حرض يوسف القرضاوي في 21 فبراير 2011م على هدر دم معمر القذافي وقتله برصاصة بذريعة ملفقة وكاذبة...على أنه قذف شعبه بالطيران!! فهل كان القذافي يستحق هدر دمه، خاصة إذا فهمنا إن تهمة قصف شعبه تهمة مكذوبة وصناعة إعلامية مفبركة؟ العديد من ملوك ورؤساء الدول العربية قتلوا شعوبهم أو جيرانهم المسلمين بالطيران الحربي بلا استثناء (ومنهم من فعلها بالكيميائي)، فلماذا يصبح فجأة القذافي في نظر القرضاوي الاستثناء؟ ولماذا يقول عثمان الخميس، صبي بن عثيمين، بجواز قتل الأسير (القذافي والمنتصر)؟ ولماذا قال الخميس أن القذافي غير مسلم؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه المقالة، ملقيين الضوء على تاريخ نشأة وتطور "الإمبراطورية الوهابية" وعلاقتها بتنظيم الأخوان المسلمين، وهو تنظيم سلفي وهابي (مثله ومثل أنصار السنة المحمدية) يستخدم التقية ولافتة مغايرة عن جوهر دعوته المبطنة، مستغلا جهل العامة بالدين الإسلامي. أنظر إنهما يستخدمان نفس الشعار (السيف)، وهكذا يسقطان تصورهما للإسلام على أنه قام بحد السيف!! إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل ثم سنشير في هذه المقالة إلى ولادة طفل جديد، وهو هجين سرطاني من رحم الوهابية يسمى بالسروريين، وهو خليط عقائدي من السلفية الوهابية التكفيرية والقطبية التكفيرية – فقد دق الله بينهم عطر منشم، فأخذ الجنين السرطاني يهدد السلفية الأم في عقر دارها وفي الصميم. ولا شك أن السلفية بنوعيها (البيضاء والسرورية) تمددتا في السودان بشكل مخيف على يد دولة المؤتمر الوطني، والشعب السوداني صامت بل جاهل بمخطط المؤتمر الوطني الذي سلم السودان لقمة رخيصة للثعبان السعودي الذي أخذ يلتف حول عنق الشعب السوداني بالتدريج ولن يتركه حتى يبتلعه!! لا حاجة إلى التفصيل على أن الطيران الليبي قصف مخازن السلاح حتى لا تقع الأسلحة في يد "ثوار القرضاوي"...ولكن قناتي الجزيرة والعربية والإعلام الغربي زيفوا الأخبار على أنه يقذف شعبه!! كتب الدكتور الكويتي محمد الصقر الجبوري، وهو شقيق جاسم الصقر الذي يمتلك صحيفة القبس: (اللهم ارحم القائد معمر القذافي وأبنائه وكل من قاتل في معركة الشرف والرجولة ضد الناتو وعملائه الجرذان – اللهم تغمدهم بواسع رحمتك وتقبلهم شهداء في واسع جنانك. إن بداية شرارة أحداث ليبيا بدأت بكذبة كبيرة من قتل المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي عليهم (وكل الأفلام التي قاموا بتصويرها هم بأنفسهم العملاء وأرسلوها لقنوات الفتنة تظهر إن رجال الشرطة والأمن قاموا بداية بمحاولة تفريقهم بالعصي لا أكثر ولا اقل) - ثم بعدها حتى الشرطة والأمن تم سحبهم لمحاولة تهدئة الأمور – إلا أن العملاء قاموا بما هو مخطط لهم من أسيادهم وقاموا بالهجوم على المعسكرات وقتل الجيش ورجال الأمن واخذ الأسلحة من المخازن التابعة للجيش وبدءوا بقتل الجيش والشرطة والأمن – وتقوم قنوات الزور بالكذب وتغيير الحقائق – ثم الكذبة الأخرى (ضرب وقصف المتظاهرين بالطائرات) وكان الهدف منها لفرض حظر الطيران