أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا" تمكن وكالات الغوث من الوصول الى الاف المتضررين جراء أسوأ فيضانات تضرب هذا البلد منذ ثلاث عقود. وأفاد بيان من "اوتشا" أرسل الى "ٍسودان تربيون" الإثنين أن المنظمات الإنسانية غطت احتياجات أكثر من 350 ألف شخص بالمساعدات المنقذة للحياة. وعقد مجلس الأمن والدفاع، الإثنين، اجتماعاً طارئاً وأصدر توجيهات بتفعيل دور اللجنة الفنية المشتركة لتنسيق عمل المنظمات وتسهيل وتسريع إجراءات نقل المساعدات الإنسانية للمواطنين في كافة أنحاء السودان. وأشار بيان "أوتشا" الى فقدان أكثر من 120 شخصًا حياتهم وتجاوز عدد الأشخاص المتأثرين بشكل خطير 770,000 شخصاً وفقًا لمفوضية العون الإنساني الحكومية. وأعلنت الحكومة قبل أسبوعين حالة الطوارئ في البلاد بسبب الفيضانات غير المسبوقة. ونقل البيان عن باولا إيمِرسون، رئيسة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قولها "نحن في الواقع نتحدث عن واحدة من أسوأ الفيضانات منذ عام 1988 عندما تضرر أو دمر مليون منزل. ونحن نقدم المساعدات لآلاف الأشخاص، ولكن من المحتمل أن تستمر الأمطار، وقد يزداد عدد الأشخاص المتأثرين خلال الأيام المقبلة". ومنذ بداية الموسم في يوليو قدمت منظمات الإغاثة دعماً للحكومة المدنية الانتقالية في السودان شمل المأوى الطارئ والأدوات المنزلية لأكثر من 150,000 شخص فقدوا كل شيء عندما انهارت منازلهم أو جرفتها السيول ومياه الفيضانات. كما قدم العاملون في المجال الإنساني خدمات صحية إلى أكثر من 200,000 شخص تأثروا بالعواصف، ودعمًا مهمًا للمياه والمرافق الصحية لأكثر من 350,000 شخص. وعزا البيان الاستجابة السريعة لتخزين وكالات الأممالمتحدة وشركاؤها، بدعم من المانحين، الإمدادات مسبقًا لتلبية الاحتياجات العاجلة لعدد 250,000 شخص قبل بدء هطول الأمطار. وأضاف" لكن تجاوزت الأعداد كل التوقعات، والحكومة والعاملون في المجال الإنساني الآن في سباق مع الزمن لحشد المزيد من الأموال والإمدادات لمواصلة العملية". وقالت إيمرسون، "الحكومة تستجيب والمانحون يتقدمون. كما تدعم منظمات المجتمع المدني الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات. لكن السودان كان يواجه بالفعل وضعاً صعباً للغاية قبل هطول الأمطار والفيضانات مما زاد من الحاجة إلى المساعدات". ولن تنتهي الأزمة عندما تتوقف الأمطار، وسيظهر التأثير الكامل للدمار في الأشهر المقبلة، حيث تضررت آلاف المزارع في منتصف الموسم الزراعي، مما أضر بالمحصول والأمن الغذائي لآلاف العائلات. كما تعرضت إتاحة الحصول على المياه النظيفة للأضرار، في خضم جائحة كورونا. وحذرت رئيسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان من أن، "ما يقرب من 16,000 مرحاض دمرت وانهار سد بوط مما يعوق حصول أكثر من 100,000 شخص على المياه في ولاية النيل الأزرق وحدها". وتعمل المنظمات الإنسانية في السودان على زيادة عملياتها كما أن الدعم المقدم من المانحين مثير للإعجاب، ولكن خطة الاستجابة الإنسانية لا تزال تعاني من نقص التمويل. وقالت إيمرسون، " تلقينا 15 % فقط من 110 ملايين دولار مطلوبة للخدمات الصحية. هذا هو أقل من نصف الإجمالي الذي جرى تلقيه العام الماضي، عندما لم تكن لدينا جائحة فايروس كورونا ".