الخرطوم 8 ديسمبر 2014 وصل تصعيد العمليات العسكرية بين الجيش السوداني ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، إلى تخوم كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، الإثنين، بالتزامن مع تعليق جولة المفاوضات بين الحكومة والحركة بأديس أبابا إلى يناير المقبل. منزل في كادقلي سقطت علية قذيفة في اكتوبر الماضي .... الشروق وحسب شهود عيان فإن سكان كادقلي سمعوا أصوات اطلاق الصواريخ، وأقر المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد بسقوط قذائف من دون وقوع خسائر في الأرواح في أطراف المدينة التي تعرضت لقصف المتمردين بصواريخ الكاتيوشا أكثر من مرة. وتقاتل الحكومة متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ نحو 3 سنوات، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما. وقال شهود عيان بكادقلي صباح الإثنين إنهم سمعوا أصوات اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وتحليق كثيف للطيران الحربي وأصوات انفجارات. وأعلن الجيش السوداني أنه صَدَّ هجومين لمتمردي الحركة الشعبية، على نقطة تفتيش تابعة لقواته غربي عاصمة جنوب كردفان بالتزامن مع هجوم على منطقة (بلنجا)، مؤكداً أنه كبد المتمردين خسائر كبيرة في الآليات والأفراد. وقال قائد الفرقة 14 كادقلي عبد الهادي عبد الله، لتلفزيون الشروق، عقب وقوفه على الأوضاع بمنطقة بلنجا، إن قواته تسيطر سيطرة تامة على مناطق انتشارها بعد أن تمكنت من صد هجوم شنه المتمردون على نقطة مراقبة للجيش السوداني غرب كادقلي بالتزامن مع الهجوم على موقع بلنجا. واتهم الجيش السوداني، الثلاثاء الماضي، متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، بشن هجوم على قريتي "بلنجا" و"العتمور" بولاية جنوب كردفان، وهو الاتهام الثاني خلال 48 ساعة، بعد أن اتهم المتمردين، الإثنين، بالإغارة على منطقة "الإحيمر". وجدد قائد الفرقة التأكيد على صمود القوات المسلحة وقدرتها على حماية الولاية، مؤكداً أن الجيش كبد المتمردين خسائر - وصفها بالكبيرة - في الآليات والأفراد، وأبان قائد الفرقة 14 أن قواته لا تزال تطارد المجموعة التي نفذت الهجوم. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إنه في عملية خاطفة أقدمت الحركة الشعبية صباح الإثنين، على مهاجمة منطقة "بلنجا" جنوبي مدينة كادقلي. وقال الصوارمي لصحفيين بوزارة الدفاع، إن القوات المسلحة تصدت للمهاجمين الذين تميز هجومهم بالعشوائية والتشتت حيث لم تكن هناك أهدافاً واضحة وتوجهت بعض قذائفهم إلى مواقع أخرى قرب مدينة كادقلي لا علاقة لها بمنطقة "بلنجا". وأكد المتحدث باسم الجيش استقرار الأوضاع بمدينة كادقلي "إلى أبعد الحدود والمواطنون يزاولون حياتهم بصورة طبيعية". وتابع "لا بد من الإشارة إلى كثرة التصريحات الكاذبة التي أصبحت الحركة الشعبية تبثها في هذه الأيام تنفيذاً لما أعلنه بعض قيادييها في أديس أبابا أن الحرب والحوار سيسيران على قدم سواء في خططهم القادمة". وأكد الصوارمي أن القوات المسلحة ستواصل نشر قواتها حسماً للتمرد، قائلا "الهجمات المتفرقة التي باتت الحركة الشعبية تقوم بها هنا وهناك هي محاولة لتشتيت وإبعاد نظر القوات المسلحة عن أهدافها الأساسية في حسم المتفلتين وترسيخ دعائم الاستقرار بالولاية". وكان الجيش أعلن، الأحد، انتشار مكثف لقواته خلال الفترة الأخيرة بالولايات المتوترة وغير المتوترة لبسط هيبة الدولة، وأكد الاستمرار في عمليات "الصيف الحاسم" للقضاء على التمرد في المناطق الملتهبة. وقالت النشرة الدورية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان "أوشا" إن 8 أشخاص قتلوا جراء القصف الجوي والقتال البري بين الحكومة وقوات الحركة الشعبية شمال، في الفترة ما بين 17 و23 نوفمبر بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكدت "أوشا" تلقيها تقارير عن زيادة كبيرة في عمليات القصف الجوي، والقتال البري في أجزاء من ولاية النيل الأزرق، دون أن ترد تقارير عن معدلات نزوح المدنيين. وفي العاصمة الأثيوبية أديس أبابا حيث تجري مفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية شمال، أعلنت الوساطة، الإثنين، تعليق الجولة التاسعة من المفاوضات بين الطرفين بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق إطاري. ويصر مفاوضو الحركة على توسيع أجندة التفاوض لتشمل أزمة دارفور وبقية قضايا البلاد، بينما تتمسك الحكومة بقصر المنبر على منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأخفقت جولات التفاوض بين الخرطوم والمسلحين في مساري المنطقتين ودارفور بأديس أبابا في التوصل الى أي تسوية تمهد لإنهاء الحرب.