من قبل حلف الناتو لبدا المرحلة الثانية وهي قصف وضرب القوات الليبية للسماح للعملاء بالتقدم نحو المدن الليبية الأخرى - مع الكذبة الثالثة وهي وجود المرتزقة الأفارقة لتحفيز بقية المدن على الخروج ضد الشرعية في ليبيا وهكذا بدأت المدن بالخروج نتيجة وجود العملاء فيها - وخاصة (مصراته يهود ليبيا) - وثم الكذبة الأخرى الرابعة وهي أن الجيش الليبي وهم يطلقون عليه (القوات للشعب الليبي المسلح) ومن معه من المرتزقة يقومون باغتصاب النساء والسرقة والقتل - والواضح بالدليل القاطع ومن أفلامهم واعترافاتهم أنهم هم من يقومون بالقتل والسرقة والنهب وهتك الأعراض - ثم وصل الأمر إلى أن يقوم حلف الناتو بعملية إنزال على منطقة تاجوراء (شمال شرق مدينة طرابلس) مع الاتفاق مع المسئول عن حماية طرابلس من جهة الغرب (البراني اشكال) قائد كتيبة محمد المقيريف بحيث قام هذا الخائن بإعطاء إجازات للوحدة كاملة وبهذا تم احتلال طرابلس- ثم بدأت مرحلة أخرى وهي الهجوم على مدينتي سرت وبني وليد لوجود المقاومة ورجال الدولة بعد انسحابهم من طرابلس وبدا الهجوم من قوات الناتو بالقصف (وهو من جاء لحماية المدنيين) فأين حماية المدنيين من قتلهم بالقصف والحصار؟ من يوجد في سرت وبني وليد ليس لهم أي أهمية وليسوا بشر - ومن مع الناتو (الجرذان) هم البشر والمدنيين وهم أصلا عبارة عن مجموعة من المجرمين والسراق وهذا لا يقبل الشك ومن تصرفاتهم وأعمالهم فهي ليست تهمة بل أصبحت حقيقة) أ.ه.. ويذكر د. الصقر عن أهل مصراته في مقاله التالي:.. (مصراته الحاقدة على الليبيين – كما ذكرنا سابقا أنها مدينة أهلها من أصول ليست ليبية بل من الأتراك من بقايا الانكشاريين- وشركس - وعملاء القوات الايطالية التي كانت تحتل ليبيا - مع وجود نسبة كبيرة منهم من اليهود). ويضيف كاتب المقال أيضا لكلام د. الصقر أن هنالك أيضا ليبيين من أصول يونانية!! ولكن أغلبية الهجين تجري في دمائهم الدماء الإيطالية والتركية، وكلهم يجيدون فن قبض الريالات السعودية كمعارضة ليبية في أوروبا وأمريكا – وعايشتهم ورأيتهم بعيني في ميونيخ!! وكل أحلام هؤلاء المهجنين هي أن يستمتعوا بالثروة الليبية على طريقة فخفخة مواطني دول الخليج!! أقرأ مقالته كاملة هنا: http://pulpit.alwatanvoice.com/conte...nt/240858.html التاريخ العربي السني المعاصر ملئ بالمجازر، فهل يدرك القرضاوي ذلك أم أنه يتجاهله؟ فمثلا إكمال احتلال الجزيرة العربية تم عام 1926م على يد تشارليس ستيوارت قائد القوات الجوية البريطانية (الطيران الملكي البريطاني) حليف عبد العزيز ابن سعود صحبه شلال من الدماء والجثث!! سحق تشارليس ستيوارت قائد القوات الجوية الملكية البريطانية قبائل الثوار شمر ومطير والعجمان وعتيبة والعجمان وقحطان وحرب فسحقهم الطيران الملكي البريطاني وعائلاتهم وقبائلهم جوا وطحنهم طحنا، وقد شتت شملهم فهربوا بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم شمالا من الإرطاوية ومرورا بالعراق وحتى فلسطين!! ومجموع هذه القبائل شكل ما يسمى بالإخوان –لأن مطير