وجهت قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال – إنتقادات لاذعة الى حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي بسبب موقفه الداعم للحوار الوطني ، كما بحثت مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وقيادات حزبه التطورات السياسية الراهنة وترتيبات الإعلان السياسى المشترك لتوحيد المعارضة ، والتقت الحركة في إجتماع "لافت" بمجموعة السائحون" في إجتماع مطول توج بالاتفاق على توسطها بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية لاطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى السلطات السودانية. الأمين العام لسائحون مع قيادات الشعبية وعلمت "سودان تربيون" من مصادر موثوقة ان وفد الحركة الشعبية بقيادة ياسر عرمان وجه انتقادات حادة الى المؤتمر الشعبي الذي وصل مسؤول العلاقات الخارجية فيه بشير آدم رحمة ومسؤولة قطاع المرأة سهير صلاح الى اديس للقاء قادة الحركات المسلحة ، والتقي في ذات الإطار بوفد الحركة الشعبية . وطبقا للمصادر فان قيادات الحركة هاجمت بشدة مواقف المؤتمر الشعبى وتسويقه لمشروع "الحوار الوطني" الذي اطلقه الرئيس عمر البشير ،ووصفتها بغير المشرفة ، وأشاروا الى تبني الشعبي ترويج الحوار اكثر من المؤتمر الوطني الحاكم كما ابدت الحركة تذمرها من أصوات الشعبي "النشاز" تجاه وحدة المعارضة . وبحث مفاوضي الحركة الشعبية مع وفد حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي الترتيبات الجارية لتوقيع الإعلان السياسي بين الجبهة الثورية وفصائل المعارضة السودانية . وكانت نائب رئيس جزب الامة مريم الصادق المهدي أبلغت "سودان تربيون" السبت، بان تقدما كبيرا احرز في الحوار الجاري بين القوى الوطنية المتواجدة حاليا في العاصمة الاثيوبية منوهة الى اتفاقها جميعا على أن مشكلة السودان تتلخص في "استمرار السياسات العقيمة" التي يمارسها نظام حزب المؤتمر الوطني،وقالت ان توقيع صفقة سياسية بين تحالف قوى الاجماع الوطني، والجبهة الثورية بات وشيكا. وساطة السائحون وفي تطور لافت عقد الأمين العام لمجموعة "السائحون" فتح العليم عبدالحي اجتماعاً رسمياً مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بحضور أمينها العام ياسر عرمان عدد من قادة الحركة. والمعروف ان السائحون مجموعة تضم كوادرا من الإسلاميين المجاهدين الذين قاتلوا الحركة الشعبية في جنوب السودان قبل الانفصال ، واتخذوا لاحقا موقفا سلبيا من الحكومة التى يرأسها عمر البشير مظهرين عدم الرضا حيال كثير من الملفات والتطورات السياسية. ونقل الأمين العام للمجموعة الى الحركة رؤيتهم العامة للإصلاح و للحل السياسي الشامل وضرورة الاتفاق علي عقد اجتماعي جديد يقوم علي الحرية والعدل وسيادة حكم القانون ودولة المواطنة. وقدم طرحاً لرؤية السائحون للحوار الوطني باعتباره الطريق الافضل للعبور بالوطن من مربع الازمات نحو المستقبل الآمن ،وأنهم ضد الحوار الثنائي. وقال عبدالحي ان خيار الثورة الشعبية يظل من خيارات التعامل مع المشهد السياسي اذا انسدت طرق الحوار مع مراعاة ان السودان يعاني من بنية وأوضاع سياسية هشة يمكن ان يعصف العنف بوجوده ووحدته . وقال فتح العليم انهم ضد فرض الاطروحة الاسلامية بقوة السلاح وأنهم مع الخيار الديمقراطي حتى ولو لم يأتي بالخيار الاسلامي. من جهته تناول عرمان الظلم الذي حاق بالشعب السوداني جراء حكم الاسلاميين في السودان وقال انهم مع وحدة السودان كخيار استراتيجي منوها الى ان مطالبته بالحكم الذاتي للمنطقتين كان موقفا تفاوضيا لان الحكومة لا ترغب في النظر الشامل لقضايا السودان وفرضت منطقها في التفاوض حول المنطقتين وتريد ان تفرض منطقها في تحديد اجندة الحوار والتفاوض . واكد عرمان تأييدهم لمشروع الحوار الوطني وإلتأمه داخل السودان شريطة ان تعقد جلسات تحديد اجندة الحوار وتقديم الضمانات في الخارج ، وقال انهم لا يثقون في الحكومة السودانية ولا في الترابي وان الحوار الوطني عبارة عن صفقة ثنائية معه وان الترابي يفترض فيهم الغباء . وانتقد عرمان عزوف السائحون عن تقديم نقد ومراجعات عميقة لتجربة الاسلاميين في الحكم وان طرحهم في قضية دارفور غير واضح وأنهم متخوفون من تجربة وقوف السائحون مع انقلاب ود ابراهيم . وقالت السلطات السودانية انها احبطت في العام 2012 محاولة لقلب نظام الحكم ، واتهمت مدير الامن السابق الفريق صلاح قوش وعددا من قادة الجيش في مقدمتهم العميد محمد ابراهيم الشهير بود ابراهيم ، بتدبير تلك المحاولة ، وعلنت مجموعة السائحون وقتها تأييدها للانقلابيين وعارضت اخضاعهم للمحاكمات العسكرية . ويشار الى ان الرئيس السوداني عمر البشير اصدر عفوا شاملا ، بعد قرابة العام على اعتقال القيادات المتهمة بتدبير الانقلاب . ورد الأمين العام للمجموعة على عرمان بان السائحون قدموا نقداً موضوعياً لتجربة الاسلاميين في الحكم كما قدموا مراجعات عميقة تمثلت في وثيقة الاصلاح الشامل وأنهم يعترفون بخلل صاحب ولازم تجربة الاسلاميين في الحكم وأنهم ضد الانقلابات العسكرية وان وقوفهم مع ود ابراهيم من باب الحقوق والمحاكمة العادلة والحريات وليس من باب مناصرته في العمل العسكري . وقال للسائحون مواقف واضحة في قضية دارفور وأنهم مع الحل السياسي لازمة دارفور ومع الاعتراف بالمظالم الخاصة لإنسان دارفور مؤكدا تاييدهم الموروث السوداني في العفو والمصالحة . وتوج الاجتماع بالاتفاق على عقد جلسه موسعة بين الحركة ومجموعة السائحون خلال الايام المقبلة يتم فيها طرح الاوراق والوثائق للطرفين والوصول الي تفاهمات سياسية . كما جرى اتفاق على ان تمثل السائحون وسيطاً بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية لتبادل الاسري وقال عرمان ان قضية الاسري قضية انسانية غير خاضعة للمزايدات السياسية وأنهم موافقون علي ان تكون السائحون وسيطاً بينهم والحكومة .