أبدت الجبهة الثورية المعارضة للحكومة السودانية ،حرصها على وحدة قواها ،واعلنت العمل المشترك لمواجهة النظام الحاكم في الخرطوم وصولا لحل شامل يفضي الى تغييره،ويحقق السلام والديموقراطية ،ودعت لتفعيل الحراك المعارض لإفشال الانتخابات التي تزمع الحكومة السودانية اجراءها في ابريل المقبل. مالك عقار وياسر عرمان في صورة خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم تعود ليوليو من عام 2011 وناقش إجتماع المجلس القيادي للجبهة الثورية بالعاصمة،الفرنسية باريس ،المستجدات على الساحة السياسية السودانية ،على رأسها الحل السلمي والمفاوضات ،بجانب وحدة قوى الجبهة والانتخابات. وتتألف قوى الجبهة الثورية ، من تجمع لفصائل دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال- بجانب ممثليين لحزبي الأمة والاتحادي الديموقراطي. وقال بيان أعقب إجتماع المجلس الذي إنفض الإسبوع الماضي، تلقته "سودان تربيون" الأحد، أن قيادة الجبهة استمعت الى تقرير مفصل من قادة منبري التفاوض مع الحكومة – دارفور والمنطقتين- قدمهما ياسر عرمان وأحمد تقد لسان ، وأكدت الجبهة الثورية على موقفها الساعي لحل شامل يفضي إلى التغيير ، وعقد ورشة للخروج بأفكار جديدة فيما يختص عملية الحل الشامل. كما بحث إجتماع المجلس موقف حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور،ومقاطعتها للتفاوض ، وأشارت القيادة الى احقية أي تنظيم في إتخاذ ما يناسبه من مواقف سياسية حيال أي من القضايا المطروحة حاليا او مستقبلا. وأضاف البيان " حركة تحرير السودان- عبدالواحد مثل كافة القوى المعارضةلا تثق في النظام و ترى أن التفاوض معه مضيعة للوقت وأن الواجب هو التركيزعلى إسقاطه لأنه يستخدم التفاوض لمصلحة بقائه فقط" غير أن الأطراف الأخرى في الجبهة الثورية نوهت الى أن التفاوض يتم بموجب قرارات إقليمية ودولية وعدته أداة لكشف النظام و تعرية مواقفه و التفاعل مع المجتمعين الدولي والإقليمي لمصلحة نضال الشعب دون تقديم تنازلات أو القبول بالحلول الجزئية والمضي بأجندة الحل السلمي الشامل المفضي للتغيير. ولفتت الى أن التفاوض يتناول القضايا الإنسانية التي لا مفر من مخاطبتها، وإتفق الطرفان على أن يحتفظ كل طرف بموقفه دون أن يؤدي ذلك إلى التأثير على وحدة الجبهة الثورية أو يغيّب الهدف الإستراتيجي من قيام الجبهة الثورية كتحالف إستراتيجي . وطالب المجلس بإطلاق سراح كل من فاروق أبوعيسى، وأمين مكي مدني ، وفرح العقار، وجميع المعتقلين و المحاكمين سياسيا. و ترأس الإجتماع الذي عقد خلال الفترة من 21-23 فبراير، رئيس الجبهة الثورية مالك عقار وبحضور عبد الواحد النور و زينب كباشي، ونصر الدين المهدي ،والتوم هجو وأحمد ادم بخيت ،والريح محمود وبقية أعضاء المجلس القيادي . وتغيّب عن الإجتماع كل من مني أركو مناوي و جبريل إبراهيم محمد لأسباب قال بيان المجلس انها متعلقة بأداء مهام أوكلتها إليهم الجبهة الثورية. وبحث الإجتماع ايضا الوضع الإنساني و السياسي والإقتصادي في البلاد وقضايا مقاطعة الإنتخابات و الإنتفاضة ،و العلاقات الخارجية و الأداء الإعلامي ووحدة المعارضة. وأشار المجلس ضمنا الى تباين وجهات نظر فصائل الثورية حيال بناء تحالف إستراتيجي عريض في هامش و مدن السودان لإسقاط النظام و إقامة بديل ديمقراطي يؤسس لدولة المواطنة و إعادة هيكلة الدولة السودانية وتوحيد