وشمر تآخيا- ويعود تسميتهم بالإخوان حين آخاهم الداعية السائح المتصوف عبد الكريم المغربي، وأسم "الأخوان" سرقه الداعية المصري حسن البنا بإيعاز من السفارة البريطانية عام 1928م ودعم من الملك فؤاد الأول، وكان عمر حسن البنا وقتها اثنين وعشرين عاما، واستمرت الرعاية على يد أبنه الملك فاروق الأول، وتهدف السرقة لتفريغ اسم "الأخوان" من مضامينه الثورية حين وصل أخوان نجد وحتى فلسطين – فارتعب البريطانيون أن يدخل فيروسهم الثوري مصر 1926-1931م!! وملف حسن البنا بدار الوثائق البريطانية ممنوع فتحه مطلقا، حتى إنهم رفضوا لأبنه سيف الإسلام حسن البنا أن يطلع عليه. وربما أفرجوا عن بعضها مؤخرا لصالح السلفية. كتب الكاتب المصري طارق حجى في الأخوان المسلمين مقالة بعنوان: دانات، قال فيها: (الائتلاف والتحالف مع الإسلاميين (بل ومع غلاة التطرف منهم) كان منتجا ذا منبعين: فهو من منتجات حقبة الحرب الباردة، إذ استعمل الإسلاميون ضد الاتحاد السوفيتي وضد نظم اشتراكية (أو تبدو كذلك) مثل النظام المصري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي (حرب السعودية المدعومة أمريكيا مع مصر المدعومة سوفيتيا علي أرض اليمن). وكان شعار المرحلة (في هذا الشأن) أن (عدو عدوي هو حليف لي). ونظرا لأن الإسلام السياسي كان (بتفاهة وسطحية منقطعتي النظير) نعم الحليف ضد الاتحاد السوفيتي وأنسبائه! وأما المنبع الثاني لهذا الائتلاف فقد كان أمريكي-سعودي المصدر. وهذا المنهج (المفتقد كلية للثقافة وللحس التاريخي) هو نهج مخابراتي بريطاني منذ أوائل القرن العشرين. فقد كانت الأغلبية في المخابرات البريطانية (إم. آي.6) تعمل مع عبد العزيز آل سعود (المندمج آنذاك مع إخوان نجد ذوي الهوس الديني لكي يمد نفوذه ويسيطر علي معظم الجزيرة العربية، بل وحارب معه في بعض معاركه ضباط بريطانيون، بل ومات بعضهم وهو يحارب ضمن قوات عبد العزيز آل سعود. ونفس المخابرات (البريطانية) هي التي ساعدت حسن البنا علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر سنة 1928 أي بعد سنة واحدة من وفاة قائد الحركة الوطنية المصرية سعد زغلول الذي رأت بريطانيا والملك فؤاد ضرورة تأسيس حركة الإخوان في محاولة منها لسرقة الشارع المصري (باسم الإسلام) من الوفد المصري الذي فقد زعيمه منذ عام واحد. ومعروف أن الأب الروحي لحسن البنا هو السوري المتزمت محمد رشيد رضا (صاحب تفسير المنار) والذي كان وصلة الصلة بين حسن البنا وعبد العزيز آل سعود والذي كان قد أصبح (بعون الإنجليز) ومنذ ثلاث سنوات (1925) ملك الحجاز وسلطان نجد...وحتى اليوم، لم تعترف الولاياتالمتحدة بخطئها وخطيئتها التي جعلت العالم الذي نعيشه اليوم عالما خطرا، وأحيانا كثيرة عالما كريها). أ.ه. ونقول نحن، فشل طارق حجي أن يربط ما بين أخوان نجد وأخوان حسن البنا التي أسسها وعمره لم يتجاوز اثنين وعشرين عاما في سنة 1928م..