الخرطوم 23 سبتمبر 2014 حذرت سامية أحمد محمد القيادية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ونائبة رئيس البرلمان السوداني مما اسمته "محاولة إعادة إنتاج احتجاجات سبتمبر"، وقالت إن الأحداث كانت لها أسبابها واستغلالها بعد مرور عام غير مجد لجهة ما حدث فيه من خراب وموت، بينما تعهد تحالف المعارضة بالمضي في "طريق هبَّة سبتمبر". بعض ضحايا احتجاجات رفع الدعم عن الوقود في سبتمبر 2013 وسقط عشرات القتلى في احتجاجات العام الماضي على رفع الدعم الحكومي عن الوقود، وبينما أقرت الحكومة بسقوط 85 قتيلا، تقول منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 200 شخصا سقطوا في تلك التظاهرات، ومنذ أن هلّ شهر سبتمبر تزايدت الإرهاصات بإحياء ذكرى الاحتجاجات. ونفت عضو المكتب القيادي في الحزب الحاكم سامية أحمد محمد علمها بأية اعتقالات طالت عدد من الناشطين تحوطا لتكرار سيناريو احتجاجات سبتمبر الماضي. وطالت اعتقالات تحفظية خلال اليومين الماضيين عددا من الناشطين السياسيين في الخرطوم مع اقتراب الذكرى الأولى للاحتجاجات، بينما تلقت أسر الضحايا تحذيرات من السلطات بشأن تنظيمهم لتأبين يحي ذكرى ابنائهم القتلى. وكشف نائب الرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن، الإثنين، عن نشاط جبهة داخل العاصمة الخرطوم تحت مسمى (جبهة تغيير النظام) تسعى لإسقاط النظام، وأكد أن الأجهزة الحكومية على دراية بتلك المجموعة. وتوقعت سامية انخفاضا في أسعار السلع بعد بداية موسم الإنتاج، ورهنت استقرار الأسعار بديمومة الإنتاج ووفرته، وتابعت "هذه مسؤولية جماعية ولا يمكن أن نحمل جهة واحدة القصور"، وزادت "كلنا مسؤولون عن الإنتاج". وأشارت سامية في حديث للصحفيين، الثلاثاء، إلى أن أفراد الشرطة جزء من المجتمع السوداني ولا يتعمدون ضرر المواطنين خاصة أثناء التجمعات وفض الشغب، وأكدت ضرورة أن تكون هناك محاذير كافية لتأمين المواطنين، وأكدت قائلة "إن انتشار الشرطة عادة ما يكون للتأمين ولا يجب أن نسيس وجودها". ويطالب ذوو الضحايا ومنظمات حقوقية وقوى سياسية معارضة بإجراء تحقيق شفاف لكشف المتورطين في قتل المتظاهرين. من جانبه قال رئيس الهيئة العامة للتحالف فاروق أبو عيسى لصحيفة "الميدان" الإلكترونية إن التحالف يسير على ذات الطريق من أجل دولة الوطن والمواطنة لا دولة حزب ولا جماعة، ونوّه إلى أن "طريق سبتمبر هو الطريق الذي سيسلكه الشعب من أجل تحقيق ما يتمناه". واعتبر أبو عيسى احتجاجات سبتمبر "علامة فارقة" في تاريخ السودانيين ونضالهم ضد نظام "الإنقاذ" وجدد الثقة والإيمان بالشعب السوداني، "الذي يمكنه تحقيق ما يريد". وقال المتحدث باسم الحزب يوسف حسين "إن ذكرى سبتمبر فجرت الأزمة الوطنية من جذورها، وخلخلت النظام، وأحدثت شروخات فيه" ودلل على ذلك بإنشقاق جماعات الإصلاح من السلطة "زرافات ووحدانا". وقال يوسف: "لم يتبق أمام السلطة التي بان ضعفها إلا استخدام القمع المفرط والرصاص الحي ضد المواطنين العزل" وتعهد بعدم توقف حركة المقاومة، قائلا: "كل الأسباب التي أدت لسبتمبر موجودة الآن". وطالب القيادي بالتحالف وحزب البعث (الأصل) محمد ضياء بضرورة إجراء تحقيق شفاف وعادل للكشف عن الجناة الذين كانوا وراء قتل ضحايا احتجاجات سبتمبر من العام الماضي، ووعد بالعمل من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني، وإحلال البديل الوطني الديمقراطي. وقال ضياء: "النظام الديكتاتوري الذي يقتل أبناء شعبه كما حدث في هبَّة سبتمبر ويحدث يومياً في مناطق الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق هو نظام ليس جدير بالبقاء".
