الخرطوم 29 يونيو 2012 — رفعت الوساطة الأفريقية المحادثات بين السودان ودولة الجنوب امس بعد أسبوع من الاجتماعات المتواصلة بأديس أبابا، دون التوصل إلى تفاهم مُشترك حول القضايا العالقة، على رأسها حدود 1956م وتحديد نقطة (الصفر) لترسيم المنطقة العازلة المنزوعة السلاح. فى وقت قالت تقارير صحفية نشرت فى الخرطوم الخميس ان رئيس الوزراء الإثيوبي؛ ملس زيناوي يقود مبادرة جديدة للقاء قمة يجمع رئيسي السودان والجنوب عمر البشير وسلفاكير ميارديت، في أديس أبابا مطلع الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع فى جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقالت مصادر أن القيادة الإثيوبية والوساطة الإفريقية ترى أن اللقاء سيعود بمردود إيجابي على تطور العلاقات بين السودان وجنوبه. ورجحت في حال تعذر انعقاد القمة الأسبوع المقبل أن يلتقي الرئيسان في القمة الإفريقية المحددة بالتاسع من يوليو والتي ستشهد أيضاً بحث قضيتي الحدود والأمن. وحددت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى، بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق؛ ثابو أمبيكي، الخامس من يوليو القادم موعداً لاستئناف المحادثات بين شطري السودان ، وعلقت الجولة الحالية وعاد وفدا التفاوض إلى بلديهما امس . وكشف وزير الدفاع السوداني؛ الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، رئيس الوفد الحكومي للمحادثات الأمنية، عقب عودته للخرطوم ، عن تكوين آلية مشتركة بين الجانبين لمراقبة المناطق منزوعة السلاح إلى جانب تكوين آلية طارئة لتقبل الشكاوى والمقترحات حول المناطق غير منزوعة السلاح. وقال ان جولة المفاوضات المنتهية شهدت روحاً إيجابية ومسؤولة بين الطرفين. لكنه انتقد بشدة الخرائط التي قدمها وفد دولة جنوب السودان. وقال إنها تتعارض مع الخرائط التي توجد في إرشيف الأممالمتحدة، بجانب التي تم طرحها على طاولة اتفاقية السلام الشامل الموقعة بكينيا عام 2005. وقال إن طرفي التفاوض سيجتمعان في الخامس من شهر يوليو القادم ثم يعود الطرفان للتفاوض يوم الحادي عشر من نفس الشهر بروج جديدة وبروح إيجابية. وكان الوفدان أكدا في تصريحات صحفية عقب تعليق المفاوضات، عزمهما على تجاوز كافة الملفات المعقدة التي اعترضت المحادثات المنتهية. وتوقع حسين أن تبذل اللجان المشتركة جهوداً مقدرة وصولا إلى نتائج إيجابية تساهم في الاستقرار والسلام. ومن جهته هنأ وسيط الاتحاد الأفريقي؛ ثابو أمبيكي، الطرفين ب"جديتهما"، وقال إن "الطرفين أبديا نضجاً كبيراً وجدية في مقاربتهما للمفاوضات وهذا أمر جيد لمواطني السودان وجنوب السودان". وفى المقابل أعلن رئيس وفد جنوب السودان باقان أموم، التوصل لتفاهمات في الجولة المنتهية، مشيراً إلى أن الجولة المقررة في الخامس من يوليو المقبل ستنفتح على كل القضايا من دون تحديد. وأبلغ باقان الصحفيين عقب عودة وفد الجنوب إلى جوبا امس، بالتفاهم مع وفد الخرطوم على تبني استراتيجية للمحافظة على الروح الإيجابية التي سادت الجولة. وشدد على أن الجولة المرتقبة ستناقش كل القضايا العالقة مجتمعة من دون فرض شروط مسبقة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يطوي صفحة الخلافات بين البلدين. وقال باقان إن الجولة المنتهية شهدت مفاوضات مباشرة بين وفدي البلدين من دون تدخل الوسطاء، وعده تطورا إيجابياً. وأضاف: "الأجواء التي سادت الجولة المنتهية يمكن أن تقود إلى منهج استراتيجي للتفاوض خلال الجولة المرتقبة".
