*حين كان مجمع اليرموك يتفجر كانت فضائياتنا جميعها في حالة طرب وغناء و(هجيج) .. *ثم بعد أن نسب والينا - العالم بكل شيء - الإنفجارات تلك إلى (ماكينة لحام !!) واصلت فضائياتنا فواصلها الغنائية وكأنما منطقة اليرموك هذه هي تلك التي في بلاد الشام .. *ثم بعد أن أعلنت الحكومة - رسمياً - عن تسبب مقاتلات إسرائيلية في الإنفجارات المذكورة لم تر فضائياتنا هذه ما يستدعي وقف برامج (التمايل الجماعي !!) مع النغم .. *ثم حلت بعد ذلك أيام العيد فجُنت فضائياتنا ؛ رقصاً وغناءً وطرباً و(هجيجاً) ... *فهي - بالصلاة على النبي - فضائيات (مبسوطة 24 قيراطاً !!) ... *ولو لم تكن شرائح من أبناء الشعب السوداني (مبسوطة) هي نفسها لما (انبسطت) فضائياتنا هذه بالطبع .. *ولكن نفراً من مثقفي بني يعرب لا يبدون (مبسوطين) مما يحدث في بلادنا (بالمرة) .. *فمنهم من كتب يتساءل عن (السر) في طغيان الغناء على برامج فضائيات السودان في وقت يعيش فيه (السوادنة) ظروفاً يعلمها القاصي والداني .. *ومنهم من أبدى دهشة إزاء ثقافة (الهشك بشك) التي عمت تلفزيونات الدولة (الرسالية !!) وكأنما السودان قد رمى بمشاكله كلها وراء ظهره .. *ومنهم من لخص حيرته في عبارة مستقاة من مثل مصري شهير : (أسمع كلامكم أصدقكم ، أشوف فضائياتكم استعجب ) .. *وبالأمس عبر كاتب فلسطيني عن غضبه - على خلفية ضرب إسرائيل لليرموك - بكلمات يستهجن فيها اكتفاء حكومة السودان ب(التلويح بالعصي !!) .. *ولا يعلم الكاتب الفلسطيني هذا - بالتأكيد - أن صاحب هذه الزاوية قد سبقه إلى الحديث عن (ظاهرة العصي !!) المذكورة قبل أيام من وحي تعليقات بعض القراء .. *بل ولا يعلم إنه في الوقت الذي نُشر فيه مقاله هذا كان أحمد هارون (يهش) بعصاه على مواطني عاصمة ولايته - استعراضاً لقوة متوهمة - بدلاً من العمل على حمايتهم من القنابل .. *وطالب الفلسطيني الغاضب هذا حكومتنا بالبحث عن بدائل (عملية !!) عوضاً عن عصي لا (تضرب !!) سوى الهواء .. *ثم لم ينس - هذا الفلسطيني - أن يشير بأسى إلى بث تلفزيوناتنا فواصل (غنائية !!) متواصلة (في هذا الوقت) .. *وتصويباً من جانباً للكاتب (الزعلان) جداً هذا نقول له إن فضائياتنا تغني (طول الوقت!!) وليس (في هذا الوقت !!) وحسب.. *و(مش كده وبس) - يا أخا العرب - وإنما امعاناً من الفضائيات هذه في التعبير عن (حالة الفرح !!) التي تعيشها بلادنا فهي تحرص على أن تكون وجوه المغنين والمغنيات (فرائحية !!) هي ذاتها .. *(يعني) - مثلاً - ترى في وجه الواحدة من إياهن (ألوان قزح !!) كافة ... *اللون القرمزي على الفم ، والبنفسجي أعلى العينين ، والأحمر على الوجنتين ، والأشقر على الشعر ، والأبيض (الإصطناعي !!) على ما بقي من مساحة الوجه .. *والأمر نفسه ينسحب على وجوه المذيعات (الكُثر!!) في تلفزيوناتنا هذه ... *أما وجوه المغنين فعلامات (الفرح) التي تميزها هي (البودرة) و(الكريمات) و(السبسبة مع الفلفلة !!) في الشعر .. *(أها) ؛ هذا هو واقعنا الذي ينم عن (فرحٍ طاغٍ !!) أيها العرب .... *فإن عجزتم إن (تنبسطوا) مثلنا فلا (تحسدوننا) على الأقل !!!!! الجريدة