وبالطبع لا يربط أخوان نجد وأخوان حسن البنا سوى الاسم فقط، فقد سرق حسن البنا أسمهم عام 1928م!! وكذب الأخوان المسلمون لاحقا حين أدعوا أن الملك فاروق أغتال حسن البنا عام 1948م، وهذه الكذبة للتغطية على علاقة وتحالف البنا مع علي ماهر رجل القصر وهمزة الوصل للعلاقة الخفية التي كانت تربط البنا بالملك فاروق!! فمكتب حسن البنا مكتب الإرشاد منع أتباعه من قتال الانجليز على القناة بمنشور للمرشد ومنعهم من القتال في فلسطين ومن قاتل منهم قاتل بالتمرد على التنظيم. ومن الممسكات على البنا ركوبه عربة الحكمدار سليم زكي لتهدئة الجماهير المصرية الثائرة بسبب اتفاقية صدقي-بيفن...وكان الأخوان يدعمون حكومة رئيس الوزراء إسماعيل صدقي "العميل لبريطانيا" المعادية للشعب المصري، فمدح الأخوان رئيس الوزراء صدقي هكذا (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)..مذكرات يوسف القرضاوي كلها أكاذيب منحولة!! http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=283084& من يدرس تاريخ حسن البنا يجده من جانب يرتبط بالسفارة البريطانية وبسرايا القصر الملكي المصري، ومن الجانب الآخر بالمملكة السعودية عن طريق المرتزق اللبناني الأصل المصري الإقامة السلفي محمد رشيد رضا (ت 1935م) وكان من أوائل الذين خدموا آل سعود وله كتاب باسم الوهابية والحجاز، وكان حسن البنا مفتونا بمحمد رشيد رضا. يلقى الكاتب سمير شرباش الضوء على علاقة السعودية بحسن البنا في النص التالي: (ويطرح د. محمد أبو الأسعاد في دراسته (السعودية والإخوان المسلمون) سؤالا مؤداه.. هل هناك علاقة بين تجربة جماعة الإخوان الوهابية في السعودية 1912 وبين تجربة جماعة الإخوان المسلمين في مصر 1928؟ ثم يقول «المؤلف» يجيبنا الدكتور محمد حسين هيكل على هذا السؤال الملح والمحير في مذكراته في السياسة المصرية قائلا.. (انه قبيل سفره للحج في عام 1936 علم أن على ماهر باشا - رئيس الوزراء - يريد أن يعيد العلاقات بين الدولتين السعودية والمصرية.. فذهبت إليه وعرضت عليه معاونته لتحقيق مقصده.. ثم سافرت إلى الحجاز على ظهر الباخرة (كوثر) وإنني لفي بهوها يوما بعد أن ارتديت رداء الإحرام إذ تقدم إلىّ حاج لم أكن قد رأيته من قبل وقدم نفسه، ذلك هو الشيخ حسن البنا، وقد ذكر لي يومئذ أنه ألف جمعية الإخوان المسلمين لتهذيب الناس تهذيبا إسلاميا صحيحا وأنه يطمع في قبولي رئاستها، والرجل لبق حسن الحديث حلو الإلقاء عرفت ذلك عنه في هذه المقابلة وعرفته بعد ذلك أثناء مقامنا بالحجاز فكان يقف في كل جمع خطيبا واعظا يتلو آيات القرآن في مناسبتها ويلقى خطبه في عبارة بليغة وعربية صحيحة وقيل لي وأنا بالحجاز - إن له صلة بالحكومة السعودية وإنه يلقى منها عطايا ومعونة..)- وتؤكد تقارير جهاز البوليس السياسي ما انتهى إليه الدكتور (محمد حسين) هيكل من وجود صلة لحسن البنا بالحكومة السعودية وأنه يلقى منها عطايا ومعونة وتؤكد هذه التقارير الأمنية أن حسن البنا مرتبط ببعض دوائر الحكم السعودي وله اتصالات مشبوهة بأجهزة النظام السعودي وأنه يسمح له في مواسم الحج بنشاط واسع ويُسْتَقْبَل من رجال الدولة السعودية استقبالا ينم عن الحفاوة والاهتمام الخاص). تجد النص كاملا