الخرطوم 25 يوليو 2014 فندت الحكومة السودانية اتهامات تل أبيب للخرطوم بتصنيع وتصدير الصواريخ التي تستخدمها حركة "حماس" الفلسطينية في قصف إسرائيل، وقالت إن الدولة العبرية تبحث عن كبش فداء، وبررت المقاطعة الإقتصادية التي تتعرض لها البلاد بما يجري في دول الجوار. وزير الخارجية على أحمد كرتي (سونا) ونفى وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن يكون السودان قد أرسل أية صواريخ لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وتساءل كرتي: "كيف يمكن للصواريخ التي زعم أنها سودانية أن تصل إلى حركة (حماس) وهناك 12 ألف كيلومتر تسيطر عليها الأقمار الصناعية الإسرائيلية والعالمية التي تدعم إسرائيل، والجيش المصري يقف على هذه الحدود شبرا شبرا، وكيف يمكن لهذه الصواريخ أن تدخل؟". ونقلت تقارير صحفية عبرية عن الجيش الإسرائيلي قوله إن الصواريخ التي سقطت داخل أراضيه صنعت في السودان وتوعد الخرطوم بردٍ قاسٍ، وهو ما نفاه الجيش السوداني بشدة، الإثنين الماضي. وقال كرتي في حديث للإذاعة السودانية، الجمعة، إن هناك تطويرا لبعض المعدات لا يمكن للسودان أن يصنعها لكن "حماس" بالرغم من ذلك تحصل عليها، وتابع "ما يزعج إسرائيل أن يكون في أحشائها هذا الواقع المتفجر الذي يصنع يوميا من المعاناة قوة تدمر العدو من الداخل". وأكد كرتي أن إسرائيل لا بد أن تبحث لها عن "كبش فداء" وتختار دولة تتهمها مضيفا أن السودان لا ينكر دعمه للقضية الفلسطينية و"لكن أحدا لن يستطيع أن يقول أن هذه الصواريخ المتطورة التي لا توجد حتى في السودان يكون مصدرها السودان". وقصفت إسرائيل في أكتوبر 2012، مصنع اليرموك للصناعات الحربية جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، وقالت السلطات حينها إن 4 طائرات إسرائيلية نفذت الهجوم. ونفذت طائرات إسرئيلية غارة في ابريل 2011 استهدفت سيارة على أطراف بورتسودان بولاية البحر الأحمر وقتلت راكبيها، وفي يناير 2009، تعرضت قافلة لمهربي الأسلحة بذات المنطقة لقصف يعتقد انه إسرائيلي لوقف تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة. مقاطعة بنكية إلى ذلك أكد وزير الخارجية السوداني أن ما يجري من تطورات سياسية في دول الجوار يؤثر مباشرة على مسيرة العلاقات الإقتصادية المشتركة مع تلك الدول. وتشير "سودان تربيون" إلى أن الملاحقات الأميركية للبنوك العالمية التي تتعامل مع النظام المصرفي السوداني تزيد الضغوط على الخرطوم، خاصة بعد أن أوقفت بنوك سعودية وإماراتية تعاملاتها البنكية مع السودان ابتداءا من مارس الماضي. وفرض القضاء الأميركي غرامة على بنك (بي.أن.بي باريبا) الفرنسي تصل إلى أكثر من 9 مليارات يورو بعد أن اتهمته الولاياتالمتحدة بمخالفة قرارات حظر أميركية مع دول تخضع للعقوبات بينها السودان وإيران. وقال كرتي إن السودان يتأثر بمحيطه العالمي والإقليمي وخاصة ما يحدث في دول الجوار إضافة إلى تطورات الأوضاع في غزة وسوريا والعراق. وأوضح أن تداعيات ذلك تلقي بأعباء كبرى على السودان بوصفه جزءاً من منظومة الجوار الإفريقي ومن المنظومة العربية وما يحدث فيها فضلاً عن ما يجري في الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الإفريقي والإيقاد.