الخرطوم 5 أغسطس 2015 قلل وزير المعادن السوداني من آراء شككت في وجود شركة روسية ستستغل احتياطيات ضخمة من الذهب في ولايتين سودانيتين، وأكد أن الشركة الآن تضع يدها على أكبر احتياطي من المعدن النفيس في العالم تعادل قيمته ترليون و702 مليار دولار وستبدأ الإنتاج في غضون ستة أشهر وتمول مشروعات في البلاد بضمان الذهب. أحد مواقع التنقيب التابعة لشركة "أرياب" الفرنسية قبل انسحابها من شرق السودان ووقعت الحكومة السودانية، الأربعاء الماضي، على ما قالت إنه أكبر اتفاقية في مجال التعدين مع احدى شركة "سبرين" الروسية للتنقيب، عن الذهب في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل، شرق وشمال البلاد، بحضور الرئيس عمر البشير. لكن مواقع إلكترونية شككت في وجود الشركة من الأساس إلى جانب صحة اكتشاف احتياطيات ضخمة من الذهب بدون اهتمام وسائل الإعلام العالمية وأثر ذلك على ما قيل إنه شركة بريطانية صغيرة تحمل ذات الاسم تنقب في روسيا وتوجد على هامش بورصة لندن. وقطع وزير المعادن أحمد صادق الكاروري في حضورالوزراء الولائيين المختصين بملف التعدين، الأربعاء، بأن الاحتياطي الذي اكتشف بواسطة الشركة الروسية يبلغ 46 ألف طن بولايتين وهو أكبر إحتياطي للذهب بالعالم. بيد أن الوزير لم يتطرق إلى قدرات الشركة صاحبة الإمتياز أو جنسيتها، لكنه عمد إلى القول بأنه "بالرغم من حديث المشككين إلا أن هذا الاحتياطي يعد من أكبر الاحتياطات في العالم". وأشار الكاروري إلى أن الاتفاق مع الشركة نص على أن تبدأ الإنتاج خلال 6 أشهر من تاريخه وأن تمول الشركة الروسية بعض احتياجات ومشروعات السودان بضمان الذهب، مؤكدا اكتشاف كميات ضخمة من الذهب بموقعين باستخدام تقنيات حديثة. وأبان أنه تم اكتشاف 8 ألاف طن في الموقع الأول بما يعادل 298 مليار دولار وهو الموقع الذي منحته الحكومة للشركة بتوقيع الاتفاق الأخير، وأشار ألى أن الموقع الآخر اكتشف فيه 38 ألف طن ولم توقع عليه الوزارة مع أي جهة. قطع بأن قيمة الذهب المكتشف في الموقعين تعادل ترليون و702 مليار دولار، وزاد "هذا أكبر احتياطي في العالم بالرغم من حديث المشككين"، منوها إلى أن أرض السودان تذخر بالعديد من المعادن و"سيأتي الوقت لاستغلالها". وكشف مسؤول سوداني، الخميس الماضي، أن الشركات الروسية سيكون لها الأولوية في استكشاف واستخراج اليورانيوم المشع بالسودان، عبر خارطة جيولوجية تعمل روسيا بخبراتها وتقنياتها المتطورة على إنشائها في البلاد. ويتوقع السودان ارتفاع إنتاجه من المعدن النفيس خلال عام 2015 إلى 80 طناً، و100 طن في العام 2016. وأصبح السودان يحتل المرتبة الثالثة أفريقيا في إنتاج الذهب بعد جنوب افريقيا وغانا، وبحلول العام 2018 تتوقع الحكومة وصوله إلى المرتبة الأولى. إلى ذلك كشف وزير المعادن عن تراجع نسبة مساهمة التعدين التقليدي للذهب من 93% عام 2013 الى 85% للعام الحالي. وعزا الكاروري هذا التراجع لدخول عدد من شركات الامتياز مرحلة الإنتاج حيث قفز إنتاجها إلى 15% بدلا عن 7% للعام 2013. وأكد أهمية المعادن باعتبارها من الموارد الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في تمويل استيراد السلع الرئيسية ورفد البلاد بعملات حرة، مشيرا للقطاعات المنتجة للذهب والمتمثلة في شركات الإمتياز وعددها 166 شركة منها 51 أجنبية؛ وشركات التعدين الصغير وعددها 177 شركة، أغلبها محلية؛ وقطاع مخلفات التعدين وعدد شركاته 58 شركة.