هنا: http://www.elghad.com/Read.asp?News_Id=2010100011542 يمكنك تحميل الكتاب المهم للدكتور محمد أبو الأسعاد بعنوان (السعودية والإخوان المسلمين) من هنا، (أختر وصلة التحميل Megaupload تنزيل عضوية عادية): http://arablib.com/harf?view=book&li...91TkojaGVkKVU2 وكتاب الدكتور محمد أبو الأسعاد كتاب مهم جدا، وأقترب من الحقيقة أن الأخوان المسلمين في حقيقة الأمر سلفيون ببرقع أشعري زائف ارتمى مؤخرا في حضن السلفية فأنتج السروريين. إذن سرقة اسم أخوان نجد وتفريغ مضامينه الثورية خطة سعودية بريطانية نفذها لهم حسن البنا!! وعموما، يعزى سبب تمرد الأخوان النجديين بقيادة فيصل الدويش وسلطان بن بجاد ضد عبد العزيز بن سعود عام 1926م وحتى 1931م لاكتشاف الأخوان متأخرا جدا أن عبد العزيز ابن سعود رجل بريطانيا...وكان يخدعهم ويخبئ عنهم هذه العلاقة المحرمة في نظرهم منذ 1912م!! وقد سبب انقلاب الأخوان على بن سعود وتكفيره وتكفير أبنائه حرجا له وللبريطانيين، وقد كانوا سابقا السيف الدموي الذي أخضع به بن عبد العزيز الجزيرة العربية لسلطانه، فأدعى بن سعود كذبا أن فيصل بن الدويش وحركة الأخوان رغبوا في "تمديد الجهاد" وحتى العراق – لذا هو يحاربهم!! احتاج البريطانيون لتصفية ثورة الأخوان خمسة سنوات 1926-1931م!! وأترك جانبا مذابح الأخوان أنفسهم التي تقارب المليون نسمة في مجموعها - ففي الطائف مثلا ذبحوا عدة آلاف من سكانها تحت عنوان التكفير والغنيمة والسلب بإيعاز من بن سعود ومستشاره سنت جون فليبي!! وعن كيف ذبح بن سعود الأخوان راجع صفحة الدكتور (السروري) حاكم المطيري، يقول: (لقد مارس الطيران البريطاني وحشية مفرطة في قصفه وضربه خيام البدو دون تمييز ودون إدراك للأزمة التي تعيشها القبائل العربية وهي تتعرض لخطر يهدد صميم وجودهم جراء الوضع الجديد وتحديد الحدود على أرض آبائهم وأجدادهم لخدمة المشروع الاستعماري البريطاني للمنطقة)، الوصلة: http://www.dr-hakem.com/Portals/Cont...1RPT0rdQ==.jsp وتتالت جرائم النظام السعودي في حرب اليمن 1961-1968م، وكان الطيران السعودي لا يعفي حجرا ولا بشرا على الحدود وداخل اليمن!! ثم جرائم السعودية حين دعمت الملك حسين لذبح الفلسطينيين في سبتمبر 1970م (أيلول الأسود)، فقد أرسلت الرياض أرتالا من الجنود السعوديين بسلاحهم وقد ألبسوهم اللباس العسكري الأردني وتم ذبح آلاف مؤلفة من الفلسطينيين وجرت دماؤهم شلالات!! هذا الدعم السعودي للأردن كان جزءً من خطة تكتيكية لاستدراج جمال عبد الناصر لمعرفتهم أنه سيعلن عن قمة عربية لأنه لا يرضي أن يُراق الدم الفلسطيني، فحين يكبر عدد موظفي البروتوكول المصري الرئاسي لحضور 22 وفدا عربيا زائرا تقل إحكام الرقابة نسبيا على أمن الرئيس، وهكذا نجحوا بهذه الحيلة إلى استدراجه لمؤتمر ثم نجحوا في وضع سم الأكونتين له في كوب من العصير في مطار القاهرة الدولي!! وأكبر مذبحة جرت في تاريخ المسلمين على الإطلاق هي مذابح باكستان الشرقية (بنغلاديش) 1971م على يد باكستانالغربية، مولها النظام السعودي، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من ثلاثة ملايين نفس مسلمة، وعلى يد من؟ على يد الملك فيصل!! راجع: http://www.hawaii.edu/powerkills/SOD.TAB8.2.GIF ثم جرائم صدام حسين التي أقترفها في حق الأكراد والشيعة – وذكرى حلبجة ماثلة للأذهان، وأخيرا وليس آخر ضرب الطيران السعودي الشيعة الحوثيين لمدة ثلاثة أشهر بطائرات ال F18، والمدهش أيد المؤتمر الوطني هذه المجزرة عندما أرسل علي كرتي لليمن مؤيدا أفعال علي عبد الله صالح!! ثم الجرائم التي نفذها النظام السوداني الإسلامي نفسه في جنوب السودان، ودارفور، وجنوب كردفان والنيل الأزرق.. فكلها هي جرائم غريبة عن طبيعة وتقاليد وثقافة وأخلاق السودانيين. والمتفحص لظاهرة هذه الجرائم السودانية يكتشف أن سببها هذه "النفحة" الإجرامية التي حملتها الرياح الجنوبيةالغربية عبر البحر الأحمر، وجلبت لنا معها سحب الثقافة السلفية المتسربة نحو السودان بخفية والمصدرة من دول الخليج. وقد لعب الغرور بالجالسين في السلطة أقصاه حين توهموا الدعم اللامحدود من مجلس التعاون الخليجي لكونهم أصبحوا حلفاءً له، وتخيلوا أن في استطاعتهم فعل أي شيء إجرامي باسم الدين على الشعب السوداني طالما هم مرتمين في حضن أنظمة دول الخليج السلفية. وحين أدركوا متأخرا جدا أن الخليج يلعب بهم لصالح السلفية المحلية الراديكالية، أصبحوا كمن أنطبق عليه المثل: طارت السكرة وجات الفكرة!! في كل هذه الأمثلة الإجرامية السابقة الذكر نحو المسلمين الموحدين وغير المسلمين ونحو الإنسانية لم يستنكرها رجل دين سني واحد في العالم العربي على مدى قرن ونيف..ولم يستعظم أحدهم دماء المسلمين وغير المسلمين، ولم يفتي أحدهم ولو بفتوى صغيرة واحدة يدينها!! هذا شيء غريب؟! أليس صمت رجال الدين بليغا وملفتا للنظر؟ هنالك تفسير واحد يفسر هذا الصمت: حين سقطت الدولة العثمانية عام 1918م وانتهى وجودها في العالم العربي بحدود عام 1920م أخذ رجال الدين السنة، وخاصة الأحناف، في البكاء واللطم وسف التراب على الخلافة الإسلامية الضائعة وحتى الأربعينيات، لأن الباب العالي في اسطنبول كان هو الذي يدفع رواتب رجال الدين من أئمة المساجد والمحاكم وغيرها وكذلك منصرفات الزوايا والتكايا في الإمبراطورية العثمانية، والاحتفالات بالمولد النبوي!! وحين حلت السعودية مكان الإمبراطورية العثمانية وأمدت هؤلاء بالرواتب والعطايا والهبات هرعوا لسيدهم الجديد ونسوا اسطنبول، فتوقف البكاء والنواح على الخلافة العثمانية الضائعة!! وخلافا للسيد القديم، عاملهم السيد الجديد بأسلوب العصا والجزرة، وهكذا تم استقطابهم للسلفية الحشوية زرافات زرافات وهم يهتفون في السر والعلن ابن تيمية وحده لا شريك له!! لقد وضحت القضية إذن..