السودان وبناء دولة جديدة تسع الجميع. وأوضح" قضايا الراهن السياسي والمهام المعقدة التي تطرح أمامنا وتجد إجابات أحيانا مختلفة من القوى المكوّنة للجبهة الثورية ،يجب أن تُحل لمصلحة الحفاظ على وحدة الجبهة الثورية وترسيخها حتى يتم إسقاط النظام وبناء دولة المواطنة الديمقراطية الجديدة بلا تمييز." ونوه البيان الى ان السودان في مفترق الطرق وأمام خياران، الاول يطرحه النظام لمواصلة القمع و جرائم الحرب و الدكتاتورية وترسيخ نظام الحزب الواحد والرجل الواحد وإفقار الجماهير والإستناد على سياسة فرق تسد و إشعال التناقضات و الفتن القبلية و السياسية كأداة لإستمرار النظام ، و تمزيق النسيج الإجتماعي وزرع الإختلاف بين القوى المعارضة و مواصلة الإبادة الجماعية و نهب موارد البلاد لمصلحة الفئة الطفيلية الحاكمة بإسم الله وأجندة الإسلام السياسي. ولفت الى أن الخيار الثاني تطرحه القوى الوطنية و الديمقراطية ويري إن انقاذ السودان يكمن في تصفية نظام الحزب الواحد وإقامة البديل الديمقراطي و دولة المواطنة و إستعادة البلاد موقعها إقليميا ودوليا كجزء من منظومة السلام و الإستقرار الإقليمي و الدولي. واضاف " هذا لن يتأتى إلا بوحدة قوى المعارضة و إسقاط النظام أو إجباره على قبول حل سلمي شامل يفضي للتغيير." ولفت البيان الى أن الخطر على البلاد يتمثل في أن النظام جزء من تحالفات خارجية لقوى الإسلام السياسي وهو أحد مراكزها الرئيسية ولديه تحالف مع إيران التي تشرف على المجمع الصناعي العسكري. وقال ان النظام السوداني أصبح جزءاً من الصرعات الدائرة في ليبيا و اليمن ومصر والصومال وأفريقيا الوسطى ويوفر التدريب السياسي لحركات عديدة في أفريقيا وعلى رأسها بوكو حرام . واسترسل البيان "وكل ذلك يهدد الأمن القومي السوداني و يجعل من السودان منطقة لتصفية الحسابات كما حدث مرارا في الضربات التي وجهتها إسرئيل داخل السودان فلم يستطع النظام حتى رفع شكوى في المنظمات الدولية". ولفت البيان الى أنه في ظل كل تلك التعقيدات يتصاعد القمع وجرائم الحرب وتكميم الأفواه وإعتقال زعماء المعارضة و التعدي على الحريات و على الصحافة السودانية ، كما تتصاعد الصراعات داخل أجهزة النظام و أجنحته وعلى الجانب الآخر. واكدت الثورية ان السودان يشهد نهضة جماهيرية واسعة ،و تصاعدا في حركة المقاومة السياسية والعسكرية ،واشارت الى ان قواها تمكنت ،من إنزال هزيمة ساحقة في الهجوم الصيفي لقوات النظام لا سيما في جنوب كردفان - جبال النوبة وقطعت بعزمها تلقينه مزيدا من الدروس في كافة الجبهات . وأضاف البيان " إستطاعت المعارضة بعد مجهودات بذلتها جميع أطرافها من توحيد نفسها وتغيير موازين القوى السياسية و تمكنت من توقيع إعلان باريس و إعلان تحالف نداء السودان مما غير من موازين القوى وفتح آفاق جديدة للعمل المعارض ." واسترسل "في هذا الوقت يحاول النظام إكتساب شرعية زائفة عبر التمديد لمؤسساتها بإسم الإنتخابات". ودعا المجلس القيادي جماهير الجبهة الثورية و تحالف قوى نداء السودان لتمتين وحدتها و مد اليد لكافة قوى المعارضة و المجتمع المدني لتصعيد العمل من أجل الإنتفاضة و مقاطعة و منع الإنتخابات و تحويلها لإنتفاضة تسقط النظام . كما ناقش المجلس القيادي الوضع الميداني ووجه بتصعيد العمل الميداني نوعا و كما و تقديم التضحيات من أجل حماية المواطنين والتصدي لجرائم الحرب . .