شن رجال دين في السودان الجمعة هجوما عاصفا على الحكومة الانتقالية المشكلة حديثا، واتهموها بالانشغال عن أزمات البلاد بالترويج لقضايا بلا قيمة بينها كرة قدم النساء. وقال الداعية المعروف عبد الحي يوسف إن " اخر التقليعات ما شغلوا به الناس هذا الأسبوع من افتتاح اول دوري نسائي لكرة القدم كأن رجالنا الذين يلعبوا الكرة حازوا البطولات وأحرزوا الكؤوس ففرغنا من شأنهم ثم التفتنا بعد ذلك الى النساء". واتهم وزيرة الشباب والرياضة بالكفر قائلا إنها تنتمي الى الحزب الجمهوري الذي أعدم صاحبه في العام 1985 بعد أن افتى علماء في الداخل والخارج بردته عن الدين. وأضاف "هي امرأة جمهورية تتبع ذلك المرتد المقبور لا تؤمن بما نؤمن به". وتشير "سودان تربيون" الى أن محكمة خاصة كانت برأت محمود محمد طه من تهمة الردة بعد إعدامه في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري. وأكد عبد الحي المصنف ضمن التيار السلفي المتشدد حرمة لعب النساء لكرة القدم، وقال إن الأمر عرض قبل خمس سنوات على مجمع الفقه حول مشروعية إقامة دوري تكون فيه المشاهدة قاصرة على النساء وان اللباس سيكون واسعا وما الى ذلك من تحوطات لكن الفتوى جاءت بالمنع سدا للذرائع. وتابع "الان رأينا هذا الدوري تحتفي به السفارات الأجنبية على راسها الولاياتالمتحدة .. ولا غرابة فالوزيرة من الافراخ الذين ربوا في برامج التبادل وصنعوا على اعين أولئك الأميركان". ولفت الى أن المباراة التي أقيمت شهدها حضور من الجنسين وهو ما يتعارض مع الدين الذي أمر بأن تستر أجساد النساء. وأشار يوسف الى أن الأيام ستثبت أن من "نولوا أمرنا في غفلة من الزمن لا هم لهم في كشف الضراء والبلاء والأوضاع التي دفعت الناس للخروج والاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية من شح النقود والوقود ولم نر لهم برنامجا ولا خطة". وتابع " هؤلاء ما جاءوا من اجل اصلاح اقتصادي ولا رخاء اجتماعي ولا اصحاح بيئة انما جاءوا من اجل هدم الدينا والأخلاق" ثم دعا عليهم بالهلاك. بدوره وصف الشيخ محمد عبد الكريم الحكومة بالعلمانية، وانتقد بشدة سماحها بإطلاق دوري كرة قدم خاص بالنساء، حيث كانت الموضوع الرئيس لخطبة الجمعة. وقالي في خطبة الجمعة "هؤلاء العلمانيون سارقوا الثورة لا يهتمون بمعاش الناس بقدر اهتمامهم بنشر الفساد نسأل الله ان يغيض لهذه الامة من يفتح عليها ابواب الخير ويغلق ابواب الشر".