أوصد مساعد الرئيس السوداني نائبه لشؤون الحزب ابراهيم غندور الباب امام اجراء مفاوضات او حوار خارج السودان ، ووجه انتقادات لاذعة الى قوى المعارضة المطالبة بتشكيل حكومة انتقالية . الوسيط تامبو أمبيكي ورئيس الوفد الحكومي مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم غندور وكان الممثل الخاص المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (يوناميد)، محمد بن شمباس اوصى مجلس السلم والأمن التابع للاِتحاد الإفريقي بإدماج جهود الوساطة الخاصة بدارفور والسودان في آلية واحدة تحت قيادة الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو امبيكي، الذي يرأس ايضا فريق الاتحاد الأفريقي الرفيع المستوى للوساطة في الملف السوداني الخاص بالنزاع على المنطقتين – جنوب كردفان والنيل الازرق-. وزار امبيكى العاصمة القطريةالدوحة الاسبوع قبل الماضي والتقى بالوسيط الرئيس لمفاوضات دارفور الوزير احمد بن عبدالله ال محمود قبل ان يلتقي الرئيس عمر البشير في الخرطوم . واعلن امبيكى عقب مباحثاته في الخرطوم عن جولة مفاوضات تجمع الحكومة الى الحركة الشعبية قطاع الشمال في الثاني عشر من اكتوبر باديس تعقبها مباحثات بين الحكومة والجبهة الثورية التى تضم فصائلا من مسلحي دارفور. وبرر بن شمباس في تقريره الذي قدمه لمجلس السلم الافريقي الجمعة قبل الاخيرة ، دمج المنابر وتسليمها لامبيكي طبقا لبيان عن البعثة بهدف ربط قوى الدفع المتباينة لكل من الفريق الرفيع المستوى وبعثة اليوناميد والمبعوث الخاص للسودانَيْن وهيئة الإيغاد ودولة قطر والجامعة العربية في نَسَقٍ واحدٍ مترابطٍ ومتناغم ومُمَنهَجٍ للوساطة. وقال مساعد البشير الذي خاطب المؤتمر العام لحزبه بولاية نهر النيل الخميس "لاتفاوض ولاحوار خارج الخرطوم". واعتبر الخطوة "معيبة" وتنتقص من مساعي الحوار الوطني الذي اطلقه الرئيس عمر البشير واضاف "كيف لنا أن نحترم أنفسنا ونحن نخرج لنحاور بالخارج ورئيسنا هو من أطلق النداء للحوار ". وجدد غندور التزام الحكومة بتوفير الضمانات لمن يريد المشاركة فى الحوار الوطني بالداخل من قادة الحركات، وقال مخاطباً المعارضة المسلحة والسياسية ( ان اردتم الحوار نحن جاهزون ) وأردف ( تعالوا تحت أي مسمى للخرطوم لنتفاوض) مؤكدا ان لا خلاف على المسميات. وكان مسؤولين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم اكدوا ان الحكومة لن تعترف بتنظيم الجبهة الثورية ، الذي يضم تحت لوائه فصائل الحركات المسلحة في دارفور بجانب الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال- . وقال المتحدث باسم المؤتمر الوطني ياسر يوسف في وقت سابق ان الحكومة متمسكة بمفاوضة مسلحي دارفور في منبر الدوحة ،على نحو منفصل عن منبر اديس ابابا المخصص للتفاوض مع الحركة الشعبية على وضعية المنطقتين – جنوب كردفان والنيل الازرق- . وجدد ابراهيم غندور التأكيد على رفض الحكومة الوقف المؤقت للعدائيات وعده محاولة لاستمرار نزيف الدم بفاتورة يدفع ثمنها الشعب السوداني، مشيرا الى أن حزبه قدم الأفضل لوقف الاحتراب والاقتتال من خلال دعوته لوقف فوري لاطلاق النار الدائم. وكان رئيس تنظيم الجبهة الثورية مالك عقار اعلن عقب توقيعه اعلان باريس مع زعيم حزب الامة الصادق المهدي الاستعداد لوقف العدائيات من طرف واحد لشهرين لتمكين ايصال المساعدات للمتضررين من الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق. وإنتقد غندور بشدة مطالبة بعض المعارضين بتشكيل حكومة قومية وتفكيك حزب المؤتمر الوطني من خلال الحوار وقال ان البعض استمرأ الفترات الانتقالية ويريدون للوطن الانتقال المستمر. وجزم غندور بأن الحوار جزء من الاصلاح الذي أعلنه حزبه لبناء الوطن وقال : "لا نريد تكتيكا كما يرى البعض انما نريد من خلاله التوافق على ثوابت في الدين والاقتصاد والوطن والسياسة ). واستعرض غندور محاور المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية مؤكدا أن شعب السودان لم يختلف حول هويته يوماً من الأيام، مشيرا الى متاجرة البعض وتسويقه لهذا الأمر عبر تقسيم شعب السودان الى عرب وأفارقة. وأكد أن مسيرة الحوار ستمضي لتوحيد القوى السياسية وتوحيد المجتمع والمحافظة على تماسكه. وأوضح أن الحزب يسعى لأن تكون قيادته في كل الشُعب والمنظومات طينة خاصة يحتذى بها من خلال تقديم الأنموذج في العطاء والعمل والتعامل مع الناس بالحسنى . وأضاف "لا نريد للرئاسة أن تكون مقعداً خالداً وألا تكون القيادة خالدة، مشيرا الى أن التغيير في الكثير من الولايات تجاوز ال 65% من القيادات." مؤكدا أن تجديد الدماء يأتي ضمن مشروع الاصلاح داخل الحزب . وتساءل قائلا : كيف نكون جديرين بتقديم الأنموذج لأهل السودان واصلاح المستقبل السياسي له إن لم نمارس الديمقراطية الحقيقية داخل الحزب؟