أطلق مجهولون عبوات غاز مسيل للدموع على حشد كبير تجمع بالخرطوم بحري لحضور ندوة سياسية دعا لها تحالف الحرية والتغيير مساء الجمعة. واضطر منظمو الندوة والحضور لمغادرة "ميدان الرابطة" بضاحية شمبات مع تكاثف الدخان الذي غطى المكان وحال دون إكمال الندوة كما تم سحب قادة التحالف من المنصة بعد تراشق بالكراسي وسقوط عدد من الحضور بعد إصابتهم بالاختناق جراء الغاز. وكان مخططا أن يتحدث في الندوة كل من محمد الفكي سليمان وخالد عمر وياسر عرمان وآخرين. وبحسب شهود عيان تحدثوا ل"سودان تربيون" فإن قوات الشرطة لم تكن منتشرة في مكان الندوة، لكن الحضور فوجئوا بكميات كبيرة من عبوات الغاز تغطي المكان. وأشارت إلى أن مطلقيها على الأرجح من الشباب المنتمين الى مجموعتي "غاضبون" وملوك الاشتباك" وهي كيانات شبابية تعارض الحرية والتغيير وترفض بشكل صريح سياسات الحكومة الحالية ودرجت على الاشتباك مع قوات الشرطة والأجهزة الأمنية خلال الاحتجاجات السلمية الأخيرة. لكن اللجنة الإعلامية لتحالف "الحرية والتغيير " قالت إن عناصر تابعة للانقلابيين وواجهات مرتبطة بهم عمدت الى تخريب الندوة. وقالت في بيان إن هذه العناصر قصفت الندوة بقنابل الغاز المسيل للدموع والهجوم عليها بالأسلحة البيضاء وتحطيم الكراسي ومعدات الندوة والاعتداء على أجهزة الإعلام والحضور من المواطنين. وحملت اللجنة" الانقلابيين مسؤولية تخريب النشاط السلمي الجماهيري". ورأت في التصرف برهان جديد على أن انقلاب البرهان لا يحمل للشعب سوى القمع، وأن ما حدث أكد مجددا على سقوط اتفاق 21 نوفمبر في كل الاختبارات. ودعا البيان المجتمع الدولي والإقليمي إلى الإدراك أن اتفاق 21 نوفمبر لن يؤدي إلى إصلاح انقلاب 25 أكتوبر الذي أتى لإجهاض التحول المدني الديمقراطي وما منع هذه الندوة الجماهيرية إلا دليل آخر على ذلك. ووقع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك اتفاقا مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 21 نوفمبر الماضي كمحاولة لتسوية أوضاع معقدة خلفها انقلاب البرهان على شركائه المدنيين في السلطة بالخامس والعشرين من اكتوبر قرر معها اقصاء قوى سياسية بعينها من دائرة الفعل التنفيذي وفتح الباب امام قوى اخرى فيما سماها اجراءات تصحيحية. ولاقت هذه التفاهمات معارضة واسعة في الشارع السوداني لكنا حظيت بتأييد دولي لافت.