الخرطوم 22 مايو 2015 أبدت مسؤولتان في السفارة الأميركية بالخرطوم تعاطفهما مع بائعات الشاي السودانيات اللائي يتعرضن لحملات منظمة من السلطات المحلية بدعاوى التنظيم و"محاربة المظاهر السالبة". كارولين وجيني المسؤولتان بالسفارة الأميركية بالخرطوم تحتسيان الشاي في شارع النيل وجاء هذا التعاطف بالتزامن مع حملة نفذتها محلية أمدرمان، يوم الخميس، ضد بائعات الشاي، حيث يتم خلال هذه الحملات مصادرة أدوات صنع الشاي والمقاعد والمواقد. وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي كل من كارولين شنايدر وجيني منيوز المسؤولتان في السفارة الأميركية بالخرطوم، وهما تجلسان على مقاعد في شارع النيل بالعاصمة السودانية وتحتسيان الشاي، أثناء إدلائهما بحديث باللغة الإنجليزية يبدي تعاطفا لافتا من بائعات الشاي. وتعد بائعات الشاي من أبرز مظاهر الشارع السوداني في أغلب المدن، وكانت أغلب النسوة اللائي يمتهن هذه المهنة ضحايا لغياب المعيل جراء الحرب أو النزوح من الريف إلى المدن بسبب موجات الجفاف، لكن المهنة أضحت السبيل الوحيد للرزق بعد الضائقة الإقتصادية التي تمر بها البلاد. وأكدت كل من كارولين وجيني، أنهما وجميع العاملين في السفارة الأميركية يهنئون النساء اللائي يبعن الشاي على طول شارع النيل بالإضافة إلى سيدات الأعمال في أنحاء السودان كافة. وتابعت المسؤولتان: "تبين البحوث أن المجتمعات تكون أكثر إزدهارا واستقرارا، وأمانا عندما تكون النساء في أمان، لذلل نحيي الجهود المبذولة لزيادة فرص حصول المرأة على التعليم والتكنولوجيا ورأس المال، والعدالة، وفرص القيادة". وقالت كارولين وجيني في رسالتهما من خلال الفيديو: "نحيي سيدات الشاي.. شكرا لكم على كل شاي لذيذ تقدمونه". وتشير "سودان تربيون" إلى أن بائعات الشاي بعد تعرضهن للحملات على يد موظفي المحليات، يكن مضطرات لاستعادة أدوات صنع الشاي والمقاعد بعد دفع غرامات مالية للمحليات تصل إلى مائتي جينه "حوالي 22 دولار". إحتفاء شعبي وتجد بائعات الشاي الكثير من الاحتفاء من قبل الناشطين، وشرائح المجتمع السوداني المختلفة، وكان لافتا الأسبوع الماضي، اختيار "مبادرة شارع الحوادث" لبائعة الشاي "أم قسمة" لإفتتاح غرفة إنعاش مكثفة بمستشفى للأطفال في أمدرمان، دفعت تكلفتها عبر التبرعات والهبات. لكن ناشر صحيفة "المجهر السياسي" الهندي عز الدين، شن عبر زاويته "شهادتي لله" هجوما عنيفا على اختيار بائعة شاي لافتتاح غرفة العناية بدلا عن دعوة وزير الصحة بالولاية مأمون حميدة لقص شريط الافتتاح. وحصدت كتابات الهندي الكثير من الاستياء، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود ناقدة لصاحب "المجهر السياسي"، وصلت إلى حد إطلاق حملة لمقاطعة شراء وقرأة الصحيفة. يشار إلى أن بائعة الشاي روية دربون "أم قسمة" تتحدر من بولاية جنوب كردفان، ووصلت الخرطوم قبل سنوات بقصد علاج ابنتها "قسمة" من الفشل الكلوي لتصادف شباب "مبادرة شارع الحوادث" الذين مدوا يد العون لها ونشأت علاقة بينها وشباب المبادرة بعد أن امتهنت بيع الشاي قرب مستشفى الخرطوم. وفي مقابل الهندي، أبدت القيادية في المؤتمر الوطني الحاكم، مديرة مركز دراسات المجتمع "مدا" أميرة الفاضل، كامل تعاطفها مع مبادرة شارع الحوادث وبائعات الشاي. وقالت أميرة في رسالة بثتها مديرة مكتبها: "مبادرة شباب شارع الحوادث مبادرة رائعة، أنا معجبة جدا بها وبهؤلاء الشباب... وست الشاي إمراة خرجت من بيتها بحثا عن الرزق الحلال وخلف كل ست شاي أسرة تنتظرها".