الخرطوم 15 يونيو 2015 حظي الرئيس السوداني عمر البشير باستقبال رسمي وشعبي لدى وصوله مطار الخرطوم مساء الإثنين، قادما من جنوب أفريقيا حيث شارك هناك في اعمال قمة الاتحاد الأفريقي، التي كان أبرز مشاهدها إصدار محكمة بجوهانسبيرج أمرا بتوقيفه، وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور إن مشاركة البشير أكدت أنه "نجم قيادات أفريقيا". البشير لدى عودة طائرته لمطار الخرطوم قادمة من جنوب أفريقيا الإثنين 15 يونيو 2015 وحالت صعوبات فنية دون مخاطبة البشير لحشد شعبي استقبله في باحة مطار الخرطوم الخارجية، حيث اكتفى الرئيس بالتلويح لتحية مستقبليه، وكان لافتا حمل طلاب محسوبين على المؤتمر الوطني لنعش كتبت عليه عبارة: "تشييع المحكمة الجنائية إلى مثواها الأخير". وأكد غندور في مؤتمر صحفي بالمطار عقب وصول الرئيس أن مشاركة السودان في القمة كان يمكن أن تكون طبيعية وبلا ضوضاء، لو لا تحركات بعض من أسماهم "أعداء أفريقيا والسودان" الذين حاولوا أن يجعلوا منها "دراما" لحجب الرئيس من المشاركة في القمة. وقال غندور إن التصميم على مشاركة البشير في القمة سببه الفوائد المرجوة من القمة، موضحا إن الارهاصات التي صاحبت الرحلة لم تكن بعيدة عنهم وظلوا يتابعونها، وزاد "كنا نعلم أنها فرقعات اعلامية محاولة لحجب نور الشمس". وتابع "البشير تابعها باستغراب كما تابع الأمور الأخرى برباطة جأش". وأفاد وزير الخارجية أن المشاركة في القمة أكدت أن "البشير نجم قيادات افريقيا"، مشيرا الى الطريقة التي قوبل بها من القيادات والوزراء "ما يؤكد أن أفريقيا تكن تقديرا خاصا للبشير والسودان"، وقطع بأن الرئيس سيواصل مشاركاته بلا توقف. وذكر غندور أن أي دولة ستصدر بيانات تؤيد توقيف الرئيس البشير لصالح المحكمة الجنائية الدولية "سيكون للسودان موقف حاسم تجاهها.. هذه سيادة دولة ورئيس انتخبه شعبه". وأكد أن القمة قررت ارسال وفد من ست شخصيات لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الاتحاد الأفريقي بإعادة قضية المحكمة الجنائية لمجلس الأمن، ما يؤكد وقوف الأفارقة مع السودان وكينيا، قبل أن يجزم بأن "المحكمة الجنائية تم القضاء عليها بعد أن رفضت جميع الدول الأفريقية تنفيذ قراراتها". وحول اقلاع طائرة البشير من مطار عسكري في بريتوريا، اعتبر غندور الأمر عاديا، وقال "ليست القضية مطار عسكري.. كل طائرات القادة تحركت بعد هبوطها بمطار جوهانسبيرج إلى مطار خاص". وأشاد غندور، بموقف حكومة جنوب أفريقيا ورئيسها جاكوب زوما، الذي أعلن رفضه لطلب المحكمة الجنائية بتوقيف البشير وقال إنه ضيف عزيز لديهم وإنهم فخورون بمشاركته. وأوضح أن وزيرة خارجية جنوب أفريقيا أبلغتهم أنهم تأكدوا من نظامهم القانوني قبل أكثر من 12 يوما من القمة ونشروا في "الغازيتة" الرسمية أن كل الرؤساء والقادة الأفارقة المشاركين في القمة تحت ضيافة الدولة وحمايتها. من جهته قال والي الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين إن الأفارقة اثبتوا أن محكمة الجنايات الدولية لا تعني لهم شيئا ووصف ما حدث في جنوب افريقيا بانه "ضربة قاصمة" للمحكمة "التي خصصت لتذل الافارقة". وأشار الوالي الى أن "الافارقة اثبتوا انهم لا يقبلون أي مهانة أو ذلة في أي رئيس من رؤساء افريقيا"، واعتبر مشاركة البشير في قمة جوهانسبيرج كانت لإثبات أن هذه المحكمة لا تعني شئيا للقارة الافريقية. وقال النائب الأول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه، الذي كان ضمن مستقبلي البشير، "إن المنح دائما ما تكون في صنائع المحن" واعتبر ما حدث للرئيس في جنوب افريقيا "موقف يتكرر ليؤكد أصالة ومعدن القيادة السودانية وموقع السودان في أفريقيا". وعد طه الموقف الذي حدث أسهم في تقوية اللحمة والمشاعر والروابط الانسانية والسياسية والفكرية، وقال إن موقف السودان ورئيسه رمز اختراق لكل محاولات القعود بافريقيا أو تقييد حركتها من الانطلاق للآفاق حسب تعبيره . وتطلب المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي منذ 2007 مثول الرئيس عمر البشير ووالي شمال كردفان أحمد هارون وأحد قادة مليشيات الجنجويد، علي كوشيب، أمامها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بدارفور.