أكد رئيس الوزراء السوداني ، الأربعاء، عدم التراجع عن تحقيق العدالة والقصاص في جريمة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم قبل عام. وقال في خطاب في متلفز تزامنا مع الذكرى الأولى لفض الاعتصام في 3 يونيو 2019: "أؤكد لكم جميعا أن تحقيق العدالة الشاملة والقصاص لأرواح شهدائنا الأبطال في جريمة فض الاعتصام خطوة لا مناص منها ولا تراجع عنها، فهي ضرورية لبناء سودان العدالة، وسيادة حكم القانون، وكسر الحلقة الشريرة للعنف السياسي واستخدام السلاح ضد المواطنين". وتعهد حمدوك، بإجراء محاكمات علنية للمتهمين، قائلا: إن "الدم السوداني غال ولا بد من الكشف عن المجرمين وراء فض الاعتصام ومحاسبتهم، وإننا في انتظار اكتمال تقرير لجنة التحقيق المستقلة، والتي سيتبعها تقديم كل من يثبت توجيه الاتهام ضده بالمشاركة في مجزرة فض الاعتصام لمحاكمات عادلة وعلنية، من أجل إيقاف النزيف وضمان تحقيق العدالة في معناها الشامل وصناعة السلام الاجتماعي المستدام في السودان. وأوضح، أن "معركة ترسيخ الديمقراطية في السودان هي الوفاء الحقيقي لدماء الشهداء، نحن قادرون على تجاوز كل التحديات التي تواجهنا في كل المجالات". وأضاف، "يجب أن نكشف الستار عن كل ما حدث وكما حدث ونحاسب المجرمين الحقيقيين ونقول بأعلى الأصوات وبأقوى الأفعال: لن نسمح أبدا بتكرار هذه الجرائم مرة أخرى أمام أعيننا وفي بلادنا، من أجل بناء دولة سيادة حكم القانون". واستشهد حمدوك بتجارب دول طويت صفحات دامية في تاريخها عبر العدالة الانتقالية والمصالحة أبرزها جنوب إفريقيا والأرجنتين والبرازيل. واستدرك: "لكن هذه الخطوات لا تبدأ إلا بالكشف عن الحقيقة الكاملة ومحاسبة المجرمين من أجل الوصول إلى المصالحة الوطنية". وزير الإعلام: الحكومة مسؤولة عن القصاص للشهداء بدوره قال وزير الثقافة الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح، الأربعاء، إن الحكومة الانتقالية مسؤولة عن تحقيق العدالة والقصاص للشهداء ومُعاقبة المُجرمين. وكتب الوزير على حسابه الرسمي ب "فيس بوك"، بمناسبة الذكرى الأولى لعملية فض اعتصام القيادة العامة، إن الحكومة مسؤولة عن العمل على تحقيق أهداف الثورة، التي قدم لها الشعب شهداء ومفقودين. وأكد فيصل العزم والتصميم لإكمال مهام الفترة الانتقالية وفاء لدماء الشهداء. من جهته دعا رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، إلى تقديم مرتكبي مجزرة فض اعتصام القيادة للعدالة. وأكد جبريل في تغريده على "تويتر" العدالة تعد أحد أعمدة وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة الثلاثة. وأضاف، "لن يقتنع أحد بأن الحكومة الانتقالية جادة في تحقيق العدالة ما لم تكشف عن القتلة الذين تولوا كبر فض الاعتصام، وتقديمهم لمحاكمات عادلة وناجزة". بدوره دعا السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق، إلى المساءلة الكاملة عن أحداث فض الاعتصام. وقال صديق على "تويتر": "يجب أن تكون هناك مساءلة كاملة عن أحداث 3 يونيو، إذا كان للقيم الثورية للحرية والسلام والعدالة معنى حقيقي". وأسفرت عملية فض الاعتصام عن مقتل 66 شخصا، بحسب وزارة الصحة، فيما قدرت لجنة طبية غير رسمية عدد الضحايا ب 268 قتيلا. وحمّلت قوى التغيير، المجلس العسكري الذي كان يتولى السلطة حينها، مسؤولية فض الاعتصام، فيما قال المجلس إنه لم يصدر أمرا بالفض.