الخرطوم 3 يونيو 2020 – غطت سحب الدخان الأسود الكثيف غالب شوارع العاصمة السودانية الأربعاء عندما أحرق المئات من المتظاهرين إطارات السيارات تعبيرا عن احتجاج وغضب لعدم محاسبة الضالعين في ارتكاب مجزرة فض اعتصام القيادة العامة حيث يصادف الثالث من يونيو ذكرى الحادثة الأليمة. وهتف الشباب الذين تجمعوا في مناطق عديدة برغم الحظر الصحي المفروض إثر تفشي جائحة كورونا مطالبين بتحقيق العدالة والقصاص للشهداء الذين قضوا في تلك الأحداث. كما احتشد المئات من الأهالي في الأحياء، تخليدا للذكرى السنوية الأولى لفض الاعتصام، الذي كان المشاركون فيه يطالبون الجيش بتسليم السلطة للمدنيين، إثر الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير. مجموعة من الشباب الذين قتلوا خلال الاحتجاجات الطويلة ضد نظام البشير وخرج المتظاهرون في مناطق "بري"، و"الحاج يوسف" و"شارع الستين" الشجرة، الحلة الجديدة، والكلاكلة" و"الصحافة"،جبرة ومناطق واسعة في كل من ام مدرمان وبحري. ورفع المحتجون الأعلام الوطنية، ورددوا هتافات تطالب بالقصاص وتحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي جريمة فض الاعتصام، ومنها "الوحش يقتل ثائرا والأرض تنبت ألف ثائر"، و"دم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع". واستبق الجيش تلك التحركات الشعبية بإغلاق طرقات رئيسية أمام مقر القيادة العامة بالعاصمة، تحسبا لاحتشاد المحتجين في المكان الذي شهد الاعتصام بذكراه السنوية الأولى. وفي 3 يونيو 2019، فض مسلحون يرتدون زيا عسكريا اعتصاما للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، ما أدى لمقتل وجرح العشرات من المعتصمين سلميا.