يقترف النظام السعودي السلفي الحشوي من الجرائم الإنسانية ويفعل بالمسلمين الموحدين ما يشاء ويصمت رجال الدين السنة خوفا من أن يفقدوا رواتبهم ووظائفهم وإعاناتهم وامتيازاتهم التي تأتيهم من السعودية ودول الخليج!! وتعدى الدفع السعودي الأفراد إلى المؤسسات، فهنالك بضعة ألوف من المؤسسات والهيئات والجمعيات على مستوى العالمين العربي والدولي التي تروج للمذهب الوهابي السلفي خارج مجلس التعاون الخليجي وتدفع لها السعودية ودول الخليج بسخاء ومعظمه سرا، حتى الأزهر صار أحد هذه المؤسسات التابعة للنظام السعودي، وأيضا فقدت الجامعات السودانية استقلاليتها العلمية – خاصة جامعة أفريقيا وأمدرمان الإسلامية، وجامعة القرآن الكريم، والرباط الوطني!! ويقدر ما صرفته السعودية للترويج للمذهب الوهابي من عام 1974م وحتى 2000م فقط بأربعة وسبعين مليار دولارا. فكم بلغ الصرف ما قبل عام 1974؟ ولهذه الأسباب مجتمعة صمت رجال الدين السنة الفقراء الذين يقتادون من كلأ آل سعود عن الجرائم الإنسانية التي يقترفها النظام السعودي وغيره من الأنظمة العربية السنية الخليجية في العلن أو في السر!! والإعلام العربي السني يطفح بالشكوى حتى من الأنظمة العربية التقدمية بدون استثناء، فكاتب المقال لم يأتي بشيء جديد!! ولكن الجديد هو تشخيصنا أن دموية هذا الأنظمة العربية تعود بلا شك إلى تبني فهم ديني منحرف عن جوهر وروح الرسالة المحمدية!! وحقا على آل سعود أن يفرحوا بحصادهم الذي زرعوه منذ بداية القرن الماضي في العالم العربي والإسلامي!! أما السروريون فهم الجنين المشوه للسلفية البيضاء (أي السلفية الوهابية الكلاسيكية) وهم جينيا genetically خلطة عقائدية من السلفية (الوهابية) التكفيرية التقليدية وعقيدة سيد قطب التكفيرية (القطبية)، وكما يحدث في أية جماعة أيديولوجية، فقط انشق تيار السروريين عن الأيديولوجية الأم وأصبح له حجم ضخم وثقل جماهيري في الخليج أرعب آل سعود والدول الخليجية كافة، لذا تحضن حكومة المؤتمر الوطني هؤلاء السروريين لعدة اعتبارات: منها تدجينهم حتى لا تنقلب السرورية على الدولة السودانية، ومنها المزايدة على دول الخليج سياسيا. فالسروريون يتخذون من السودان "قاعدة" متقدمة لهم لأنهم مطاردون من قبل دول الخليج، ومن مهام هذه القاعدة التبشير بفكرهم التكفيري السروري في القرن الأفريقي، وهم نشطون جدا في الصومال، الحبشة، واريتريا وكذلك بغرب السودان أي دارفور، فقد نجحوا في استقطاب (سرقة) الدكتور خالد عبد اللطيف وهو من أبناء الأبيض وكان إماما لمسجد المركز العام لأنصار السنة بالسجانة، وكذلك "سرقوا" صلاح حمتو من أبناء أم روابة وهو إمام مسجد دوحة الإيمان بالمنشية ويتبع المسجد للسفارة القطرية، وهذه "السرقات" جلبت عليهم حنق وغضب أنصار السنة. أما الشرق "فسرقوا" من الدكتور الحبر نائبه سليمان عثمان أبونارو ..أهدوه عربة برادو!! ولهم "قاعدة" أخرى في اليمن، وهنالك مؤشرات أن علي عبد الله صالح يتبناهم خلف ظهر الرياض وواشنطون. ولهم علاقات مكثفة خارج السودان، ومن الداعمين لهم الدكتور أحمد الصويان وهو المشرف علي مجلة البيان لسان حال المنتدى الإسلامي بالعاصمة السعودية الرياض (وللمنتدى) الكثير من المكاتب الفرعية بالدول الإفريقية والأسيوية. ومن السروريين أيضا سلمان بن فهد العودة وله جماهير وعشاق في المنطقة الشرقية والجنوبية بالمهلكة السعودية خاصة في بريدة، والقصيم، وعنيزة، ومناطق الخبر (وقعت فيها تفجيرات 1996م) والرياض، والدمام. وسلمان العودة زار دولة السودان عدة مرات وقدم الكثير من الدعم للسروريين السودانيين، وله موقع في الانترنيت (islam-today) وأيضا من السروريين ناصر العمر وهو صاحب الموقع الالكتروني الشهير (islam-memo) وأيضا محمد العريفي وعادل الماجد صاحب قناة المجد..