جوبا 22 مايو 2012 – اعلن وسيط الاتحاد الافريقي ثابو امبيكي امس عن تجاوب الرئيس سلفا كير مع مساعيه الرامية إلى استئناف المفاوضات بين البلدين لحل المسائل العالقة بينهما والبلدين قد يتفقان هذا الاسبوع على موعد لها. وذلك في الوقت الذي ابدأ فيه كبير مفاوضي حكومة الجنوب تشاؤما نحو استعداد الخرطوم للتفاوض مع جوبا. ويقوم أمبيكي بجولات مكومية بين الخرطومجوبا بهدف إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات في مقر الاتحاد الافريقي في أديس أبابا لحل النزاعات المتعلقة بالنفط والأمن والحدود بعد تعليق المفوضات إثر احتلال هجليج في الشهر الماضي. ودفعت الاشتباكات حول هجليج الاتحاد الافريقي الى وضع خارطة طريق الزم فيه الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات بعد اسبوعين والوصول إلى اتفاق نهائي حول المسائل العالقة في غضون ثلاثة اشهر وتبنى مجلس الامن هذه الخارطة بناء على طلب الاتحاد الافريقي وهدد بفرض عقوبات على البلدين في حالة عدم الالتزام. وكان الرئيس البشير ، في اجتماع له بامبيكي قبل مغادرته إلى جوبا قبل يومين، قد اعلن عن استعداد السودان العودة إلى طاولة المفاوضات إلا أنه اشترط ان يتم حسم المسائل الامنية وعلى رأسها دعم الجماعات المتمردة قبل تناول المسائل الخلافية الاخرى. وصرح امبيكي في تصريحات صحفية بعد اجتماعه بسلفا كير "لقد كان اجتماعا ايجابيا. وأكد الرئيس سالفا كير لنا على التزامه بالتوصل الى تسوية سلمية مع جمهورية السودان." واعرب عن امله في ان يتم التوصل لاتفاق لاستئناف المحادثات في مجرى هذا الاسبوع. وافاد بانه سوف يعود للخرطوم لإجراء مزيد من المشاورات قبل العودة مرة أخرى لجوبا مضيفا إن المهم هو التوصل لجمع الطرفين في اسرع وقت ممكن. وكانت الخرطوم قد طالبت امبيكي بضرورة تقبل جوبا بوقف دعم الحركات الدارفورية وان يتم نقل قوات الحركة الشعبية شمال المرابطة في جنوب كردفان والنيل الازرق إلى جنوب السودان باعتبار انها قوات جنوبية، وهو ما رفضته جوبا في الماضي قائلة بان هذه القوات شمالية ولم تعد لها علاقة بدولة الجنوب المستقلة خاصة وان برتوكول هذه المناطق ينظم امرها. ومن جانبه شكك كبير مفاوضي حكومة الجنوب باقان امون في جدية السودان في استئناف المحادثات خاصة وانها ترفض الامتثال لقرار مجلس الامن بالتفاوض دون فرض شروط مسبقة. " وقال امون الذي شارك في التنوير الصحفي الوسيط الافريقي بعد اجتماعه مع الرئيس سلفا كير، إن الجنوب اقترح على امبيكي دعوة البلدين إلى مفاوضات بدون شروط مسبقة، أو تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بشأن رفض السودان استئناف المفاوضات. وفي الخرطوم صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح ان السودان ينتظر عودة مبيكي إلى الخرطوم يوم الثلاثاء لاجراء محادثات جديدة مع البشير قبل تحديد موعد لاستئناف المفاوضات. وقال ان السودان أبلغ مبيكي عندما اجتمع مع البشير ان الخرطوم مستعدة لاجراء محادثات لكن الامن له الاولوية وهو كذلك بالنسبة الى الاتحاد الافريقي ايضا وإذا وافق جنوب السودان على هذا فستستأنف المحادثات بأسرع ما يمكن. وينفي جنوب السودان اتهامات الخرطوم بتورطه في دعم المتمردين الذين يقاتلون الجيش السوداني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الواقعتين على الحدود مع جنوب السودان.
