الخرطوم 28 يونيو 2015 قالت تقارير صحفية في الخرطوم، الأحد، إن 12 طالبا سودانيا غادروا إلى تركيا للإلتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراقوسوريا، بينهم 10 من حملة الجوازات الغربية، وأفادت معلومات أولية بتوقيف مجموعة منهم قبل انضمامهم للتنظيم المتطرف. صورة متداولة لطلاب الطب الذين توجهوا لسوريا للحاق ب"داعش" وينتمي الطلاب إلى جامعة العلوم الطبية المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة، ومن بينهم 3 طالبات، وبحسب مصادر فإن الطلاب 7 منهم يحملون وثائق سفر بريطانية، وإثنين جوازات كندية وواحد أمريكي، إلى جانب إثنين سودانيين. وتحدثت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية في مارس الماضي عن تسعة طلاب يحملون جوازات بريطانية، ومن أسر سودانية مرموقة توجهوا من جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا بالخرطوم الى سوريا عبر تركيا للعمل بمستشفيات في مناطق خاضعة ل "داعش". ونقلت تقارير صحفية نشرت في الخرطوم، الأحد، عن المسؤول في جامعة العلوم الطبية، أحمد بابكر، أنه تلقى اتصالات من أولياء أمور الطلاب تفيد باختفائهم منذ ليلة الجمعة الماضية، مؤكدا أن جميع المغادرين يدرسون في كلية الطب اثنان في المستوى الخامس والبقية في الثالث. وأوضح أن الطلاب المفقودين يبلغ عددهم بين 12 طالبا، 7 منهم من يحمل جوازات بريطانية. وأفادت التقارير أن اثنان من الطلاب يحملون الجواز الكندي و آخر الأمريكي، بجانب ثلاثة طالبات غادرن بوثائق سفر سودانية، استخدمت احداهن جوازا دبلوماسيا. وأبان المسؤول أن الاتصالات كشفت مغادرة 5 منهم إلى تركيا عبر مطار الخرطوم، فجر الجمعة، وأفاد أن سرعة استجابة أجهزة الأمن والمخابرات في بريطانياوتركيا أفلحت في عرقلة انتقال الطلاب الى سوريا، بينما قالت مصادر صحفية أن المجموعة الاخرى غادرت عبر خطوط"فلاي دبي". وقال المسؤول "علمنا من جهات عليا أن الاستخبارات التركية اوقفت الدفعة الأولى والتي تضم 5 طلاب وتأكد توقيفهم والحيلولة دون وصولهم الى سوريا للحاق بالجماعات الجهادية". وتابع "الاتصالات لا تزال جارية مع أولياء أمور الطلاب والحكومة السودانية كما تم إرسال معلومات للسلطات التركية والبريطانية تشمل صورا لجوازات الطلاب المفقودين". وطبقا للتقارير الصحفية فإن أحد الطلاب "م س" من أسرة معروفة حضر والداه الطبيبان للسودان قبل فترة وعملا بمشفى خاص قبل أن يعودا مجددا الى بريطانيا. كما أن والدة الطالب "م" حضرت للخرطوم قبل 5 أيام واكتشفت في وقت متأخر من ليل الجمعة، أن ابنها غادر بملابس رياضية وحقيبة صغيرة بعد أن أبلغها نيته المذاكرة مع زملاءه لكنه لم يعد الى المنزل. وانتشر الخبر وسط العائلة فأسرعت والدته الى المطار لتجد اسمه بين قوائم المغادرين على الخطوط التركية مع أربعة آخرين. وأكد المسؤول في جامعة العلوم الطبية أن طبيعة طلاب الجامعة تختلف عمن سواهم في الجامعات الأخرى، لأن معظمهم حضروا الى السودان من دول غربية، في مقدمتها المملكة المتحدة، كما أن غالب أسرهم خارج البلاد، ما يسهل استمالتهم بواسطة الجماعات المتطرفة. وطبقا للمعلومات فإنه تم القاء القبض على احدى الطالبات في تركيا لكنها أنكرت أمر سفرها الى العراق وغادرت والدتها والتي تعمل طبيبة في بريطانيا لمعرفة مكان احتجازها في تركيا. ومن ضمن الطالبات ابنة مسؤول كبير في وزارة الخارجيه السودانية وتدرس في السنه الثالثة بكلية الطب، والطالبة الثالثة والدها يدرس الكيمياء الحيويه في الكلية نفسها، بينما يعمل والد أحد الطلاب اخصائيا للكلى في مستشفى الزيتونة المملوكة لمأمون حميدة. وكانت قوة من "اسكوتلاند يارد" قد اعتقلت في أكتوبر الماضي، الطالب طارق عبد الرحمن حسان الذي يدرس الطب بالسنة الثالثة في نفس الكلية بتهمة الإرهاب. وشكت وزيرة التعليم العالي السودانية سمية أبوكشوة، في مايوو الماضي، من جهات لم تسمها تستدعي الطلاب للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، موضحة أن المسألة ليست قاصرة على الجامعات وحدها وإنما هناك فئات أخرى من المجتمع انضمت للتنظيم. وإتهم نائب الرئيس حسبو عبد الرحمن، وقتها، جهات داخلية وخارجية ومخابرات دولية بالوقوف وراء ظاهرة التطرف في المجتمعات العربية والأفريقية، بينما حث مسؤول رفيع في الحزب الحاكم على إجراء تحقيق لمعرفة اسباب التحاق الطلاب السودانيين ب "داعش".