ن يقول تعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، فلنا أن نتسائل أخوتي الاعزاء هل كل ما حصل ويحصل من مصائب وويلات صبت وتصب على العراق وأهله المغلوب على أمرهم هو من كسب أيدي العراقيين أنفسهم ؟ هل هو من اذاقة الله عز وجل لهم لعلهم يرجعون الى رشدهم ويعتبروا ويتفكروا ويفكروا ويذّكروا ويسيروا في أرض العراق ويتعضوا ممن كان من قبلهم ، اليوم تقع على الجميع مسؤولية عظيمة بعد أن ظهر الفساد وانتشر في كل نواحي ومناحي الحياة في العراق بما كسبت ايدي المسؤولين المفسدين الذي تسلطوا على الرقاب بفعل انتخاب الناس لهم ومساندتهم واعانتهم وبالتالي اعلان الرضا بفسادهم والدخول فيه لان الراضي بعمل قوم كالداخل فيه معهم ، فكل الناس اليوم تتحمل المسؤولية ولا يقول احد اني لا يهمني الامر او اني لم انتخب هؤلاء المفسدين فانا غير مشمول وان الامر يشمل من انتخب هؤلاء وهو من تقع عليه مسؤولية تصحيح خطأه والتكفير عما جنت يداه ، فنقول له ايها العزيز انك وان لم تنتخب اهل الفساد والمكر والخديعة لكن بسكوتك عنهم وعدم فضحهم وتحذير الناس منهم وارشاد الناس الى محاولة التوبة من هذا الذنب العظيم الذي اقترفوه بايديهم تكون خارج عن الاسلام والمسلمين بل وخائن لهم لأن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم كما يقول نبينا العربي صلوات الله عليه واله ، وهل يكون السكوت عن المفسدين وعدم نصح الناس وأمرهم بالمعروف والخير والصلاح ونهيهم عن المنكر والفساد والافساد هو المقدم وفيه الخير للفرد والمجتمع ؟! هل يُعقل هذا ؟! بل علينا جميعا الامتثال لامر الله عز وجل واوامر الانبياء والمعصومين عليهم السلام ومن تبعهم باحسان من العلماء الهادين والعمل على الكون خلاف الناس الذين تشملهم الاية المباركة الانفة الذكر الذين ظهر الفساد بسببهم وبما كسبت ايديهم وكما يشير لذلك سماحة المرجع العراقي السيد محمود الصرخي الحسني في بيانه الذي يحمل عنوان ( وجوب النصح والاصلاح في انتخابات 2013 ) حين قال بسمه تعالى:: يجب على كل مكلف من الرجال والنساء القيام بوظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث لا يكون جزءا من السبب المؤدي الى ظهور الفساد في البر والبحر فلا يكون مصداقا من مصاديق الناس في الاية الشريفة {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الروم: 41. فعلى كل مكلف من الرجال ان يأمر بالمعروف وينصح ما لا يقل عن اربعين شخصا، ومن النساء ان تأمر بالمعروف وتنصح ما لا يقل عن عشرين إمرأة، بحيث يكون محور النصح عزل كل المفسدين وقوائمهم وابعادهم عن أي منصب وسلطة وتسلط على مقدرات الناس وثرواتهم وأموالهم وأعراضهم ودمائهم، وانتخاب وتسليط من فيه الصدق والامانة والخير والصلاح بغض النظر عن دينه او مذهبه او قوميته او عرقه او جنسه. ومن الله التوفيق الصرخي الحسني 4/ جماد ثاني/ 1434 ه 15/ نيسان /2013 http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=354933 د. علي التميمي - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي :