الخرطوم 27 ديسمبر 2016 هاجم تحالف قوى الاجماع الوطني المعارض في السودان، من أسماها "قوى التسوية السياسة والهبوط الناعم"،كما صوب سهام نقده الى المجتمع الدولي متهما إياه بقيادة تحركات لانقاذ النظام الحاكم من السقوط. فاروق ابو عيسى رئيس قوى الاجماع الوطني المعارض وقال التحالف في بيان تلقته "سودان تربيون" الاثنين، إنهم ظلوا يناهضون النظام، وفي ذات الوقت يناهضون من يدعون المعارضة "وهم في الأصل ليس من مصالحهم الراسمالية الطفيلية سقوط النظام ويعملون على ما يسمى بالتسوية والهبوط الناعم". وكان تحالف قوى الاجماع تبرأ من مخرجات اجتماعات أديس أبابا في يونيو الماضي عندما أعلنت قوى "نداء السودان" اعتماد ملحق يجعل من خارطة الطريق، مدخلاً لحوار متكافئ وجاد ومثمر مع النظام الحاكم بمشاركة جميع قوى المعارضة، ما يمهد لانضمام المعارضة للخارطة. وأكد حينها أنه ليس طرفا معنيا بخارطة الطريق ولا بالملحق المقترح تقديمه للآلية الأفريقية. وأضاف البيان "استمرت قوى الاجماع في قيادة تيار الانتفاضة ضد تيار التسوية والحوار غير المنتج، فبعد انتصارات الشعب في 27 نوفمبر و19 ديسمبر وقبل ذلك بقليل قاد النظام حملة مسعورة شرسة للتضييق على النشطاء وكوادر التحالف بالاستدعاءات والاعتقالات وتعطيل الصحف". يشار الى أن ناشطين دعوا الى تنفيذ "عصيان مدني" في السودان أيام 27 نوفمبر و19 ديسمبر، احتجاجا على الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، وقوبلت تلك الدعوات بتجاوب متفاوت في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات. وأكد التحالف ان اطلاق سراح المعتقلين لم يكن منحة من نظام الحركة الاسلامية، ولكنه نتاجا لنضالات الشعب، والحملات التي قادها النشطاء عبر المذكرات والوقفات الاحتجاجية بالداخل وبالخارج وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف "نعي تماماً اننا لسنا في جزيرة معزولة، والتعاطي مع المجتمع الدولي أمر لا بد منه، ولكنه يجب أن يكون مشروطا بهوى شعبنا، ويعبر عن مصالح الوطن". وتابع "لكن واقع الحال يقول إن المجتمع الدولي الآن يعتقد أنه ليس من مصلحته إسقاط النظام على الرغم من ادعاءاته المستمرة بتطبيق العقوبات وحظر ومحاصرةالنظام". وتابع "الدليل على ذلك التحركات المكوكية التي يقوم بها منذ بدء حراك الشعب الأخير في نوفمبر الماضي عبر المبعوث الأميركي دونالد بوث، ورئيس الآلية الأفريقية الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو امبيكي، بالاضافة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني". واعتبر أن التوجه والوجود العربي والاقليمي لم يكن بعيدا عن مخططات التسوية والهبوط الناعم بأمر الاتحاد الاوروبي وأميركا. وأشار التحالف المعارض الى أن الصراع الآن في السودان هو بين "تيارين لا يحتملان ثالث"، ولا يحتملان الحياد، مضيفاً "الحياد تجاه قضايا الوطن المصيرية يعتبر خيانة للشعب وللتاريخ والوطن". وشدد أن "التحالف اختار طريق الانحياز للشعب والضمائر لقيادة تيار الانتفاضة واسقاط النظام، وضد التيار الآخر الذي يمثل سياسة حوار الطرشان المؤدي الى التسوية والهبوط الناعم". وتشكل تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض في العام 2009 من عدة أحزاب منها الشيوعي والأمة والمؤتمر الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان قبل انفصال دولة الجنوب، لكن خلافات عصفت في الأعوام الثلاثة الأخيرة بالتحالف الذي يرأسه فاروق أبوعيسى؛ وانسحب منه حزب الأمة ولحق المؤتمر الشعبي بالحوار مع النظام الحاكم. وخلال وقت سابق من شهر سبتمبر تأزم الموقف داخل التحالف حين قررت هيئته، تجميد عضوية أحزاب: المؤتمر السوداني، البعث السوداني، تجمع الوسط، القومي السوداني، والتحالف الوطني السوداني بسبب عملها مع تحالف قوى "نداء السودان". وانقسمت قوى الإجماع الوطني حول "نداء السودان"، حيث قبلت الفصائل الخمسة المستهدفة بقرار التجميد بالعمل المهيكل مع (نداء السودان)، وأعتمدها اجتماع باريس في أبريل الماضي تحت مسمى "أحزاب نداء السودان بالداخل". ورفض حزب البعث الأصل وقوى عروبية أخرى الانضمام ل (نداء السودان)، بينما أيده الحزب الشيوعي وشارك في عدة اجتماعات عقدت في باريس لكنه قاطع اللقاءات الأخيرة في أديس أبابا.