الخرطوم 25 أغسطس 2014 قال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني "إن لوقت قد حان للتوصل الى اتفاق حول سد النهضة لتحقيق وتعزيز التعاون المشترك بدول حوض النيل"، وانطلقت بالخرطوم، الإثنين، جولة رابعة من المفاوضات بمشاركة وزراء الري والمياه بالسودان ومصر وإثيوبيا، لحسم الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا حول السد المثير للجدل. اجتماع وزراء الموارد المائية بدول حوض النيل الشرقي بالخرطوم في يناير الماضي صورة من شبكة الشروق وبدأت الجلسة الافتتاحية باستعراض مندوب كل دولة ما تم إنجازه خلال مراحل التفاوض حول ملف السد النهضة، ومن المقرر أن تكون هناك جلسة ثانية، الإثنين، على المستوى الفني برعاية الوزراء عند الاحتياج إليهم، وطرح الرؤية المصرية لاستئناف المفاوضات. وأكد وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، معتز موسى، أن هناك قضايا ملحة ستحل ضمن روح التعاون بدلا من انعدام الثقة. وأشار موسى خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال اللجنة الوزارية الثلاثية (السودان ومصر وأثيوبيا) بفندق السلام روتانا بالخرطوم للاتفاق حول الآلية المشتركة بين الدول الثلاث لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء العالمية حول سد النهضة الأثيوبي. وأفاد أن موقف الدول الثلاث جيد سياسيا وفنيا واقتصاديا ويمكن أن يسهم في التوصل الى اتفاق بشأن الخلافات حول السد لارساء أسس تعاون في الأقليم. وأكد الوزير التزام السودان بالعمل من أجل تعزيز وضمان وتطوير نهضة دول حوض النيل وتحديدا الحوض الشرقي للنيل، لافتا الى أن التفاوض والنقاش بحسن نية يعد أفضل طريق لتحقيق التطور والتنمية المتساوية العادلة لدول الإقليم معربا عن أمله فى أن يتوصل الاجتماع لاتفاق لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة. وقال "إننا في حاجة الى إعادة تحديد أولوياتنا لتقاسم الفوائد في المستقبل بمزيد من الاحترام المتبادل منوها الى أن الدول الثلاث بذلت جهودا جبارة خلال الاجتماعات الثلاثة السابقة ولا بد من التركيز والتعرف على المصالح المشتركة للدول من خلال إبداء حسن النية وعدم التركيز التقليدي بهدف الخروج بأفكار ابداعية لمساعدة التقدم في هذا الصدد. وأضاف معتز موسى أن السودان يقدر لمصر واثيوبيا الحق بأن يكون لديهما بعض الفهم بشأن قضايا سد النهضة وزاد قائلا "إن السودان يرى أن الدول الثلاث ينبغي أن تراجع مواقفها من أجل التوصل الى فهم مشترك وودي للسير قدما الى الأمام". وبدأت إثيوبيا تشييد السد العملاق بتكلفة 4,7 مليارات دولار، على مسافة 40 كلم من حدود السودان، وباكتماله في 2017، سيصبح أكبر سد بأفريقيا، والعاشر عالمياً في إنتاج الكهرباء. وستسع بحيرة السد باكتماله لنحو 63 مليار متر مكعب من المياه، ويولد طاقة قدرها 5600 ميغاوط. وأبدى الوزير تقديره للدور الكبير والحيوي الذي تقوم به دولتا مصر واثيوبيا للتوصل الى عدد من الاتفاقيات حول قضية السد مؤمنا على أهمية التعاون فى حوض النيل والحوض الشرقي للنيل. ولفت الى ضرورة وضع أُسس لحسن الجوار والتعاون من أجل التحكم في مياه النيل لضمان الاستفادة لشعوب الدول الثلاث من موارد النيل لمقابلة احتياجاتها الحالية والمستقبلية دون إلحاق الأضرار بأي منها. ووصل الخرطوم، الأحد، كلٌّ من وزير الري المصري حسام المغازي وزير المياه والطاقة الإثيوبي المايو تجنو، للمشاركة في الاجتماعات الثلاثية، واستقبلهم وزير الكهرباء والسدود السوداني معتز موسى. وأكد وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني أن بلاده ليست وسيطاً في المفاوضات بل شريكاً أساسياً فيها باعتبارها دولة مصب.
