[email protected] ظل (زولنا) متيقنا تماما ان لاعلاقة له شخصية تربطه ولا حتى (قدرة) الفول بكسر القاف البريئة ايضا مثله بعالم ...السياسة المقرف.. اقسم صارما جازما... انه يكره (شمطة) السياسة وما جاورها والحكومة ..ومن حولها... كراهية مطلقة فهيا حسب علمه البسيط... انها تلك المفطومة فى ...سودان بنى زول على (الهرجلة) (والمهزلة والمسخرة) المبنية اساسا ....على مبدأ (الغابة والفوضى ) الظلم والجور..القوى اكل ....و الضعيف ....دائما ماكول.. (زولنا) لايملك المقومات الاولية للسياسى من استغلالية الاخرين وفرد العضلات المالية ... وامتطاء الكرش المترهلة المترفة بالحرام ولا يجيد اطلاق حنجرة ...الجعجعة المفتعلة... كما انه ليس له... موهبة الاحتيال ..اوالكيل بمكيالين... اعتقاد راسخ فى (هذا الزول) والله اعلم..... فالسياسة عنده زمرة ( اوطنجية) ارتضوا التلون ...والمخادعة لدنياهم واما الحكومة فهى اشبه ماتكون ببيت العنكبوت الواهن... ولا يتمنى ان يدخل بين خيوطها المعقدة ..ولا يتمنى ان يتشربك بين اطرافها ويقحم بنى ادميته النظيفة... فى دهاليزها ...ومعتركها الملوث... وعلى النقيض تماما ظلت علاقة ...(زولنا) حميمة جدا بالفول (وقدرته) التى طالما تغزل وتغنى وتمنى... فيها هياما وولعا وعشقا.. ولا تمضى الوجبات عليه... الا وقد احتفى بصحن(مصلح)... او حتى فول بالزيت ...يكاد زيته يضىء سمسما ... ومن فرط حبه للزيت عشق القضارف ...واهلها لعلاقتها ....الوطيدة بالسمسم فكثيرا..ما يدندن باغنية (ياسمسم القضارف ...والزول صغير ما عارف) وما كانت محبته للسمسم الفريد طعما المتميزمن بين كل انواع الزيوت بنكهة لانظير....لها الا لمجاورته الفول.... ذلك الغالى الفائدة ....الرخيص الثمن.... فما اطيبه حين ينساب بين تلك الحبيبات فى دعة محببة ودلال مستلطف يستدرج شهيته النهمة ...والدائمة... للفول ...(فلا بديل للفول الا الفول) ذلك الحبيب الذى يسيل له لعابه ... ويغنيه عن التفكير... فى اللحمة التى قفزت باسعارها الى ارقام فلكية..وايضا تفاديا منه للحوم الحمير والكلاب التى غزت السوق ... فى الاونة الاخيرة..... ويكفيه استحسانا...انها لم تشتكى من الفول معدته.... ولا جيبه يوما ذلك الفقير الشبه فارغ الا من بعض مال ...يغنيه عن سؤال اللئيم....فلم يصيبه الملل منه ردحا ... من الزمن.... وكان يقول (العشرة مابتهون)..... ظل الزول المغلوب على امره...يترافع امام اكبر المناهضين للفول يلجمهم بالحجة الدامغة...والدليل القاطع ... بان الفول ذو قيمة غذائية عالية لا تقبل التنافس ...والجدل... فهو الغنى بالبروتين...كما... يمنحك الزيت الدهون والاحماض.... ويكفيك بالرغيف داعما... بالنشويات... وكان يقينه الراسخ ان هذا الفول هبة من الرحمن لاهل السودان لا تقدر بثمن خاصة للغلابة منهم...ونعمة لا مثيل لها فى كل العالم الاول او الثالث فالفول للجميع .... تمضى الايام على (زولنا) وقد ادمنه الفول وصادقه.... فى كل الاوقات صباحا ومساءا ...سنوات طويلة من العمر فاصبح (فولنجى) من الدرجة الممتازة.. وتزحف السياسة عليه ( بخيلها ورجلها).. تتسلق حياته البسيطة كما تعودت ان...تدخل البيوت المستورة وتشتتها... وتفتت الحياة الهادئة وتمزقها...وتفرغ من معدنها الكرامة ...وتمنحها وابلا من الاحزان... والفلس الكثير... حاصرته حكومة (الهرجلة)... التى تفسد (ولا تصلح ) ...وتكسر (ولا تجبر)... وتأخذ (ولا تعطى)...وتحكم الناس (ولا ‘تحكم) تتخطى صاحبنا الزوول الطيب البسيط كما تخطت غيره...وتدخل له مباشرة فى عمق (قدرة فوله) اعز ما يملك .. نعم تستولى على ...(صحين الفول) ...الغالى فيرتفع سعر الفول ايضا... ويتعالى الفول على الجيوب المجهدة...... كم كان مقتنعا بما هو عليه سعيدا بتلك الحبات المهروسة ( بشوية) الزيت وشىء من ملح قليل...مستصحبا معه ( رغيفة) سمراء اللون... وما لبث ان اصبح زولنا الفولنجى يصيح ويهتف.. قائلا : ( دخلت علينا الانقاذ... من الشباك فخرجت .... كل ...السعادة من الباب)