إفترعت الخرطوم الرسمية حرباً كلامية في خطوة نادرة ضد القاهرة ، وشن مسؤولان رفيعا المستوى فى الحكومة السودانية هجوما على القاهرة واجهزتها الاعلامية ، فى احدث تصعيد سياسى بين البلدين منذ عدة اشهر. وزير الخارجية على أحمد كرتي (سونا) وشهدت العلاقات بين البلدين فتورا ملحوظا منذ الاطاحة بالرئيس المصرى محمد مرسى ،رغم تحفظ الحكومة السودانية فى توصيف ماجرى بانه انقلاب على الشرعية وقطعت يومها بان مايجرى هناك شان داخلى الا ان تداعيات سد النهضة الاثيوبى القت بظلال سالبة على العلاقة بين البلدين فى اعقاب اتهام الاعلام المصرى للسودان بمناصرة اثيوبيا على حساب مصر. وانتقد وزير الخارجية السودانى علي كرتي، المنهج المصري في تعامله مع أزمة سد النهضة الأثيوبي، ودعا الإعلام المصري وبعض الجهات لوقف ما اسماه بالاسلوب ( التهريجي) تجاه القضية، مبيناً أنّ السودان يجرى دراسة كاملة عن ملف السد. وأشار كرتي إلى أنّ السودان سيتضرر حال بناء السد من دون دراسات تثبت سلامته البيئية أو جدواه الاقتصادية للدول الثلاث، وأكد أنّ السودان عندما شعر أنّ هناك تراخياً في النظر إلى تلك المسائل، كون لجنة وطنية تدرس كل جوانب السد ويكون لها حق التعاون مع أية لجان وطنية أخرى أثيوبية أو مصرية، ووصف كرتي وفقاً لما نقلته عنه قناة "الشروق" المقربة من الحكومة وحزبها العلاقات السودانية المصرية بالجيدة، مؤكداً أنّ السودان رفض التدخل في الأزمة السياسية في مصر باعتبارها شأناً داخلياً واحترم خلالها إرادة الشعب المصري وخياره تجاه التغيير. وفى ذات السياق قال مساعد الرئيس السودانى إبراهيم غندور ، أنّ السودان يتمتع بعلاقات جيدة مع كل من مصر والسعودية ودول الخليج، متهما جهات – لم يحددها- بمحاولة تعكير صفو تلك العلاقات، متهماً إعلاميين مصريين بلعب دور سالب في العلاقة مع السودان. واعترف غندور الذى كان يتحدث الى برنامج اذاعى الجمعة بان جهات حاولت تقطيع اوصال العلاقة مع مصر ابان التسعينات لكنها لم تنجح بل عادت الوشائج اقوى - في إشارة لمحاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك بأديس أبابا – وهاجم غندور اعلاميين مصريين قال انهم يلعبون دوراً في توتير العلاقات مع السودان، وقال إنّ أية حكومة قائمة في مصر يجب ألا تتأثر بذلك. وأكد غندور أن السودان ينظر إلى علاقته بمصر بنفس الطريقة الإستراتيجية التي ظل ينظر بها منذ زمن بعيد، وقال إنه ذكر لبعض الإعلاميين المصريين أنّ الشعب السوداني لن ينسى الإساءات من بعض المحسوبين على الإعلام المصري، ولن ينسى بعض المحاولات لتحريض مصر على السودان، وأكد أنّ الشعب السوداني ذكي ومتسامح لا ينسى محاولات احتقاره، ولن ينسى بعض المقولات التي يرمي بها بعض السياسيين في حق السودان. وشدد غندور على أنّ توتر علاقات السودان بالسعودية ودول الخليج ليس سوى سحابة صيف ستمر دون ترك اى اثار . وقال إنه في ظل الحديث عن التوتر بين الخرطوم والرياض أو دول الخليج، فإنّ أكبر الاستثمارات في السودان استثمارات خليجية، وعلاقاتنا بالخليج طبيعية . وازدحم الاعلام المصري خلال الايام الماضيات بالاساءة الى المسؤولين السودانيين وتعدتهم في بعض الاحيان إلى تحقير الشعب السوداني بشكل كامل،غير انه لم يصدر تصريح رسمي من الحكومة او احد مسؤوليها ما يحسب في باب الاساءة للسودان وتركت المهمة للاعلامين.
