت أغلب الصحف الاجتماعية والسياسية، ولم يستثنى منها سوى صحف: "الأيام"، "اليوم التالي"، "المستقلة"، "الأخبار"، و"الوفاق". وأكد الفاتح أنه دعا لاجتماع طارئ للمكتب التنفيذي للاتحاد يعقد ظهر، الإثنين، لمعرفة ملابسات الحادثة التي تعد نادرة بكل المقاييس والتعرف على عدد النسخ المصادرة من جميع الصحف والتي تعد خسائر مادية فادحة للصحف التي تعاني أصلا من صعوبات مالية. ويعمد ضباط جهاز الأمن إلى مصادرة الصحف من دون إبداء أي أسباب ما يفتح باب التكهنات حول أسباب الخطوة، وهو الأمر الذي يجعل الصحفييين والصحف دائما تحت سيف رقابة ذاتية صارمة لتجنب الخسارة. وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز "الخطوط الحمراء" بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد. ورجح صحفيون ل "سودان تربيون" أن يكون سبب المصادرة الجماعية خبر نشرته الصحف المنكوبة بشأن اختفاء صحفي بصحيفة "الدار" الاجتماعية، ليتضح بعدها ووفقا لبيان من الشرطة أصدرته، الأحد، أنه سافر إلى ولاية نهر النيل "تائها". ونفت الشرطة في بيانها إختفاء الصحفي سراج الدين النعيم في ظروف غامضة، وقالت إن "الخبر تم تناوله وتداوله بكثير من الإثارة وعدم الموضوعية وبعيداً عن الحقيقة الأمر الذي يؤثر في استقرار وتماسك المجتمع". وقالت إن تحرياتها توصلت إلى "تواجد المختفي فى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل وتم تحديد مكانه وأحضرته الى رئاسة شرطة الولاية وتم التحري معه حيث أفاد بأنه منذ خروجه من منزله بالخرطوم كان في حالة لاوعي ولا يدري ما هو المكان الذي يتواجد فيه علماً بأنه كان مع أقربائه". وأوضحت الشرطة الى أن ما حدث كان شأناً شخصياً يتعلق بالمختفي نفسه وليس هناك أي شبهة لعمل جنائي أو عدائي تجاهه. لكن صحفيين آخرين أرجعوا سبب المصادرة إلى خبر أوردته الصحف المصادرة، الإثنين، حول تعرض رئيس حركة العدل والمساواة، الموقعة على اتفاق سلام الدوحة، بخيت عبد الكريم "دبجو" للمنع، يوم الأحد، من دخول القصر الرئاسي. كما أفادت صحفية أخرى أن المصادرة ترجع إلى تناول الصحف لما أعلنته مفوضية الانتخابات بشأن إجراء الإقتراع خلال 3 أيام بشكل سلبي، حيث جرت العملية في انتخابات 2010 خلال يوم واحد فقط.