استنكر مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الحاكمة في السودان الأربعاء إعلان مجموعة من الأحزاب الخروج عن مبادرة الحوار الوطني واتهمها بتأليب الجيش للانقلاب على الوضع الراهن. ممثلون لقوى الحوار بحر أبو قردة -يمين- عبود جابر، وعبد الرحمن الخضر خلال مؤتمر صحفي الأربعاء 2 يناير 2018 (سودان تربيون) وأعلنت 22 من قوى الحوار انتظمت تحت مسمى (الجبهة الوطنية للتغيير) برئاسة غازي صلاح الدين، وانضم اليها حزب الامة بقيادة مبارك الفاضل الثلاثاء تضامنها مع الشعب السوداني الذي خرج في احتجاجات عمت مدنا واسعة تنديدا بالوضع الاقتصادي المتردي قبل أن يرتفع سقف مطالب المتظاهرين الى الدعوة لرحيل النظام الحاكم. وقررت المجموعة رفع مذكرة للرئيس عمر البشير تدعوه لاتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة الوضع الحالي بينها تشكيل مجلس انتقالي يتولى أعمال السيادة كما امتدحت المذكرة خروج القوات المسلحة لحماية المنشآت العامة، ودعت الى أن يمتد ذلك لحماية التظاهرات السلمية المشروعة "ممن لا يتورعون في إراقة الدماء وقتل الأبرياء من المواطنين". وقال رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني عبد الرحمن الخضر في مؤتمر صحفي إن ما أقدمت عليه المجموعة يعد "نسفا لمشروع الحوار الوطني وخروجا عن الوثيقة الوطنية بطريقة لا أخلاقية"، كما أن خطوتهم تنسف المؤسسات القائمة تماما. وأشار الى أن ما ورد في الوثيقة فيه "استعداء للقوات المسلحة على الحوار والدستور ودعوتها للانقلاب على كل ذلك، وهذا مرفوض". وأوضح الخضر أن اجتماعا عقد الأربعاء على مستوى أقرب للجمعية العمومية للحوار امتد لثلاث ساعات ناقش خطوة تلك الأحزاب وتقرر رفع توصية للجنة التنسيقية العليا التي يمثل فيها رؤساء 22 حزبا لاتخاذ ما يرونه بشأن هذه المجموعة. ولفت الى أن مخرجات الحوار الوطني تضمنت حوالي 900 توصية مختلفة البنود والاتجاهات أهمها العمل على وضع الدستور ليكون جاهزا أمام البرلمان القادم ويقول كلمته فيه بجانب إجراء الانتخابات في 2020 لمعرفة الأوزان الحقيقية للاعبين في الساحة السياسية. وحذر المسؤول الحزبي من استغلال الاحتجاجات الشعبية لتنفيذ أجندة أخرى بعيدة عن الأسباب الرئيسية المتمثلة في الوضع الاقتصادي الصعب الذي قال إن الحكومة تعكف على معالجته بحزمة من الإجراءات بدأت تثمر. وأضاف " أما إذا تحولت الى فعل سياسي فكذلك هذه المجموعة من الأحزاب أيضا تملك القدرة على الرد بالفعل السياسي وبالكيفية التي تضمن لها التعبير عن وجهة نظرها". وأكد الخضر على أن المنشقين عن الحوار الوطني لا يتجاوز عددهم الثمانية أحزاب وليس 22 كما أشيع. وقال" نحن فحصنا هذا الأمر في أمانة الحوار ووجدنا ان منها 10 فقط موقعة على الحوار واثنين منها تنصلت الان وأستطيع القول ان 8 أحزاب فقط يمكن القول انها خرجت ووقعت على الوثيقة البقية اشخاص في تقديرنا لا يمثلون الا أنفسهم". من جهته وجه رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى انتقادات لاذعة لقوى (الجبهة الوطنية للتغيير) واتهمها بالانتهازية. ولفت الى أن مبادرة الحوار التي عكف عليها لسنوات "تحطم في لحظة واحدة وبسرعة عجيبة". وقال خلال مداخلة في المؤتمر الصحفي الذي عقده ممثلو أحزاب الحوار الوطني إن المظاهرات جعلت البعض يظن بأن "المركب أوشكت على الغرق ويريدون القفز منها ..هذه انتهازية ولا أخلاقية بأي حال من الأحوال ..لن نسمح للمركب يأن يغرق ليس من أجل الوطني إنما من أجل الوطن".