ومن الجمعيات الخارجية التي لها علاقة خاصة بالسروريين السودانيين "جمعية الحرمين الخيرية" وقد تم تجفيفها في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وفي الدوحة لهم مصادر دخل كثيرة أبرزها مؤسسة عيد آل ثاني، وفي الكويت احتفظوا بدعم متواصل ولصيق من الشيخ حاكم المطيري المذكور سابقا وهو رأسمالي كويتي ومتزوج من أميرة سعودية ويزور كثيرا السودان. ويعتبر المنظر لفصل جنوب السودان جعفر شيخ إدريس الأب الروحي لهذه التشكيلات ولكن من موقع مزدوج، فهو يضع رجلا مع السلفية البيضاء والرجل الأخرى مع السروريين، وهو المنسق والمايسترو الذي يعمل في الخفاء ويربط الجميع ومن خلاله تتدفق الأموال لتمويل المشروعات التابعة للسروريين - ويسمون أنفسهم أيضا (بتيار الصحوة). وترجع التسمية للصدع الذي حدث عام 1990م في دول الخليج، حين استجلبت دول الخليج قوات ثلاث وثلاثين دولة (معظمها غربية) لتحرير الكويت!! وعلى هذا فالسلفية الخليجية انشطرت إلى النصف في عقدية واحدة إلى وهابية وسرورية وبينهما عطر منشم!! ولكن هنالك أيضا كوادر وشخصيات أجنبية سرورية لعبت أدوارا مهمة وما زالت تلعب داخل السودان بشكل خفي، مثل التونسي محمد عمر دولة، واليمني أنور الخضري، والفلسطيني عبد الرحيم داؤود، والمصري خالد فتح الله. ومن الفلسطينيين أبو عبد الرحمن، ووليد حسن، وبسام الحسن، والطبيب عبد الله سالم. إضافة إلى العراقي مروان سلمان. ولكن أخطرهم ويعتبر الذراع اليمين لعبد الحي يوسف الفلسطيني الكويتي المهندس ماهر سالم رباح. حيث لا يظهر في العلانية مطلقا ويعتبر العقل التنظيمي المدبر و"المدير" المحرك لنشاط كل السروريين، ويسكن المهندس ماهر سالم رباح بحي الشهيد طه الماحي بمنطقة جبرة. يوسف القرضاوي الذي أعتقل في شبابه عام 1965م مع مجموعة سيد قطب الذي تم إعدامه بينما غيره قد سجن، فجأة أفرج عنه جهاز مباحث أمن الدولة وانتدبه لكي يعمل مدرسا في معهد ديني بدولة قطر بعد أن تم تجنيده لصالح الجهاز، وعلى هذه الحادثة تم فصله من تنظيم الأخوان المسلمين. وبعد حين انقلب القرضاوي على الجهاز المصري وأخذ الجنسية القطرية، وكان شخصية نكرة أشهرته قناة الجزيرة بدءا من عام 1997م، وما زال يحمل في نفسه فانتازيا العمل الإسلامي الثوري..فأقترب كثيرا في شيخوخته من السروريين وأصبح الملهم والناطق باسمهم بشكل ملتوي وذكي، وهذا الركون للسروريين يعزى لرغبته بشكل لاواعي لإشباع ذاته الثورية بأثر رجعي لما لم يستطع فعله في شبابه، خاصة بسبب الجرح النفسي تعرض له في شبابه حين تعاون مع مباحث أمن الدولة المصرية!! شوقي إبراهيم عثمان (كاتب) و (ومحلل سياسي) [email protected]
