كشف المتحدث باسم جماعة الحوثي في اليمن السبت عن تكبد القوات السودانية خسائر فادحة في الأرواح ناهزت الأربع الاف قتيل، وشدد على أن القوات السودانية تمثل أهدافا مشروعة لقواتهم التي تحارب التحالف العربي بزعامة السعودية. والحوثيون هم مليشيا من قبيلة شيعية في محافظة "صعدا" شمال غرب اليمن، وتتلقى دعما من إيران. وقال العميد يحى سريع في بيان متلفز، السبت، إن القتلى السودانيين في الجنوب وتعز والساحل الغربي حتى الشهر الماضي بلغ أكثر من 2049 قتيلًا فيما إجمالي القتلى في جميع الجبهات بلغ 4253 جندياً. ولفت إلى أنه" في عامي 2015 و2016 وصل عدد القتلى السودانيين 850 قتيلًا". وقال المتحدث العسكري إن التحالف السعودي-الإماراتي لا ينقل جثامين القتلى من الجنود السودانيين إلى عوائلهم. وأردف "تحالف السعودية والإمارات دفع بالجنود السودانيين إلى الخطوط الأمامية. وانضم السودان في العام 2015 الى التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات ودول أخرى للقتال ضد الحوثيين في اليمن تحت لافتة مساعدة هذا البلد على استعادة شرعية الحكم. وعلل الرئيس المعزول عمر البشير هذه المشاركة وقتها بالحرص السوداني على الدفاع عن المملكة العربية السعودية في مواجهة الخطر الشيعي الايراني. وكشف المتحدث العسكري باسم الحوثيين عن مناطق انتشار القوات السودانية، قائلا إن" ما يسمى باللواء الخامس حزم وقوامه 5 آلاف جندي سوداني يتمركز في الخوبة وفي صامطة يتمركز اللواء السادس". وأضاف" في منطقة مجازة يصل قوام الجنود السودانيين إلى 2000 وفي سقام كتيبة قوامها 600 جندي وفي الساحل الغربي تتمركز ستة ألوية سودانية والمعلومات تفيد بترحيل ثلاثة منها قوامها 6000 جندي وضابط، أما في عدن ولحج يتواجد 1000 جندي وضابط موزعين في رأس عباس وفي مطار عدن وقاعدة العند الجوية". المتحدث باسم جماعة الحوثي العميد يحى سريع .. صورة من تلفزيون (المنار) وأشار في المؤتمر الصحفي، الذي عرض فيه شهادات لأسرى سودانيين وصوراً لجثث تركت في الصحاري، إلى أنه" خلال العامين الماضيين سجلت جرائم وانتهاكات ارتكبها مرتزقة سودانيين وصلت حد الاغتصاب، مؤكدا أن الزج بالأطفال في القتال ضمن الجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبل قيادة مرتزقة الجيش السوداني". واعتبر المتحدث "استمرار مشاركة السودان في العدوان على اليمن لا تخدم سوى أجندات السلطة وتحالف العدوان، مشيرا الى أن هناك ألوية سودانية تتمركز في جبهات الحدود تحت إشراف سعودي وأخرى في الجنوب والساحل الغربي تحت إشراف إماراتي". وقال إن استمرار المشاركة السودانية في العدوان على اليمن يفرض على قواتنا اتخاذ خطوات جادة لإجبارهم على المغادرة. وأردف " القوات السودانية المتواجدة داخل اليمن تعتبر أهدافا مشروعة وأي تشكيلات أخرى تساند تحالف العدوان بغض النظر عن مكان تواجدها". وأهاب متحدث القوات المسلحة بكافة الشرفاء من أبناء السودان الحفاظ على دماء وأرواح ما تبقى من جنودهم وذلك بسحبهم وإعادتهم الى أرضهم، مؤكدا أن قواتهم قادرة على استهداف أي تشكيلات عسكرية جديدة قبل وصولها إلى الأراضي اليمنية. وذكر العميد يحى سريع بأن الشعب السوداني تعرض لحملة تضليل إعلامي كغيره من شعوب المنطقة لحجب الحقائق عنه. وفي المؤتمر عُرضَت مشاهد لعملية عسكرية واسعة استهدفَت القواتِ السودانية وأدت الى قتلِ عددٍ كبيرٍ منهم وأسرِ آخرين. ويقدر عدد قوات (الدعم السريع) المشاركة في اليمن ب 30 ألف بحسب تصريح سابق لقائدها حميدتي، بينما تتحدث مصادر عسكرية أخرى عن أن العدد قد يفوق ال 40 ألف جندي. ولا يعرف حتى الآن العدد الحقيقي لقتلى القوات السودانية في حرب اليمن حيث تحجم السلطات السودانية عن إعطاء أرقام بالخصوص، لكن العشرات من ذوي الجنود سيما في ولاية جنوب دارفور استقبلوا جثامين أبنائهم وسط تعتيم اعلامي كما تم دفن عدد آخر في المملكة العربية السعودية. وتجئ تصريحات المتحدث باسم الحوثيين بعد يومين من تضارب التصريحات في الخرطوم بشأن سحب القوات السودانية من اليمن، فبعد ساعات من تسريب تقارير صحفية تصريحا منسوبا لقائد "الدعم السريع" – القوة الأكبر في حرب اليمن-قال فيه انه بدأ سحب الجنود من اليمن بعودة 10 الاف منهم وعدم استبدالهم بقوات أخرى. الا أن المتحدث باسم الجيش السوداني عامر محمد الحسن أكد عدم اتخاذ خطوات لتنفيذ عملية السحب وأكد في تصريحات الجمعة أن التزام السودان بالمشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لا يزال قائمًا، وفقًا لبروتوكول مشترك مع الدول العربية الداعمة للشرعية. وشدد على إن إنهاء مشاركة السودان في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مرتبط بتقييم الآليات المكلفة في الميدان، واتخاذ قرار على المستوى الاستراتيجي، وفقًا للتحالف المشترك بإعادة انتشار القوات سواء كان تعزيزًا أو سحبًا.
